الأقباط متحدون | من يذهب ويعلق الجرس؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٢:٤٤ | الخميس ١٩ يناير ٢٠١٢ | ١٠ طوبة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٤٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

من يذهب ويعلق الجرس؟

الخميس ١٩ يناير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

 بقلم :هاني شهدي

انتشر الاسبوع الماضى على الانترنت مقطع فيديو روجت اولا له شبكة" قصد السبيل" التى تنتمى للتيار السلفى " ثم تناقلته كثير من المواقع المسيحية لثلاثة من كهنة مدينة ديروط احدي مدن محافظة اسيوط للترحيب ليس اكثر بضيف مرشح الرئاسة السلفلى حازم صلاح ابواسماعيل .. و قد اختلفت ردود افعال الاقباط ما بين مؤيد و معارض و اكثرهم مستنكر بسبب بدء الاب انطونيوس جورج" المتكلم فى الندوة بتحية الاسلام وما فيها ليس اكثر من ترحيب بالضيف استغرقت 40 ثانية.

أما عن أبو إسماعيل ( وكل مرشحي الرئاسة المحتملين عامةً)

أولاً: كان من الذكأء الإنتخابي الذي جعله يقرا اللعبة مبكراً ويتجه الى الصعيد ليبدأ حملته الانتخابية حيث المهمشين وأسيوط خاصة حيث ثالث تجمع سكاني قبطي وتسكنها أغلبية قبطية ليكتسب تأييد لم يعطى له حتى الأن من أصوات صعيدية (وقبطية خاصةً) ليست بالقليله.فبدأ بأسيوط وتبعها بديروط ثانياً: مدينة بمحافظة اسيوط اكثر المحافظات التى عانت و قاست الارهاب فى اواخر التمانينات وأوائل التسعينات على يد الجماعات الاسلامية وبالرجوع للأرشيف بالاخص مدينة ديروط كانت بداية شرارة نشاط وعنف الجماعات المتطرفه ،فقد قدمت الكثير من الشهداء فى الفترة العصيبة التى عاشها كل اقباط المدينة فى وقت كانت تستيقظ مبكراً على اصوات طلقات الرصاص واحيانا (القنابل) وتنام مبكرا بسبب حظر التجوال فهي مدينة صاحبة تاريخ مشرف فى الارهاب، خرج منها ناجح إبراهيم أحد المتورطين في قتل الرئيس السادات.وخرج منها حافظ ابراهيم شاعرالنيل فهي ذات طبيعة خاصة تجمع "الطيب والشرس والجميل"، وطمأنة أي مرشح لتلك المحافظة وتلك المدينة الخائفة يعتبر مكسب له. "فهمتوا ليه أسيوط وديروط بالذات؟!" بلغة الكورة" الجون في أسيوط بالذات بجونين".

 

 

أما عن الكهنة الثلاثة :عبرت فوق أعناقهم فترة الإرهاب الصعبة (ككهنة و ليسوا علمانيين ) والاب "انطونيوس جورج" لمن لا يعلم هو من اكبر واقدم الكهنة فى مدينة ديروط اكثر من 40 عاما فى الكهنوت رجل محترم، يمضي مرفوع الرأس في وقت كان المسيحيون يحسد "الطوب" رؤسهم، له خبرة فى التعامل مع المشاكل بدبلوماسية ، ذو شعبية كبيرة يقدره و يحترمه المسلمون قبل الاقباط و هو ما شجع المسلمون لدعوته للحديث كتفعيل لدور الكهنة فى الاحداث و سبب آخر وهو عدم اهتمام نيافة الانبا برسوم اسقف ايبارشية ديروط بالظهور فى وسائل الاعلام و المؤتمرات فهو يري ان شعبه اولى من الكاميرات بان يعطيهم وقته(عكس كثير من الأساقفة) لهذا كان ابونا انطونيوس هو موفد الكنيسة و ليس المتحدث بإسمها .. انا شخصيا فى زيارة لمدينة ديروط فى يونيو ٢٠١١ حضرت لقاء مشابه لنفس القمص/ انطونيوس ذلك فى استضافة الجماعة الاسلامية و فى ظروف اصعب حيث كانت بعد مقتل اسامة بن لادن باسبوع و الاجواء متوترة فى ندوة لم يجد فيه شباب المدينة القبطى الجسارة حتى على المرور بجوار سرداق الندوة لكنه دخل بمفرده لعرين الاسد و للامانة تكلم بكثير من الحكمة و الدبلوماسية و الصراحة التى ايقظتهم . كل ما سبق هو توضيح للموقف(وليس انحياز) من فم أبناء أسيوط وديروط أنفسهم مسلمين ومسحيين وهو ما تقتضيه أبسط قواعد الأمانة في العمل الصحفي ولهذا اخترعت المواقع والفضائيات ما يسمي ب" مراسل الموقع" حتى يتجنبوا أن "يصيبوا قوم بجهالة".

أما عن الكنيسة بصفة عامة:دخلت الكنيسة الأن صراع الإنتخابات ، فيجب عليها أن تتوخي الحذر في أن يدفع بها وتستغل دون دراية في هذه اللعبة ، كثير من كهنتنا (بصفة عامة) ليس لهم دراية بالعمل السياسي وألإتجاهات السياسية على الساحة الأن مثلهم مثل رجال الأزهر والشيوخ مثل المرشحين أنفسهم،، تلك هي أول مرة تجري انتخابات رئأسية منذ أربعين سنة (حيث تولي مبارك بدون انتخابات)،

فيجب على الجميع (وخاصةً الكنيسة) أن نعلم من هو هذا أو ذاك قبل أن نذهب ونرحب به.

 

 

أما عن اللائمين والمستنكرين ليس من العدل أن تمحو ٤٠ ثانية تاريخ ٤٠ عام مشرف من الخدمة؟ليس من الإنصاف اصطياده ب-"ذلة لسان" خرجت من قبيل المجاملة أكثر منها كما تحسبون للنفاق والتملق ؟ من منا لم يقول"السلام عليكم" ؟ ماهو كدا كدا محدش بيرد فا مش فارقة..أيضاً هو -وهم أيضاً- لم يؤيد ولم يعارض ، وأنا مثلك لو لم أكن أعرفه قد لم يعجبني موقفه وموقف الكنيسة؟لكن لأني أعرف ملابسات الموقف لزاما علي توضيحه للقارئ وهو له حق القبول أو الإستنكار ؟ تذكرني قصة بسيطة ليس للمستنكرين ولكن (للأطفال المستنكرين)الذين نعقوا بأصوات علي على صفحات الانترنت بأنهم "عبيد في زي كهنة". تحكي القصة عن الذئب الشرير الذي يفترس الحيوانات الأليفة في الغابه، أجتمعوا ليوقفوا المأساه،انتهوا لفكرة بسيطة وهي تعليق جرس في رقبة الذئب وهو نائم ، فاذا ما جري سمع باقي الحيوانات صوته وهربوا، لكن ما لبثوا أن جمدوا في أماكنهم حينما كان السؤال الشهير :من منا يعلق الجرس؟

يا عزيزي المستنكر اللطيف ، العدل يتطلب أن تخرج خارج سيارتك "السويسرية " الفاخره المصفحة المكيفة، وتصطحب معك "شجاعتك المزعومة " وتنزل "الغابة"وتمشي بجوار اخوانك "الشعب والكهنة" حتى تكونوا على أرضية واحدة ليبقي السؤال الشهير هل لك أن تذهب الى "اسيوط وديروط " وتعلق الجرس؟!
كــهنة ديروط احــرار وسيظلوا احـــرار




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :