في مثل هذا اليوم 19 اكتوبر 1910م..
ولد فريد الأطرش في بلدة القريا في جبل الدروز وقد عانى حرمان رؤية والده ومن اضطراره إلى التنقل والسفر منذ طفولته من سوريا إلى القاهرة مع والدته هربا من الفرنسيين المعتزمين اعتقاله وعائلته انتقاما لوطنية والدهم فهد الاطرش وعائلة الأطرش في الجبل الذي قاتل ضد ظلم الفرنسيين في جبل الدروز بسوريا.
حرصت والدته على بقاء فريد في المدرسة غير أن زكي باشا أوصى مصطفى رضا بأن يدخله معهد الموسيقى. عزف فريد في المعهد وتم قبوله فأحس وكأنه ولد في تلك اللحظة. إلى جانب المعهد بدأ ببيع القماش وتوزيع الإعلانات من أجل إعالة الأسرة وبعد عام بدأ بالتفتيش عن نوافذ فنية ينطلق منها حتى التقى بفريد غصن والمطرب إبراهيم حمودة الذي طلب منه الانضمام إلى فرقته للعزف على العود.
أقام زكي باشا حفلة يعود ريعها إلى الثوار أطل فريد تلك الليلة على المسرح وغنى أغنية وطنية ونجح في طلته الأولى. بعد جملة من النصائح اهتدى إلى بديعة مصابني التي ألحقته مع مجموعة المغنين ونجح أخيرا في إقناعها بأن يغني بمفرده ولكن عمله هذا لم يكن يدر عليه المال بل كانت أموره المالية تتدهور إلى الوراء. بدأ العمل في محطة شتال الأهلية حتى تقرر امتحانه في المعهد ولسوء حظه أصيب بزكام وأصرت اللجنة على عدم تأجيله ولم يكن غريبا أن تكون النتيجة فصله من المعهد. ولكن مدحت عاصم طلب منه العزف على العود للإذاعة مرة في الإسبوع فاستشاره فريد فيما يخص الغناء خاصة بعد فشله أمام اللجنة فوافق مدحت بشرط الامتثال أمام اللجنة وكانوا نفس الأشخاص الذين إمتحنوه سابقا إضافة إلى مدحت. سجل أغنيته الأولى (يا ريتني طير لأطير حواليك) كلمات وألحان يحيى اللبابيدى فأصبح يغني في الإذاعة مرتين في الإسبوع لكن ما كان يقبضه كان زهيدا جدا.
رغم رحيله المبكر الا ان اعماله الفنية من غناء والحان ومقطوعات موسيقية وافلام لا تزال خالدة في قلوب الملايين من محبيه في ارجاء الوطن العربي الكبير الممزق من محيطه الى خليجه. الحب بين فريد والوطن كان متبادلا من القلب الى القلوب وبالعكس حتى انه في اغنياته العاطفية حين يناجي حبيب الروح والعاشق الولهان فلعله يغازل الوطن الجريح لعله يقطب جروحه التي يصعب ان تندمل في ظل هذه الظروف القاهرة فهو يتمنّى الانعتاق ويتوق الى الوحدة والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية والرخاء الاجتماعي.!!