تعقد محكمة جنايات الطفل بالمنوفية، غدا الأحد، أولى جلسات محاكمة المتهم محمد أشرف عبد الغني راجح و3 آخرين، لاتهامهم بقتل الشاب "محمود البنا" والمعروف باسم "شهيد الشهامة"، عمدا مع سبق الإصرار والترصد، يوم الأربعاء 9 أكتوبر الجاري، وذلك بعد 11 يوما من الجريمة، حيث حققت خلالها النيابة الدعوى، وجمعت أدلتها لتطرحها على بساط بحث المحكمة، تحقيقا لمفهوم العدالة الناجزة.
وقالت مصادر أمنية، إن الأجهزة الأمنية ستشدد من إجراءاتها بمحيط المحكمة الكائنة بمدينة شبين الكوم، قبل وأثناء انعقاد الجلسة، وأثناء نقل المتهمين إلى مقر المحكمة، موضحة أنها لن تتهاون مع أي تجاوز أو فعل قد يعطل سير الجلسة أو يخل بالإجراءات المتبعة للتأمين.
وكانت محكمة الاستئناف حددت جلسة الغد، لبدء المحاكمة، بعدما قرر النائب العام المستشار حمادة الصاوي، إحالة المتهمين للمحاكمة الجنائية.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة أن الواقعة بدأت عندما استاء المجني عليه محمود البنا من تصرفات المتهم الأول محمد راجح، قبل إحدى الفتيات، فنشر كتابات على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي إنستجرام أثارت غضب المتهم؛ فأرسل الأخير إلى المجني عليه عبر برامج المحادثات رسائل التهديد والوعيد.
وأكدت التحقيقات أن المتهم "راجح" اتفق مع عصبة من أصدقائه على قتله، وأعدوا لذلك مطاو وعبوات تنفث مواد حارقة للعيون مصنعة أساسًا للدفاع عن النفس، واختاروا يوم الأربعاء الموافق 9 أكتوبر الجاري موعدًا لذلك، حيث تربص المتهمان محمد راجح وإسلام عواد بالمجني عليه بموضع قرب شارع هندسة الري بمدينة تلا بمحافظة المنوفية، وما أن ابتعد المجني عليه عن تجمع لأصدقائه؛ حتى تكالبا عليه، فأمسكه الأول من تلابيبه مشهرًا مطواة في وجهه ونفث الثاني على وجهه المادة الحارقة؛ وعلت أصواتهم حتى سمعها أصدقاء المجني عليه فهرعوا إليه وخلصوه من بين يديه؛ ليركض محاولًا الهرب، فتتبعه المتهمان حتى التقاه المتهم الثالث مصطفى الميهي وأشهر مطواة في وجهه أعاقت هربه وتمكن على إثرها من استيقافه؛ ليعاجله المتهم الأول بضربة بوجنته اليمنى أتبعها بطعنة بأعلى فخذه الأيسر، وذلك بعدما منعوا أصدقائه من نجدته مستخدمين المادة الحارقة، ليتركوه مثخنًا بجراحه.
وأضافت التحقيقات أن الأهالي نقلوا المجني عليه إلى مستشفى تلا المركزي، بينما هرب المتهم الأول على دراجة نارية قادها المتهم الرابع إسلام إسماعيل.
وانتقلت النيابة العامة إلى المستشفى وناظرت جثمان المجني عليه، كما سألت شهود الواقعة، وأصدرت قرارها بإجراء الصفة التشريحية لجثمان المجني عليه، وبالتحفظ على تسجيلات آلات المراقبة بمكان الواقعة، واطلعت على محتوى الرسائل التي تبادلها المتهم الأول والمجني عليه.
وأظهرت مناظرة النيابة العامة للمجني عليه إصابته إصابتان إحداهما بوجهه والأخرى بأعلى فخذه، وأجمع شهود الواقعة على أن سبب الإصابتين ضربة وطعنة من المتهم الأول للمجني عليه.
وأكد أطباء مصلحة الطب الشرعي أن الطعنة التي أصابت فخذ المجني عليه الأيسر هي التي تسببت في وفاته، وأنها جائزة الحدوث من مطواة وكالتصوير الذي أجمع عليه الشهود، وشاهدت النيابة العامة بتسجيلات آلات المراقبة وقوع الشجار مع المجني عليه وسط حشد من الفتيان ثم تقهقره ومحاولة هربه ولحاق آخرين به ثم ظهوره بمشهد ثان وآخر يحاول الإمساك به، وبمشهد أخير والدم يسيل من رجله اليسرى، كما أطلعت على رسائل من المتهم إلى المجني عليه سبقت الواقعة تضمنت تهديدًا ووعيدًا له بإيذائه بدنيًا.
وأكدت أقوال متهمين إشهار المتهم الأول مطواة قرن غزال في وجه المجني عليه ونثفث المتهم الثالث المادة الحارقة في وجوه من هبوا لنجدته، بينما قرر متهمان أن المتهم محمد راجح طعن المجني عليه برجله اليسرى.