شهود وكاميرات ومحادثات.. نص تحقيقات النيابة في قضية مقتل محمود البنا

 

وتضمنت التحقيقات، اعترافات المتهمين وأقوال الشهود وشهادة والد المجني عليه وأصدقائه الذين كانوا معه قبل الاعتداء عليه، بالإضافة لتفريغ تسجيلات كاميرات المراقبة وتحريات المباحث حول الواقعة والتسجيلات التي هدد فيه المتهم المجني عليه وسبّه قبل ارتكاب الحادث، وكذلك صورة من المحادثات بينهما والتي انتهت بمقتل المجني عليه على يد المتهمين، وإحالتهم لمحكمة "جنايات الطفل" والتي عقدت أولى جلساتها اليوم الأحد وانتهت إلى تأجيل المحاكمة لـ27 أكتوبر الجاري.

 

وتضمن أمر إحالة المتهمين، أنَّ محمد أشرف عبدالغني راجح -طفل محبوس (17 سنة - طالب) ومصطفى محمد مصطفى الميهي - طفل محبوس وشهرته "حماصة"، وإسلام عاطف رمضان عواد -طفل محبوس (16 سنة) وإسلام إسماعيل عبدالحكيم -طفل محبوس (17 سنة)، في يوم 9 أكتوبر 2019 قتلوا المجني عليه الطفل محمود محمد سعد البنا عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، بأنَّ بيتوا النية وعقدوا العزم على قتله وأعدوا لذلك الغرض "مطوتين" وعبوتين بهما مادة حارقة للعين، وتربصوا له بالأماكن التي يتردد عليها.

 

وورد في أمر الإحالة "وما أنَّ ظفر به المتهم الأول بالضحية حتى أمسك بتلابيبه مشهرًا في وجهه مطواة، وما أنَّ هرع آخرون لنجدته حتى باغتهم المتهم الثالث بنفث المادة الحارقة في وجوههم، ليمكّن المتهم الأول من المجني عليه الذي ركض هاربًا حتى اعترضه المتهم الثاني مشهرًا مطواة في وجهه فأعاق هروبه حتى لحقه المتهم الأول وعاجله بطعنه بالمطواة في وجنته أتبعه بأخرى في فخذه الأيسر قاصدين إزهاق روحه، فأحدثوا به الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياته، بينما ظل المتهم الرابع على مسرح الجريمة بدراجة نارية ليؤمن هروبهم عالما بقصدهم.

 

وتضمن أمر الإحالة، أنَّ المتهمين حازوا وأحرزوا اسلحة بيضاء بغير ترخيص دون أنَّ يكون لحيازتها أو إحرازها مسوغ من القانون أو مبرر للضرورة الشخصية أو الحرفية.

 

فيما تضمنت قائمة شهود الإثبات، شهادة أحمد أشرف المغاوري (17 سنة - طالب) والذي شهد بأنَّه في أثناء جلوسه مع المجني عليه في الطريق العام وتوجه الأخير لأحد "الحوانيت" حضر لهم المتهم الثالث منددًا بما بدر من المجني عليه دون إيضاح، ثم تناهى إلى مسامعه لاحقًا صوت مشاجرة، وأبصر المتهم الأول ممسكًا بالمجني عليه، وشاهرًا في وجهه مطواة وعبوة بها مادة حارقة مصنعة للدفاع عن النفس، ومعه المتهم الثالث ممسكًا بأخرى، وحين شرع رفقة المواطنين في التدخل لإبعاد المتهم الأول عن المجني عليه، رش المتهم الثالث المادة الحارقة في وجوههم وحاول المجني عليه الفرار، إلا أنَّ المتهم الثاني اعترضه مشهرًا في وجهه مطواة حتى لحق به المتهم الأول وانهالا عليه ضربًا، وضربه في وجنته وفخذه الأيسر فخر صريعًا ولاذا بالفرار بالدراجة النارية قيادة المتهم الرابع، وأعزى ارتكاب الجريمة إلى نشر المجني عليه صورة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي بشأن انتقاد التعدي بالضرب على البنات.

 

كما شهد وليد بسيوني بدير (16 سنة - طالب) بشهادة الشاهد الأول ذاتها، وكذلك كلا من مصطفى أحمد (17 سنة) ومحمد عمرو (17 سنة).

 

وتضمنت التحقيقات، أقوال وشهادة محمد سعيد البنا والد المجني عليه محمود البنا والذي قال إنَّه تبلغ هاتفيًا بإصابة نجله ونقله للمستشفى، وانتقل إلى هناك لكن وافته المنية فور وصوله، وبسؤال أصدقاء نجله أخبروه بالواقعة بسبب نشر نجله منشورًا على أحد مواقع التواصل الاجتماعي؛ ينتقد فيه سلوك التعدي بالضرب على الفتيات واعتقاد المتهم أنَّه المقصود بذلك.

 

وتضمنت التحقيقات، شهادة معدي تحريات الشرطة والتي توصلت إلى تصور الواقعة وفقًا لشهادة الشهود وصحة ارتكاب المتهمين لواقعة قتل المجني عليه محمود البنا.

 

كما شهد رئيس مباحث تلا بـ"المنوفية"، بأنَّه نفاذا لأمر الضبط والإحضار الصادر من النيابة بحق المتهمين ألقى القبض عليهم وبمناقشتهم أقر له المتهم محمد راجح بارتكاب الواقعة بالاتفاق مع باقي المتهمين وأرشد عن "المطواة" المستخدمة في الحادث، كما أقر له باقي المتهمين بارتكاب الواقعة.

 

وتضمنت ملاحظات النيابة العامة في التحقيقات تقرير الصفة التشريحية الذي بين وجود إصابة عميقة أعلى الفخذ الأيسر للمجني عليه أحدثت قطع وتهتك بالشريان الفخذي الرئيسي ونزيف دموي أدى لهبوط حاد في الدورة الدموية والتنفسية.

 

وتضمنت التحقيقات تفريغًا لكاميرات المراقبة في مكان الواقعة والتي رصدت اعتداء المتهمين على المجني عليه وواجهتهم النيابة بتلك المقاطع المصورة وأقروا انهم من ظهروا فيها بالإضافة لتسجيل صوتي هدد فيه المتهم المجني عليه بالإيذاء ووجه له عبارات السب والقذف واقر المتهم الأول بصحة التسجيل كما اقر باقي المتهمين بصحة صوت المتهم الأول في ذات التسجيل.

 

كما تضمنت التحقيقات صورة من محادثات "واتس آب"، بين المتهم والمجني عليه والتي جرى خلالها تهديد المتهم بالإيذاء وأرفقتها النيابة بالتحقيقات.

 

وندبت النيابة خبيرًا إذاعيًا بقطاع الهندسة الإذاعية بالهيئة "الوطنية للإعلام" لفحص مقاطع الفيديو التي سجلتها كاميرات المراقبة في مكان الحادث والتسجيلات الصوتية للمتهمين، والذي أكّد أنَّ التسجيلات لا يوجد فيها تدخل الحذف أو الإضافة كما أنَّها مطابقة لأصوات المتهمين.

 

وشملت التحقيقات اعترافات المتهمين الثالث والرابع على المتهم الأول محمد راجح وأنهم شاهدوه محرزًا سلاح أبيض في وجه المجني عليه، وأرفقت النيابة العامة معاينة النيابة لمكان الواقعة وبه "رسم كروكي" للمكان.