الأقباط متحدون | حقيقة أقباط المهجر فى رسالة دكتوراة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٣:٢٤ | الجمعة ٢٠ يناير ٢٠١٢ | ١١ طوبة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٤٥ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

حقيقة أقباط المهجر فى رسالة دكتوراة

الجمعة ٢٠ يناير ٢٠١٢ - ٠٨: ١١ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم : نسيم عبيد عوض
عرفت بلاد العالم وجود الأقباط وسطهم منذ قديم الأيام والبعض يعود بهذا التاريخ الى أيام الفراعنة ‘وفى القرون المتاخرة انتشرت الآثار الفرعونية فى دول العالم خاصة فى اووربا والولايات المتحدة ‘وفى عواصم العالم الكبرى تزهو المسلات الفرعونية ( فى لندن وباريس وحتى الفاتيكان )والمبنى التذكارى لواشنطن فى العاصمة الاميركية على شكل المسلة الفرعونية. ومنذ القرون الميلادية الاولى كان للاقباط وجود متميز فى انحاء اوروبا وتجدهم فى سويسرا وأيرلندا ‘ وفى القرون المتاخرة هاجر اقباط كثيرون الى الامريكيتين وأوربا وأستراليا وآسيا .وفى أميركا الشمالية والجنوبية أسماء كثيرة لأقباط هاجروا لتلك البلاد منذ أكثر من مائة عام ‘ ولكن الهجرات الضخمة للأقباط بدأت منذ الخمسينات بعد 1952‘ وخصوصا الذين أممت ثرواتهم ‘ وبدأت الهجرة تزداد فى عصر الرئيس المؤمن أنور السادات ‘ الرئيس المسلم للدولة المسلمة ‘كما كان يحلو له أن يردد .

ولكن فى نهاية عصر مبارك وصل تعداد الأقباط خارج مصر الى حوالى 3 مليون نسمة ‘ منهم مليون على الاقل فى أميركا الشمالية. وبدأ أقباط الخارج يؤسسون منظمات للدفاع عن اخوتهم المضطهدين منذ اوائل السبعينات . ووصل عدد المنظمات القبطية التى تعمل فى حقوق الإنسان ومناصرة حقوق القبطى فى وطنه مصر الى المئات مابين هيئة وجمعية ومنظمة فى بقاع الأرض ‘ حتى إننا فى الهيئة القبطية الأمريكية أنشأنا فى التسعينات هيئة قبطية فى كل ولاية ‘ بل وصل الأمر الآن وجود هيئة فى كل مدينة ‘ ولا أستطيع اليوم حصر أعدادها ‘ وتملك هذه المنظمات صحفا ومجلات ورقية واليكترونية لا تعد ولا تحصى ‘ وهذا بخلاف القنوات الفضائية القبطية العديدة .وأصبح وجود الأقباط فى أغلب هيئات حقوق الإنسان العالمية . لقد غطى الأقباط كل مكان على الأرض بصوتهم ومشاكلهم وقضاياهم ‘ حتى أن أى حدث يقع لقبطى أو كنيسة فى مصر يصل للعالم فى نفس لحظة حدوثه . ويشارك فى هذه المنظمات كل الأجيال الجديدة التى وصلت الى أرفع المناصب ويشاركون فى جميع نواحى الحياة فى العالم ‘ويسهمون فى تقدم حضارة بلادهم الجديدة وفى حل مشاكلها ‘دون ان ينسوا بلدهم الأصيل مصر ‘ وأصبحت كلمة قبطى وحضارته الفرعونية ‘ وملامح كنيسته الأرثوذكسية ‘ تغطى كل بقاع الأرض.


والقبطى عندما يخرج من مصر يأخذها معه أينما حل ‘ ويعود بها الى بيته ‘وهو لم يفقد جنسيته ويحمل رقمه القومى ‘ويحول أمواله دائما الى أهله فى مصر ‘ بل ان كثيرون يستثمرون أموالهم داخلها ‘ ويستبقون بيوتهم واموالهم فيها ويعودون إليها مرة كل عام على الأقل . ‘ ويشاركون فى كل الأنشطة السياسية الاجتماعية ‘ومنهم من كون حزبا سياسيا (الحياة) داخل مصر‘ وقد تحقق لنا مطلبنا بالمشارك فى الإنتخابات التشريعية والرئاسية وجميع الإستفتاءات ‘ومطلبنا اليوم إشتراك أقباط من المهجر فى اللجنة التأسيسية لوضع دستور مصر. وهكذا ينمو تواجد الأقباط المقيمين بالخارج داخل مصر يوما بعد يوم ‘ وخصوصا بعد إلغاء قوائم الممنوعين من السفر أو مراقبة ومضايقة أمن الدولة لهم.


وقد إهتم الباحثون فى مصر بوضع وحقيقة أقباط المهجر منذ فترة ليست بعيدة ‘ وجاءت آخر رسالة قدمت لجامعة القاهرة رسالة دكتوراة فى فلسفة العلوم السياسية بعنوان " أقباط المهجر والسياسة العامة فى مصر 1981-2008 " وتقدم بها الباحث يسرى العزباوى من مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام . تأتى الدراسة فى صورة مقدمة وستة فصول وخاتمة. وسأعرض عليكم ملخص لها فى النقاط التالية :


أولاً: موضوع الدراسة
أدي عصر العولمة إلى ظهور متغيرات وتفاعلات تساعد علي نضج الوعي الإنساني بقضايا تقع علي الساحة القومية والعالمية علي السواء، بحيث تداخلت هذه القضايا والحدود، حتي أصبح من الصعب فصل ما هو قومي عما هو عالمي وخارجي، الأمر الذي انعكس بطبيعة الحال علي طبيعة العلاقة بين الإنسان ومجتمعه، أو بين المواطن ودولته، وفي هذا السياق فإن العالم قد أصبح عالما واحدا، أحداثه واحدة تتداخل وتتبادل التأثير، ومن ضمن هذه القضايا التي أصبحت تتداخل بين ما هو قومي وعالمي، هي قضية المواطنة
وفى الواقع، دفعت الظروف التي شهدتها مصر في الستينيات إلى خروج الكثير من المصريين، سواء أكانوا من المسلمين أم من الأقباط. والظروف التي دفعتهم للهجرة –سواء كانت اقتصادية أم سياسية- ظروف واحدة. غير أنه من الصحيح أن قطاعًا من الأقباط دفعته للهجرة مشاعر بأنهم حرموا من حقوق يفترض أنها للمواطنين المصريين جميعًا، بصرف النظر عن دينهم.
ومن الأهمية القول، أنه ليس غريبًا على الإطلاق أن توجد مشاعر من التعاطف والترابط بين الأقباط في المهجر، وبين أهلهم وأقاربهم، وأبناء ملتهم في مصر، وأن تتأثر تلك المشاعر بذكرياتهم الخاصة، عن الظروف التي دفعتهم للهجرة من مصر. وليس غريبًا أيضًا أن يتمثلوا أساليب الحوار، والتعبير عن الرأي، والاحتجاج السائد في تلك المجتمعات، والتي تمثل جزءًا لا يتجزأ من حقوق المواطنة هناك، بدون أن يروا فيها تزيدًا أو خروجًا عن القانون.


ثانياً: أهمية الدراسة.
- إن أقباط المهجر هم شريحة مصرية تعيش في الخارج وتشكل عمقًا بشريًا واستراتيجيًا لمصر في بلدان المهجر، وهو ما يفرض على النظام عبء إدارة العلاقة معهم، بحيث تكون صحيحة، وذلك حتى يكونوا عامل إضافة لمصر وليس خصمًا من مصالحها وهيبتها العالمية.
- تعتبر الدراسة أولى الأطروحات الأكاديمية التي تتناول بالتحليل والرصد أقباط المهجر وتأثيرهم على السياسة المصرية.


ثالثا: المشكلة البحثية
تتمثل المشكلة البحثية في: أن أقباط المهجر تتوافر لديهم عوامل الولاء والانتماء والارتباط بالوطن الأم وكذلك عوامل التنافر والتناقض، فكيف يمكن تغليب عوامل الولاء والانتماء على عوامل التناقض، وإلى أي مدى تؤثر هذا العوامل على مصر؟، بمعنى آخر، إلى أي مدي تؤثر سياسات أقباط المهجر على السياسة المصرية؟، وهل نتج أي قرار سياسي في مصر كرد فعل لأفعال أو سياسات أقباط المهجر؟

رابعا: أهم النتائج التى توصلت إليها الدراسة :
كثير من الدول تسعي لوجود لوبي لها في الخارج، وخاصة في الدول التي تربطها علاقة إستراتيجية أو قريبة منها جغرافياً، ولها تأثير على الأمن القومي لها، وهذا اللوبي يحقق كثير من مصالحها وأهداف سياستها الخارجية، سواءً كانت اقتصادية أو ثقافية أو سياسية أو اجتماعية. فمن ناحيته أوضح رئيس تحالف المصريين الأمريكيين أن أقباط المهجر يسعون إلى تقديم هذه الأفكار والموضوعات إلى الإدارة الأمريكية والكونجرس، لدفع الإدارة الأمريكية لتقديم يد المساعدة والنصح فى اختيار أفضل السبل لمصر. كما أوضح أن التحالف يهدف إلى تمكين الأعضاء من الأمريكيين ذوى الأصول المصرية من التأثير على سياسة الولايات المتحدة بما يخدم مصالح مصر، من خلال الاتصال بالقوى المؤثرة داخل دوائر صنع القرار من أعضاء الكونجرس ووزارة الخارجية ومجلس الأمن القومى، لإعطائهم معلومات حتى لا يعتمدوا على مصادر دبلوماسية أو إعلامية غير دقيقة.
ومن الأهمية القول أن بعض أقباط المهجر يفرق بين "مصر" و "الحكومة" التي يعترضون على سياساتها في موضوع محدد هو ملف المسيحيين، بينما قد يؤيد أو يعارض البعض منهم سياساتها في موضوعات "الإصلاح الاقتصادي" أو "السياسة الخارجية" أو غير ذلك. كما أن الأغلبية الساحقة من مسيحيي المهجر مازالت لهم صلات قوية بمصر (تشمل وجود استثمارات فيها).


من ناحية أخرى، فإن تحويل مسيحيي المهجر من مصدر "صداع" للحكومة المصرية إلى لوبي لصالحها ليس فقط شيء ممكن، بل هو من أكثر الأمور التي يقولون إنه ممكن الحدوث. لكن هذا لا يمكن أن يتم طالما استمر موقف الحكومة من الملف القبطي على ما هو عليه.
خامسا : وعموما فإن أهم التوصيات والنتائج التى توصلت إليها الدراسة هى:
- أن أقباط المهجر ليسوا خليطًا متجانسًا، فهناك خطأ بالاعتقاد بأنهم كتلة سياسية متجانسة، فهم خليط من اتجاهات سياسية تحوى في بعض جوانبها خطابا معتدلاً وفي جوانب أخرى خطابا أكثر تشددًا لرؤيتهم للوطن الأم ومواقفهم من هموم مشكلات أقباط الداخل، أو علاقتهم بالنظام الحاكم ورؤيتهم لإيجاد حلول قاطعة وجذرية لكل مشاكل الوطن والمواطن المصري.
- تمارس وسائل الإعلام المختلفة، فى الداخل والخارج، دوراً كبيراً فى تضخيم حجم وتأثير ظاهرة أقباط المهجر. ليس ثمة علاقة مباشرة بين متغير سياسات أقباط المهجر ومتغير السياسة العامة فى مصر، حيث توجد عوامل أخرى كثيرة هي التي تحدد وترسم السياسة المصرية طبقًا للمصالح العليا التي يحددها صانع السياسة في مصر.
- هناك علاقة قوية بين أقباط المهجر والكنيسة فى الداخل. كما إن طبيعة العلاقة بين الدولة والكنيسة في مصر تؤثر على موقف أقباط المهجر من السياسة المصرية.

- على الرغم من الصعوبات التى توجه تحويل منظمات أقباط المهجر إلى لوبى مصرى، إلا أن هناك فرصة كبيرة لذلك خاصة بعد ثورة 25 يناير.
كما لا يمكن أن نطلق على الأقباط فى الخارج تهم الخيانة والتآمر. فالطرفان بدلا من أن يسود بينهم حوار لتقارب وجهات النظر وحل المشكلات لجأ كل
طرف فيهم إلى الطريقة الأسهل لتأليب فئات المجتمع على كل طرف آخر.
- إن على الدولة والقيادة السياسية الجديدة مسئولية البدء فى بناء الثقة التى دمرها النظام السابق مع الأقباط لسنوات طويلة، والمسألة تحتاج إلى إجراءات وسياسات جادة لبناء هذه الثقة خطوة خطوة.

ونحن نشكر مقدم الرسالة الدكتور يسرى العزباوى على المجهود المبذول فى رسالته ‘ ونهنئه عليها ‘ ونتمنى من مركز الدراسات بالأهرام ‘ الدفع بالمزيد من هذه الأبحاث لتقريب المسافة ومد الخطوط ‘بين أبناء الوطن الواحد ‘ وليكفر عما فعلته جريدة الأهرام فى حق أقباط المهجر طوال الأربعين سنة الماضية من إتهامات بغيضة ومؤسفة ‘ ليكون أبناء الوطن فى بوتقة واحدة ‘ هدفها الرئيسى رفعة مصر وتقدمها ‘ ولتمحو كل الأساطير والإتهامات المغلوطة حول أقباط المهجر.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :