بقلم: م. يوسف

يتبنَّى الإعلام الإسلامي في مصر من خلال وسائله المختلفه، صحف، ومواقع ألكترونيه،وصفحات على شبكات التواصل الإجتماعي، وقنوات فضائيه، حملات الترويج بأن الكنيسه هي بمثابة "دوله" داخل الدوله المصريه، لها تنظيمها، وقياداتها، وسياساتها، وعلاقاتها، وميزانياتها، وأسلحتها (المخزنه داخل الكنائس والأديره)، وسجونها ومعتقلاتها. فهي دُوَيِّله متكامله لها سلطتها وجبروتها، وكثيراً ما تفرضهما على الدوله المصريه تعالياً وإنتهاكاً لدولة القانون، والأدله على ذلك كثيره، منها: رفض البابا شنوده تنفيذ حكم القضاء الإداري بشأن حق الزواج الثاني للأقباط، وأيضا قصة أختنا "كامليا شحاته" (فك الله أسرها من جُب الأسود المحبوسه فيه داخل أحد الأديره)، الأخت التي سلَّمتها الدوله المصريه خنوعاً وتخازلاً، إستسلاماُ لإراده الكنيسه،هكذا يَدَّعون!! وما أكثر -ومن بينهم مثقفون- من يصدقون ويسَلّمون بصحة ما يسمعون دون (الفلتره) لما يُملى عليهم من أكاذيب وإشاعات لها مقاصد وأغراض بعينها.


التنوعيه والتعددية هي أحد أهم ما يمييز الدول الغربيه (المتحضره) التي تؤمن بحرية وحقوق الإنسان، إيمان عملي فاعل، يظهر بوضوح في القوانين العادله التي تطبق بحياديه دون ميل أو زيغان، على الكل. تتألف أي دوله متحضره (مجتمع كبير) من مجتمعات داخليه صغيره، تتفاوت وتختلف من حيث الخلفيات والأديان والمعتقدات، والأشكال والألوان والثقافات، كلٌ يمارس حياته، ونشاطاته، ومعتقداته، وشعائره، بإسلوبه الخاص، يُحيي تراثه، يتمسك بثقافته، ويحافظ على عاداته وتقاليده، وفي نفس الوقت يخضع الجميع ويلتزم بإحترام سلطة الدوله وسيادة القانون الذي يحترم أيضا ويُقَدِر خصوصيات ومقدسات كل مجتمع أو طائفه أياً كانت.


المجتمع القبطي (الكنيسه)، ليس دوله، وأنما مجتمه، جزء من كيان الدوله المصريه (المجتمع الكبير)، التي تشمل أيضاُ "نوبيين"، "بدو"، "صوفيين"، "بهائيين" وغيرهم. والتاريخ يشهد لبذل، وعطاء، وصبر، وأمانة، ووطنية المجتمع القبطي ورموزه، أبداً لا يستعلون على الدوله، بل يخضعون لسيادتها ويحترمون قوانينها (برغم عنصريتها)، لديهم وصيه كتابيه بالخضوع للرياسات والسلاطين و قوانين وأحكام الدوله -بالقطع ليست تلك القوانين والأحكام "التعسفيه" التي تتصادم بشكل مقصود مع أحد ثوابت الإيمان المسيحي- ومُطَالب أيضا أن يكون مشاركاً فعالاً، وإيجابياً، يقف في وجه الظالم ويندد بظلمه. لا يسعى ابداً لإستقلال سياسي أو جغرافي، وإن كل ما يُرَوَّج له ما هو إلا جهل، أو إما كذب وإفتراء وتضليل ..