حمدي رزق
«رجعت كملت الحفلة بعد اتصال السيد اللواء محمود حمزة، مدير أمن الغربية، وإرساله السيد العميد مأمور القسم والسادة الضباط لمرافقتى مرة أخرى للحفل، والذى حرص وجميع قيادات مديرية أمن الغربية على إتمام الحفل، وعدم إطفاء فرحة جمهور سيدنا البدوى وحضر حتى النهاية»!.
أعلاه مقطع من تويتة حزينة كتبها نقيب المنشدين الشيخ محمود التهامى على صفحته الفيسبوكية، ويروى حادث الاعتداء الذى يشكل لغزًا يستعصى على فهم أبناء الطريق، كيف يحدث هذا لمداح الرسول (صلى الله عليه وسلم) وفى مولد السيد البدوى، متى كان هذا الاحتراب حادثًا بين الدراويش والمريدين، وفى الموالد الدينية بين الذاكرين، أصحاب الحضرة.
يروى الشيخ محمود ماجرى محزوناً: «إن ما حدث من أول الحفل من الشباب الذين حاولوا إيقاع المسرح، والشباب الذين صعدوا وحاولوا الاعتداء على شخصى الفقير إلى الله وأنا فى قمة استسلامى وغير مخوّن لولا ستر الله...».
الطبيعى أن هذه الموالد تلمّ الأحباب، تجمع شتات الصوفية، على وقتها ينتظرونها من السنة للسنة، وأجندة الموالد محفوظة عن ظهر قلب، ولا تعكر صفوها خناقات، ولا يتسلل إليها الشيطان، ولا تعرف طريقها السياسة، ويهجرها الإخوان، ويكرهها السلفية، ولا يهتم بها السياسيون، لأهلها كما يقولون، وأهلها طيبون، يمضون أوقاتهم بين ذكر وتسبيح.
أخشى غيرة أولاد الكار، ما يكرهك إلا ابن كارك، وهذا ما يلمح إليه التهامى المصدوم تماما مما جرى، وأورثه ألمًا، فهو من نذر نفسه وصوته للمديح، ويذهب إلى الموالد على خطى والده القطب الصوفى الذى اجتمعت عليه القلوب مولانا الشيخ ياسين التهامى، مداح الرسول بقصائد الأقطاب الصوفية العظام، ولا يطلب التهامى جريًا على عادة والده ذهبًا ولا فضة، يستحث الخطى ويشد الرحال حبًا فى أصحاب المقامات والكرامات، وينجلى فى الجوار الطيب وسط الحضور الطيب.
وأرجو ألا يعتريه حزن يغير قلبه، والتهامى يعتقد أن أبناء المدد وأبناء الطريق والأحباب من الصوفية يكنون له كل الخير، لكنه يخشى، ويرد على نفسه بنفسه، «لا يا محمود يا تهامى. ما تضحكش على نفسك. هناك من إخوانك فى المجال وأبناء الطريق. من يتعبه تواجدك وتواجد أبيك وإخوتك فى الموالد».
التهامى يختم المنشور الحزين بما هو محزن لغة كنت أتمنى ألا تصدر عنه فى ضيقه: «اللى عاوز يشيل. يشيل يااخونا، من غير ما ينزل لمستوى زبالة، إنه يسلط شوية رمم وبلطجية تبوظ مولد الناس بتستناه من السنة للسنة».
ما جرى قد جرى، والحفلة اكتملت، والحذر واجب مستقبلا، ولكنها ليست معركة حزبية ولا تخلف ثارات، فقط التسامح والغفران لأنه عنوان الصوفية، على الطريق أشواك يتحملها أبناء الطريق.. مدد!.
نقلا عن المصرى اليوم