جيمس كوك أو القبطان كوك ولد في 27 أكتوبر عام 1728 وتوفي في 14 فبراير 1779 كان بحارًا ومستكشفًا إنجليزيًا، يعد أحد أهم المستكشفين الأوروبيين في عصر التوسع الاستعماري، قام بثلاث رحلات في المحيط الهادئ، وقام برسم الكثير من الخرائط لهذه المنطقة وقام بالعديد من الاكتشافات مثل اكتشاف الساحل الشرقي لأستراليا وجزر هاواي ونيوزيلندا.

برز بعد مقتل الرحالة ماجلان عام 1768م قام بثلاث رحلات: الأولى في الفترة ما بين (1768م ـ1774م) والثانية في الفترة ما بين (1772م ـ 1774م) والثالثة في عام 1776م اكتشف أرخبيل هاواي، ووصل إلى أطراف ألاسكا في المحيط المتجمد الشمالي الذي يعد حاجزًا جليديًا لا يمكن اختراقه.
 
لم تكن أوروبا حتى منتصف القرن الثامن عشر تعلم سوى النذر اليسير عن جنوب المحيط الهادي وكان الكثير من الناس يعتقدون بوجود كتلة ضخمة من اليابسة هناك متمثلة في القارة الجنوبية وفي عام 1768 انطلق الملاح والمستكشف الإنجليزي القبطان جيمس كوك مبحرًا من أجل معرفة المزيد حول هذه القارة الأسطورية وقد رافقه العلماء والفنانون في رحلاتة الثلاث.
 
وقد رسم كوك خريطة تضم مناطق شاسعة من المحيط الهادي كما اكتشف العديد من الجزر وعاد إلى وطنة وفي جعبتة معلومات تفصيلية حول الأماكن التي زارها وتبرز "البوابة نيوز" أهم رحلات واستكشافات كوك التي اوصلته لأهم مستكشف قارات وجزر على مر التاريخ.
 
في 29 أبريل عام 1770، اصبحت انديفور بارك البريطانية اول سفينة اوروبية استطاعت الوصول إلى الساحل الشرقي لاستراليا بعد ان هبطت في خليج بوتاني بالقرب من سيدني الحديثة وكان على رأس هذه السفينة كوك، وهو الشخص الذي استطاع ان يذهب حول العالم مرتين ويقوم باستكشاف كل شيء من مضيق بيرينغ وجزر جنوب المحيط الهادئ إلى الجليد المحيط بالقارة القطبية الجنوبية.
 
ساعدت كوك الثلاث على ملء العديد من البقع الفارغة على خرائط العالم للاوروبيين، ولكن سوء معاملته من السكان الاصليين في هاواي ادت في النهاية إلى وفاة غير متوقعة، وبعد مائتي واربعين عاما من هبوط جيمس كوك في استراليا، نأتي اليوم ب 10 حقائق مثيرة للدهشة حول المستكشف الذي تعهد بالابحار كلما كان بامكانه.
 
انضم كوك إلى البحرية الملكية في وقت متأخر نسبيا من حياته وعمل في مزرعة يوركشاير في شبابه قبل ان يحصل على التلمذة الصناعية مع شركة ابحار تجارية في سن 17، وقضى العقد المقبل يرتفع في الرتب ويقوم باتقان فن الملاحة فقد كان يستعد ليصبح قبطان، ولكن في 1755، صدم رؤسائه لانه قام بالابتعاد عن مهنة الابحار وقام بالتجنيد في البحرية الملكية البريطانية كبحار مشترك.
 
وكان يبلغ من العمر 26 وكان أكبر بكثير من معظم المجندين الجدد، ومع ذلك لم يستغرق الامر وقتا طويلا للبحرية للتعرف على موهبته، وتم ترقيته إلى سيد السفينة في عامين فقط، واصبح في وقت لاحق واحد من أهم الرجال في تاريخ البحرية البريطانية.
 
كان كوك خبيرا في رسم الخرائط وظهر لاول مرة على انه رسام خرائط خلال حرب السبع سنوات، حيث ساعدت رسوماته التفصيلية لنهر سانت لورانس البريطاني على سحب هجوم مفاجئ ضد كيبيك الذي سيطر عليه فرنسا، وفي اوائل ستينيات القرن التاسع عشر، تم اعطاء سفينة لجيمس كوك وكلف بتخطيط جزيرة نيوفاوندلاند قبالة ساحل كندا، وكانت الخريطة التي اعدها دقيقة جدا لدرجة انها لا تزال قيد الاستخدام في القرن العشرين.
 
واصبحت مهارة جيمس كوك في رسم البحار في وقت لاحق اداة حاسمة في اكتشافاته، وفاز باول رحلة له في جميع انحاء العالم لانه كان يمكنه الوثوق به في التنقل في الاراضي المجهولة واعادة خرائط دقيقة للاراضي التي اكتشفها.
 
شملت الرحلة الاولى لكوك مهمة سرية من الحكومة البريطانية وبدأت مهنتة كمستكشف في أغسطس 1768، عندما غادر انجلترا على متن انديفور بارك مع ما يقرب من 100 من افراد الطاقم، وكانت رحلتهم في ظاهرها حملة علمية، وجهت اليهم تهمة الابحار إلى تاهيتي لمهمة سرية، وفي الواقع ان جيمس كوك كان لديه ايضا اجندة عسكرية خفية.
 
فقد اخذ جيمس كوك اوامر مختومة توجهه للبحث عن "القارة الجنوبية العظمى"، وهي كتلة ارضية غير مكتشفة كان يعتقد انها تندلع في مكان ما بالقرب من قاع الكرة الأرضية، وبالفعل ابحر جيمس كوك جنوبا إلى خط العرض 40، ولكن لم يجد اي دليل على القارة الاسطورية، ثم اتجه إلى الغرب وحلق دائريا إلى نيوزيلندا، مما يثبت انها كانت زوجا من الجزر وليست متصلة بحوض ارضي أكبر.
 
غرقت سفينة كوك انديفور تقريبا على الحاجز المرجاني العظيم بعد هبوط جيمس كوك في استراليا خلال رحلته الاولى، اشار جيمس كوك بسفينته شمالا وتوجه إلى ميناء باتافيا الهولندي، ولانه كان في منطقة غير محددة، لم يكن لديه ادني فكرة انه كان يبحر مباشرة إلى التشكيلات المرجانية الحادة الشائكة من الحاجز المرجاني العظيم، وفي 11 يونيو 1770، اشتبكت سفينته انديفور في الشعاب المرجانية وبدأت في الغرق بالمياه، مما عرض كل من طاقمه وخرائطه التي لا تقدر بثمن من اكتشافات المحيط الهادئ إلى الخطر.
 
وقام كوك بالتخلص من المياه في السفينة والقوا مدافع ومعدات اخرى من على متنها لتخفيف وزن السفينة، حتى انهم استخدموا الشراع القديم في محاولة لسد ثقب في بدن السفينة، وبعد أكثر من 20 ساعة، استطاعوا اخيرا ان يوقفوا التسرب وذهبوا نحو الساحل الاسترالي، واستغرق الامر من جيمس كوك شهرين تقريبا لكي يقوم بالاصلاحات لجعل سفينته تبحر مرة اخرى.
 
اعداء بريطانيا احترموا جيمس كوك في حين ان رحلات جيمس كوك كانت خلال وقت كانت فيه بريطانيا في حالة حرب مع الولايات المتحدة واسبانيا وفرنسا الا ان شهرته ككاتب ومستكشف رائد سمحت له بالسفر في اي مكان وبحصانة نسبية، وفي يوليو 1772، جاء سرب من السفن الإسبانية واحتجزت لفترة وجيزة سفنه وقاموا بإطلاق سراحهم بعد ان ادركوا ان جيمس كوك هو القائد، وبالمثل، كتب بنجامين فرانكلين مذكرة لقباطنة السفن الاستعمارية حيث اذا واجهوا سفن جيمس كوك في البحر يدعوه يعبر وذلك خلال الثورة الأمريكية.
 
بحث جيمس كوك عن ممر الشمال الغربي في عام 1776، ابحر جيمس كوك البالغ من العمر 47 عاما في رحلته الثالثة من الاكتشاف، وهذه المرة كان يقوم بالبحث عن ممر شمال غرب بعيد المنال في القطب الشمالي، وبعد السفر وهو في منتصف الطريق حول العالم، قاد السفن ليقوم باستكشاف محفوف بالمخاطر على السواحل العليا من غرب كندا والاسكا، وبالفعل جاء جيمس كوك على بعد 50 ميلا من المدخل الغربي للممر، ولكن محاولاته لتحديد موقعه قد احبطت في نهاية المطاف بسبب تجميد الطقس، التيارات العنيفة والعوامات الثلجية الثقيلة في بحر بيرينغ.
 
السكان الاصليين اخذوه بالخطأ لآلهتهم عندما سقط في جزر هاواي خلال رحلة جيمس كوك الثالثة، اصبح اول اوروبي يضع قدمه على هاواي، والتي اطلق عليها اسم "جزر الساندويتش" واحتفلت هاواي في خليج كيالاكيكوا بهبوط جيمس كوك في يناير 1779 مع الكثير من الاحتفالات السعيدة، ولسبب وجيه وقد تكون صدفة اغرب، ان يكون وصول المستكشف تزامن مع مهرجان سنوي يقومون فيه بتكريم آله الخصوبة في هاواي.
 
قامت وكالة ناسا بتسمية سفينة فضائية على اسم سفينته، وكانت سفينة اندافور وهي سفينة كوك واحدة من العديد من السفن التاريخية التي ألهمت اسم المكوك الفضائي الثالث، والتي سميت به ناسا في وقت لاحق مكوكها النهائي "اندافور" وعندما قام المكوك ديسكوفيري برحلات فضائية نهائية في عام 2011، قام طاقمها باخذ ميدالية خاصة من قبل الجمعية الملكية تكريما لما فعله جيمس كوك.