تتسبب نفايات البلاستك المتزايدة حول العالم في كوارث بيئية متنوعة، بين التأثير على المناخ وتلويث المحيطات وتدمير الحياة البحرية؛ ما جعل العديد من الشركات التجارية الكبيرة تتعهد أمام العالم بتقليل إنتاجها للبلاستيك الضار بالبيئة، ولكن دراسة أخيرة أوضحت فشل الاستراتيجيات المعمول بها لكبرى الشركات التجارية مثل "بيبسي" و"كوكاكولا" والموقعة على العهد بتقليل منتجات البلاستيك للحفاظ على البيئة.

 
ووفقا لـ"فرانس 24"، جمع فريق من المتطوعين البيئيين العالميين عشرات الآلاف من العبوات والأكياس البلاستيكية من البيئة، بينما تعود النسبة الأكبر منها لشركات "بيبسي" و"كوكاكولا" و"نيسل".
 
وأوضحت الدراسة التحليلية ليوم شامل قام خلاله فريق المتطوعين بجمع نفايات البلاستك من 51 دولة في 4 قارات حول العالم؛ ما أسفر عن جمع نصف مليون قطعة بلاستيك، بينما تحتوي 45% منها على رموز لعلامات تجارية شهيرة ما يدل على حجم مسؤولية تلك الشركات عن التلوث البيئي الناجم عن نفاياتها البلاستيكية.
 
وأوضحت الدراسة الصادرة عن الفريق في العاصمة الفلبينية، مانيلا، أن شركة كوكاكولا هي المتصدرة هذا العام في حجم النفايات البلاستيكية، حيث جمع لها 11732 عبوة خلال يوم من 4 قارات.
 
وكما تضمنت قائمة الـ10 شركات الأعلى في إنتاج النفايات الحرارية وفقا للدراسة، كل من (يونيليفر، ومارس، وفيليب موريس، وكولجيت بالمولايف، وبي آند جي) وغيرها.
 
يذكر أن معظم تلك الشركات الموضوعة على قائمة الدراسة كانت وقعت على ميثاق تقوم من خلاله بتقليص نفايات البلاستيكية وتبني خطط مستقبلية للحفاظ على البيئة.
 
وأوضحت الدراسة أن تلك العلامات التجارية لم تبد التزاما بما وقعت عليه، وهو ما ظهر جليا بكميات النفايات الخاصة بكل منها في البيئة.
 
وأوضحت الدراسة أن تلك العلامات التجارية تبنت الحلول الخاطئة لإصلاح المشكلة كالاعتماد على تدوير منتجاتها أو إنتاج عبوات ذات الاستعمال الواحد.
 
وذكرت الدراسة أن استراتيجية تدوير المنتجات لا تعدو كونها عملية تنصل من المسؤولية، حيث تضع تلك الشركات المسؤولية على عاتق المستهلكين والمطالبين بإرسال تلك العبوات المستهلكة لإعادة التدوير ما لا يحدث بالفعل، حيث أوضحت الدراسة أنه منذ عام 1951 لم يتم تدوير أكثر من 9% من المواد البلاستيكية المصنعة.
 
أما عن العبوات والأكياس ذات الاستعمال الواحد والمنتشرة في دول جنوب شرق آسيا، أوضحت الدراسة أن المجتمعات هناك فقيرة للغاية ولا تستطيع تحمل عبئ تخزين ذلك الكم الهائل من الأكياس والعبوات، لذا تسارع بإلقائها في البيئة.
 
وتابعت الدراسة أن العبوات التي قالت "كوكاكولا" إنها معدة للتدوير، وجدت ملقاة في المحيط، وكذلك الأمر للعبوات ذات الاستعمال الواحد التي تنتجها "بيبسي".
 
وأضافت الدراسة أنه بشأن شركة نيسل التي تبيع مليارات العبوات ذات الاستعمال الواحد يوميا، فإنها لم تطرح أي خطط واضحة عن كيفية التخلص منها.
 
وجاء في الدراسة أن الشركات تتربح كثيرا من بيع الأكياس ذات الاستعمال الواحد، بينما يدفع المجتمع بأسره والبيئة ثمن ذلك.
 
وطالبت الدراسة الشركات الكبيرة بالتخلي عن الحلول غير المجدية؛ كإعادة تدوير البلاستيك واستخدام البلاستيك الطبيعي لعدم جدوى كل ذلك.
 
يذكر أن شركتي "بيبسي" و"كوكاكولا" تعهدتا بجعل جميع منتجاتهما البلاستيكية قابلة لإعادة التدوير عام 2025، بينما انسحبت من جميع اللوبيات الأمريكية الداعمة لإنتاج البلاستيك.
 
كما تعهدت نيسل برفع نسبة المواد القابلة لإعادة التدوير من منتجاتها بمعدل الثلث عام 2025.
 
يذكر أن ميثاق تقليص استخدام البلاستيك حول العالم يشارك فيه 1475 شركة و6118 رجل أعمال.