كتب - نعيم يوسف
في يوم 1 نوفمبر عام 1933، كانت محافظة القاهرة، على موعد مع ميلاد واحد من أشهر وأبرز الأطباء النفسيين في مصر في العقود التالية، وهو يحيى توفيق ماضى الرخاوى.
أغاني وحواديت
في طفولته تأثر "الرخاوي"، بالنشأة الريفية، حيث أنها كانت لها تأثير مباشر وغير مباشر عليه بما أتاحته له من جرعة الأغانى، والحواديت، والمواويل الشعبية التى تسللت إلى حافظتى فوعيى، وما ارتبط بذلك من عادات شعبية عموما، وما تعلّق منها بالمرض النفسى والأسياد أيضا.
درس "الرخاوي" المرحلة الثانوية في مدرسة مصر الجديدة الثانوية، بمحافظة القاهرة، ومنها التحق بكلية الطب في جامعة القاهرة ليحصل على بكالوريوس الطب والجراحة، عام 1957، ثم حصل على دبلوم الأمراض الباطنية بعدها بعامين، ثم دبلوم الأمراض النفسية والعصبية بعدها بعامين آخرين، ثم حصل على دكتوراه في الطب النفسي عام 1963، من نفس الجامعة.
التنشأة الريفية
لم يتأثر الرخاوي بالتنشأة الريفية فقط، بل إن هناك عوامل أخرى أثرت في حياته ورؤيته لنفسه وللآخرين، ومنها احتكاكه بخبرات التصوف سواء الشعبية أو العائلية الجماعية والفردية، السطحية والغائرة أيضا، حيث يؤكد: "الجو الأسرى قد أتاح لى فرصة خاصّة فى طفولتى للاحتكاك بخبرات التصوف شعبية وعائلية".
طبيب.. وأديب
"الرخاوي" ليس طبيبًا نفسيًا فحسب، بل هو أديب أيضا يكتب القصص والأشعار، والنقد الأدبي، ونظرًا لحبه لهذا المجال، وتقديره له فإنه يعتبره "جزءا لا يتجزأ من التاريخ المهنى والعلمى المتخصصين"، وفقا لما يقول هو بنفسه.
الرخاوي.. ونجيب محفوظ
أتيحت للرخاوي فرصة جيدة للاحتكاك بواحد من أشهر أدباء مصر والعالم كله، وهو الأديب العالمي نجيب محفوظ، حيث أشرف على علاجه بعد تعرضه لمحاولة اغتيال، ويقول "الرخاوي" عن ذلك إن نجيب محفوظ هو الذي عالجه، وهو الذي كان يقوم بتدريباته بنفسه وخلال هذه الفترة كتب أحلام فترة النقاهة.
على المستوى الشخصي، فإن "الرخاوي" متزوج من السيدة فوزية إبراهيم داود، ولديه أربعة أبناء، وهم: محمد، ومنى، ومي، ومصطفى.
له الكثير من المؤلفات والأشعار والقصص، والكتب المنشورة، ولعل أبرز مؤلفاته هي: علم النفس تحت المجهر، وكتاب مبادئ الأمراض النفسية، وقد حصل على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عن روايته "المشي على الصراط" سنة 1979.
رؤيته للسينما.. والإرهاب
يرى أستاذ الطب النفسي، أن السينما شوهت صورة الطبيب النفسي فالطبيب النفسي لا يستطيع أن يعالج مريضة دون أن يشاركه حالته.
كما يرى أيضا أن صناعه الإرهابي تحتاج إلى خطوات متعددة أولها السيطرة على وعيه وإنسانيته فكلما تم إحباط محاوله إرهابية جديدة فهذا يؤكد أننا نضع طوبه جديدة في بناء مصر.