بقلم : د. هاني حجاج

"استطلاع"

جف حبر القدر الذي تكتب به الملائكة
على اللوح، وراحت الأقلام الفارغة
المسنونة تمطر كالخناجر.
العرش والشرع والشعر، ليس بلا معنى أن تشترك في ذات الحروف.
وفي الغسق البرتقالي لألف عصر،
يذوب الكلام غائبا عن معناه،
وتغدو النقاط صفا من ذباب على حبل،
ورف من النوارس على حافة موجة.
تأمل في هذه العجائب وأجب عما يلي:
في الصحراء التي كانت مهبط كل دين،
لماذا ظلت صحراء؟ ولماذا صارت حرب؟
ولماذا صار قبر النبيين بؤرة من نار؟
أكلما ازدادت الأماكن قداسة؛
زادت قسوة؟
الجمعة والجماع والجميع، وما من سبيل لعشق السماء إلا بالدخول في الأرض.
نبي – كمن يحوّل زبد البحر إلى سُفن.
إلى رسائل، وقرابين.
نبي – كمن يبني هيكلا من ماء موحل كان ممشى للغواني ومنشفة للدم.
نبي – يلبس عباءة من الظل والظلام
ويلوّح بالنور فوق صفحة الرمل.
انظر إليه في انطباع الصبّار
يتدفق من غيمة في الأفق.
أخطأ في الأيمان التي أقسم بها
للهواء.

وكان الهواء يخفف عنه هذا الخطأ.
بالرغم من خطيئته الكبرى:
لم تكن الذنوب ذنوبا قبل أن
يجيء هو!
كانت كل لحظة
إبريقا لماء الحياة،
كانت كل لحظة
فراشة تفك أزرار العاشقات
وتغسلهن بالشهوة
التي لم تكن شهوة قبل أن يسمّيها هو!
قبل أن يتخيل أن التاريخ خيمة
يأخذ إليها قوافله كلها من الأوامر
والنواهي والشرائع.
ونحن لا نصدق
إلا لأنه كتب علينا
أن نحب ما لا نعرفه
فكان حقا علينا
أن تسخر ريشة الجنون
من وسادة العقل.
فليرحمنا من خلقنا
أما أنت
فأي شيء يكفيك الآن
بعد أن تبوأت عرش اليقين؟
بعد أن سكنت السحاب المتقطع
واحتللت زهرة الكلام
يا من صرت رعدا في الحس والمخيلة
في المنطق والحدس وفي ظاهر الأشكال
أي شيء يكفيك؟
أيها الملك الظافر بالمسكنة
يا من لا تستسلم للحبر
ولا لليقظة
أيها المتجبّر الشفيع
أيها النبي.


"قصة الخلق"

أمس، صنع النهار،
وهو، اليوم، يلعن ضوئه
ويخلق من أجنحة الطير
شبكات لاصطياد الهواء.


"تلخيص"

الله يجلس على عرش الزمن
الزمن لا يوجد إلا بالمكان
الأماكن تتحرك بالأفكار
الأفكار لم تعد مثالية أو قاتمة
فهي بأسرع من الضوء تتحرك
وصار الكون كله
ملفا رقميا!


"تواطؤ"

جعلت مذهبي
أن أحب الاستئناس بالأخطاء
عقدت أحلافا
بين التاريخ والفن
بين العقل والعبادة
بين الشرع والشعر
أنظر إلى الضوء
كيف ينكسر على الجدران
كيف ينحني على العتبات
كيف تخلق العقبات أمامه
ظلالا خلفها
كذلك يصنع التعنت
امتعاضا
من بديهيات مبهجة
أنظر إلى الشيوخ
كيف يعشقون العمائم
حتى تكون لهم رؤؤس السلاطين
أنظر إلى الألغاز
ولا تحاول حلها
أتركها تنمّق أجنحتها
دعها ترتب كل خطأ مر بك
وتودعها دون مراجعة
في كتاب مقدس جديد


"بوب"

ولماذا لا يؤرخ لأدب اليوم
لشرائع الأمس واليوم
بوصفها شكل آخر لفن البوب؟


"التباس"
أريد إجابة حالا:
"على أي أساس نقرأ طبعة شعبية
منقّحة
للكتب المقدّسة؟"


"هوى"

قالت المرأة قبل آخر نفس:
لا يعرف المحافظون أن يحافظوا
إلا على مواعيد النوم.
 

"سوبر مان"

طائر، أم طائرة؟
لا، إنه سوبر مان!
والشاعر أقوى من الرجل الخارق
الشاعر ابن أخ العصفور
غير مُطالب بتحقيق العدالة
أو قطع يد السارق
لا تشلّه صخرة الكريبتونيت
ولا يعيش بشخصيتين!
 

"الإخوة الأعداء"

كل من له نبي يصلي عليه!
هلموا نحيل الليل نهارا
أن ندك أحجار المعابد الضخمة
أن نحيل صحراء العرب إلى حديقة أجنحة
أن نعجّل بالضرورة الحتمية
لإنشاءات هندسية فولاذية
من أجل حماية الإنسان من الإنسان
أيها الأخوة الأعداء
لماذا أنتم سكارى؟


"مضاجعة الموتى"

تدول دول وتنمحي أزمان
وتظل العادة الأثيرة
عبادة الأصنام
وتبقى المعابد فوق الأرض
أو في باطنها
أكبر سجل
لعار الكون
هل من عابد يعقل
يشير إلى صاحبه ويسأله:
ماذا نفعل؟


"ابن الإنسان"

جسدك النبيل الجميل هو محور كونك
فلا تصدّق الأوهام
من في دنيا الإنسان
إلا الإنسان؟
حينما قرر بعض بني الإنسان
الإشارة إلى واحد من أنفسهم
بأنه ابن الإنسان
تجاوبت الزوايا الرمادية المنسية
وفي ظلال القباب والأبراج
تناسل الشيطان.


"لاءات الكرامة"

في لحظة عابرة
يبتسم في هدوء
يوقن من أن كل ما سلف
حماقات
يعترض على كل اعتراض
يوميء في إيجاب
موافقا
مقرا بكل أخطاؤه
النظيفة النزيهة.


"خيانة"

السبب الوحيد لصداقتهما
أنه شقيق البنت التي
التقاها بالصدفة
في عصر يوم زاغ من عمله
لائذا بوقت فراغ
ليكتب قصته
عن تجربة مهمة سابقة
لا يعرف تفاصيلها على وجه اليقين.


"لعقُ المُخ باللسان"

هو ذا شخصٌ لا يفكر في إعلان
لواء الحرية،
لأنه يهرب من العمل على تحرير ذاته.
وإذ يقتحمه العبث
ذلك الجذر الذي لا جذر له
يغيب بالتفكير في صورة حمراء
تجمع كل من عرفهن عاريات
في فراش واحد.
حتى هذه الفكرة سرعان ما تختفي
لتؤكد قيوده.


"نبش القبور"

نحن
من نجعل للآلهة
أشكال وأقنعة حيوانية
نحن
من بنى من الحروف
قنطرة
من اللا شيء إلى اللا شيء
عابرة اللا شيء
ولا شيء أقوى من عمر المجرات
سوى صبر الأغبياء!


"رغبة"

محيط من الأجساد
يزدحم في شرفة الكون
يخلعون مع الأثواب
كل تعنُت وكل غرور
كل انتباه وكل انتظار
يعلو بهم موج الورد
فيغرق في بحر الاستهانة
الرماد للرماد
والنشوة للنشوة
هاكم سمات كل حفل ماجن:
لن تسمع للأقدام صوتا
تتكسر الغيرة على الغيرة
فيتولّد الرضا
لا يحزن الشعراء على شقاء العالم
فوصف الحميمية مرهق.
يذوب الصلف الذكوري مع مكر حواء
في أتون نظيف قوي
وإذا امتعض الشيخ المأفون
ذكّروه بالأجساد المتلاصقة
الميتة في خنادق الحروب
وغزوات الأراضي المقدسة.

 

"حقائق أرضية"

(I)
جسد كل امرأة
مليء بالعيون.
(II)
بين أفضل هواياته:
أن يذكر الله كثيرا
قُبيل اهتزاز النشوة.
(III)
إن جاءتك الملائكة صباحا
تقدم لك كأسا من بئر الأماني،
فمن الممكن أن تهمس لها:
فات الأوان يا أصدقائي!
(IV)
الأبد
ابن يُحتضر
وأب لا يموت
(V)
لهذا لم يُكتب لهن الرضا؛
كل امرأة تشتهي أن يُخصّبُها
قضيب من رعد السماء
(VI)
أيام الخريف ناعمة حنون
لأن الشمس تغطي وجهها
وكأنها تحاول أن تتذكر المساء.

 

"أوج اللهفة"

-1-
ربما لا يجب أن أحس بالخجل
كوني لم أتأثر بتدشين نصب تذكاري
لرجل ميت روّج لمذاهب سالفة.
-2-
العملية الإبداعية
ليست بهذا التعقيد،
تنح بقهوتك
دون أن تفتعل الدهشة
وانتظر.
-3-
بضع لحظات
بضع خطوات
بين البشرة والقلب
-4-
حاول أن تنعم براحة اليأس
إن استطعت
فحياتُك رهينة المستقبل
وأنت تحت رحمة سلطان الغُبار
-5-
دعنا نتشاجر عن اتجاه الريح
صحيح أنها تهب عاتية
لكنها لا تحرّكُ أي شيء
-6-
يكفي لكي تُغيّرُ العالم
أن تقول وسط كلامك
كلمة جديدة آمنت طويلا
بسخافتها.
-7-
الموت هو نقطة الصفر
وهو المبرر ذاته
الموت هو احتفالية الموت
-8-
الأول كنت تثق في رقاقة
بين سلاميات حمامة زاجلة
الآن
يستطيع الغبار الذرّي
أن يلتهم كل شيء!
-9-
لم نأت بالبدع ولا الضلالات
يا حمقى
لكنكم لا تُطيقون الإبصار
في الشعاع النظيف
تسموننا غرباء
كأن ابنك لم يكن غريبا
قبل أن تعرف أمه
كأن الأرض لم تولد من عدم
كأن النار لم تكن طريقا إلى الرماد
أو كأن دود التربة جديد عليه طعمك.
-10-
على قضيب يصل ما بين ذرتين في جزيء
ألقت رأسها
وراحت تقرأ رواية مترجمة.
-11-
من يهتم بتسجيل هذه اللحظة العابرة
لابد وأن يكون له قوة التاريخ نفسه
وصبر السماء
التي تهتم بالإنسان
رغم أنها تصفه بالفاني
-12-
لا تزال أمامي مشكلة تؤرقني:
كيف أُخرج الجناحين من خزانتي
وأن أعبر باب البيت بهما لأطير
دون أن
دون أن تعيقني الإجابة على أسئلة.


"الحبيبة"

حط البلبل على كف القمر
فغرّدت عصافير السماء
وثوب حبيبتي أزرق
كعيون الدمى
وكفها بالحناء مخضب
كنار القرنفل
شعرها حمام سلام
سرقتني واغتصبت انتباهي
أطبق الطباق على جنس الجناس
فصارت عصية على الترجمة
وحقوق النشر والإلهام

 

"أنا الذي"

-1-
أنا الذي
حلمت بالجنة على شكل مكتبة
أنا الذي
عشقت حبا ومات
أنا الذي
عشقت بنت وأمها وبنتها
أنا الذي
عشقت تلميذة وعاهرة وراهبة
أنا الذي
يعترف أنه محترف بلا موهبة

-2-
ربما

 

"المعتزل"

لحسم الأمور
دائما هناك حاجة لبعض الوقت
ولكن لا يوجد وقت
لمناقشة الأزل
وأهلا وسهلا بما سوف يأتي
بكون في مجلسنا مختزل
بميت يعدل وجهه في القبر
في فم الشاعر
في بطن القاموس
في حروف الهجاء
في قصائد الغزل


"منذ الأزل"

من الذي منذ الأزل لم يزل
من الذي اغتسل في حليب وعسل
من الذي نزل وقدمه لم تزل
من الذي تبرعم في الطلسم المبهم
من الذي أشعل النار في بئر زمزم
من الذي حرق الورق
من الذي سرق الغسق


" الخوف"

هو الخوف!
يريح مواكبه عند مدخل الباب
و يشهر سيفه و مشعله
و ينفخ اللهب الأسود
في صدر المجلس.
يحرق غابة الكلام
و ينقش أغنيته
على لوح الهمسات
يطلق عصفور النار
رمادي الذيل و الجناح
يغزل خيوطا زرقاء
على زجاج النوافذ.
-
هو الخوف!
يطرق الذاكرة الصدئة
بإزميل خلق ألف صنم
يحفر خارطة للتعاسة
و يغرس حرابه
لتخرج من الظهور.
-
هو الخوف!
ضخم الهيكل، يسد مدخل الباب
على كتفيه معطف مطر زلق
يسيل عليه شعره الأحمر
و أنهار من المطر
و داخلنا
تهطل سحائبه
تدور سواقيه
و تركض كتائبه
في يده اليسرى جثة ذئب!
أم هو كلب؟
أم هو ابن أحدنا؟
هل يفرق هذا في شيء؟
هل يثبت هذا أي شيء؟
الدم يسيل على عتبة الباب
و يدخل الدار.
-
ستائر الشرفة تكف عن الإهتزاز
تنطفيء شمعة على المائدة
يظلم أحد الأركان
تموت النسائم عند مدخل الباب
وتزداد النجوم الزرقاء لمعانا!
-
تتوهج لفافة تبغ
ينسكب كوب
خطوة من حذاءه الثقيل
إلي الداخل
تتسع بقعة الدم
-
و الآن ماذا؟!
يتفرَس في وجوهنا
يتقدم و حذاءه يرسم على البساط الأبيض
خطوط حمراء.
انتبهنا إلى أن رأس الذئب قد طارت
ثم عدنا نحدق كالأحجار
في الوجه المشوَه
رأيناه يلقي على الطاولة مفتاحا
و يشهر سكّينه.


"شتاء"

لو أن الشتاء العائد إلى وطني
يحمل إلي زهرة بيضاء في منقاره
و أنا أصغي لتساقط المطر
حيث يهيمن الخريف الأبدي
خارج حدود الزمن
أيتها الذاكرة،
لماذا حلّقت بأجنحة ليست لك؟
من هذه الزنزانة أرى البحر
أستطيع أن أتابع سرب النوارس
أن أتابع طرق أخرى يمشي فيها الريح
العالم يخفق حول مركزه
كما لو أنه لن يستيقظ من الموت
الخلفية الصفراء المشرعة أمام عيني
تتحطم عندها الأمواج
و يغزوها قراصنة مجانين
كل شيء هنا واضح
واضح حتى الفظاعة
هكذا هي الحقائق و الساعات
و مخلوقات الليل تهيم في كل مكان
مخلوقات منسية كالنور
تهيم في فضاء جرحه الفجر القاسي


"أشهد أن لا مجنون إلا أنا" !!

و أنزع الحب
من مسار العمر!!
و أنزع الزهور التي
تزيّنت بعشقها
و مس أناملها
و أنزع القلب الذي
يسرب الدفء
نحو شتائها
و أنزع الكلام
و أنزع الصمت
حين زلزل كياني،
في ليل انتظار،
جاهر بالدمع
فأطفأ بالرجاء
جمرة الصبر!!
و أنزع الصبي
الذي أبقاني
في ظل الأمل!!
الهوى في قلبي
و الهوى من حولي
و الهوى
فلا مفر منك إلا إليك
أو بعيدا أرتحل!!
و انزع البنت
التي ارتوت
من حناني
حتى الثمل!!
و انزع الزمن
حين أزعج
كركرات الريح
فيبس النهر
و ذبلت الأزهار
وانزع المرأة التي حلت
جدائلها
و عطر ثوبها
فارتويت
منها بالعطش
بالغت

في حبها
و في منعها!!
وأنزع الهمس،
صلوات الفجر،
أخضر اللبلاب،
رحيق الزهر،
النهي والأمر،
و السؤال..!!
و انزع الذي يهرب
منذ سنوات
من حبه
وبكل الإجابات..!!
وأنزع وردة
و سوسنة
و أترك القيد في يدي
أنزع الشك والظنون
وأشهد أن لا مجنون
إلا أنا!!
 

"وحدي"

وحدي
أسأل الدروب و الدروب كثيرة
و من كوني نحو المتمنى
هائم في مسيري أتغنى
أراقب سير الساعات
و أمواج التيه
و جزر المراد لا تدنو
-
وحدي
أرمق الغروب و الغروب يرمقني
و من خطاي نحو المعنى
أتقلب بين مفرد و مثنى
و أتأمل قلب النبضات
و شرود المنال
و غير الاعتراف لا أرجو
-
وحدي
أزمع الهروب و الهروب مستحيل
يوم أنكشف بعيدا عنا
بكلماته المسفر و المكنّى
و يهبط ظل الذكريات
و ألف ليل
و أنا لست إلا طفلا يحبو
 

"كفافيس"

تتنصّب أيامك أمامنا
مثل صف من الشموع المقدّسة
شموع ذهبية، حارة، ومفعّمة بالنشاط
والأيام القادمة تتساقط أمامك
مثل خط كئيب من أعمدة الإنارة التالفة
ما يزال أقربها متكأ لشرطي ينظر بعُهر
متحديا لعيون إلزا التي تسقط كما
سقطت نفيسة في النيل.
في حزن ترى سُلّم الشعر، طويل،
بالغ الطول؛
ومن هذه السلمة التي تقف عليها الآن
لن تصعد إلى أعلى أبدا.
رد الشيخ: "هذه الكلمات
خاطئة ومجدّفة."
فأن تكون على السلمة الأولى
ما يجب أن يجعلك سعيدا مختالا.
فأن تصل إلى ذلك ليس بالهين:
فما فعلته أمر مجيد.
حتى هذه السلمة الأولى
هي شوط طويل فوق العالم العادي.
فما فعلته في أجسادنا الهرمة،
المهدّمة، أمر مجيد.


كم تحبك كثيرا،
تلك الأرواح المذهولة المتناقضة.
أنت صاحب (نعم) عظيمة،
و(لا) عظيمة، ولديك (نعم) جاهزة
بداخلك، ظاهرة من الوهلة الأولى.
فتمضي على طريق الشرف بيقين راسخ.
ولا يعتريك ندم.
أنت الذي أعلنت (الرفض التام).
أما نحن؛ فأبناء اللحظة الراهنة،
متعجّلين طائشين، نعوق عمل الآلهة.
نتركك وحدك تدور في الغرف المعتمة،
تبدد أياما فارغة، هنا وهناك،
محاولا العثور على النوافذ.


وعندما تفتح نافذة يحل العزاء.
لكن لا وجود لأية نافذة-
أو على الأقل- لا يمكننا العثور عليها.
وقد يكون من الأفضل ألا نعثر عليها.
فلعل الضوء يتكشّف عن طغيان آخر.
فمن يدري أية أشياء جديدة
سيكشفها لنا؟
تدور وحدك بين النوافذ المغلقة
ولا يحدث أي شيء في مجلس الشيوخ
ونحن محتشدون في الساحة العامة
وعندما يصل الهمج، سيتولون
سن القوانين.