تقي صلاح
نظمت مؤسسة الإعلام البديل مساء أمس، ندوة نقاشية بعنوان "أكتوبر في عيون إسرائيلية" للحديث عن الحرب من منظور العدو الصهيوني بوثائق تظهر لأول مرة،وتتضمن الوثائق وفيديوهات جديدة تتضمن اعترافات لأول مرة على لسان قائد الجيش الإسرائيلي خلال حرب اكتوبر موشي ديان، وبعض قيادات الجيش حو أحداث الحرب وباسلة الجندى المصري في ارض المعركة، وعدد كبير من المعلومات والحقائق التي تكشفها الوثائق حول احداث الحرب من وجهة نظر اسرائيل وقادة جيشها.
كما تتضمنت وثائق تثبت كذب الإدعاءات الإسرائيلية بشأن اشرف مروان الرجل الذي حير الموساد الإسرائيلى وماساقته اسرائيل من قصص حول أنه عميل مزدوج، ودوره خلال حرب اكتوبر والكثير من الحقائق التى تكشفها الوثائق.
وكان لأشراف مروان دور بارز خلال حرب أكتوبر بجانب بلاده في نفس الوقت الذي تعتبره اسرائيل جسوسا مثالياً، وهو ما يضع الكثير من علامات الغستفهام التي لا تجد إجابة حتى الأن حول شخصية أشرف مروان الذي تم قتله فى 2007 من جانب جهة غير معلومة بغلقائه من شرفة منزلة في العاصمة البريطانية لندن.
ولازالت ملابسات موته غير معلومة حتى الآن، حيث اوضح الكثيرون من المقربين من مروان أنه تلقى الكثير من التهديدات قبيل وفاته وكان شديد الحذر في الفترة الاخيرة.
وأدارت الندوة الإعلامية "إيمان مبارك"، والباحثة في الشأن الإسرائيلي "ياسمينا حمدي" ماجيستير آداب عبري، والدكتور طارق فهمي استاذ العلوم السياسية والباحث في الشأن الإسرائيلي.
قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، خلال الندوة في مؤسسة الإعلام البديل إنه كان هناك اتصالات نجحت فى وقف إطلاق النار بصورة غير رسمية حتى الآن، جاء ذلك تعقيبًا على نجاح الجهود المصرية والأممية فى الاتفاق على إقرار التهدئة فى قطاع غزة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل .
وأضاف "فهمى"، أن هناك تحسباً مصريًا هامة فى هذا التوقيت مرتبطة بأمرين، الأمر الأول منهم هو توقع حدوث سلسلة من الاختراقات من قبل الطرفين، أما الأمر الثانى فهو الترتيب للعودة إلى المرحلة المتعلقة بدخول الوقود والاتفاق على الخطة "ب "، مشيراً إلى أن وجود قنوات التواصل بين الطرفين هذا ما يسعى إليه الوسيط المصري، لافتًا إلى أن هناك هدف استراتيجى تسعى إليه إسرائيل وهو إبقاء حكم حركة حماس فى غزة.
أضاف "فهمى" أن علينا أن نتعامل بجد مع الكيان الصهيونى، مشيرا إلى أن آثار حرب ٦٧ لا تزال موجودة حتى وقتنا الحالي بدليل وجود بعض المناطق العربية تحت الاحتلال حتى الآن.
وأشاد "فهمي" بالترتيب المتقدم للجيش المصري من بين القوات العسكرية العالمية، مؤكدا أن هذا التقدم ليس مجرد تسليح فقط وإنما تأهب واستعداد للأزمات والحروب التي يمكن أن تقع في أي وقت أيضا.
تأتى الوثائق السرية الإسرائيلية عن حرب أكتوبر في أكثر من 10 آلاف صفحة تدعو كل مصرى للفخر عندما يلمس الأسانيد التي تقدمها هذه الوثائق عن النجاحات المصرية بألسنة القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، وتلمس عبقرية معركة الذكاء المخابراتى التي قادها الرئيس السادات بنفسه والتى أطلقت عليها تسمية عملية الخداع الإستراتيجى، عندما تجد رئيسة الوزراء جولدا مائير وهى تعترف بالفشل وأنها هي وحكومتها وقادة المخابرات وقادة الجيش قد تعرضوا لعملية خداع مذهلة.
في هذه الوثائق مثلا عبقرية السادات عندما تقرأ نص شهادة رئيسة الوزراء أمام لجنة أجرانات وهى تطلب رسميا في وثيقة سرية أن يسمح لها بأن تقدم اعتذاراً للرئيس السادات لأنها وحكومتها صدقوا الصورة الهزلية التي تعمد هذا الزعيم أن يروجها عن نفسه.
تقول جولدا إنه بهذا نجح في أن يرسخ في عقول القادة الإسرائيليين أنه رجل هزلى غير جاد وأنه رجل مذعور من مجرد التفكير في شن الحرب فوضعهم في حالة استرخاء وهى حالة لم يفيقوا منها إلا في الثانية بعد ظهر السادس من أكتوبر عندما كان مجلس الوزراء مجتمعا للتباحث في الوضع فتم إبلاغ الأعضاء أن الهجوم المصرى والسورى قد بدأ.
أيضا تلمس من أقوال القادة الإسرائيليين قدرة المخطط العسكرى المصرى على شل الطيران الإسرائيلى ومنعه من التدخل في المعركة وقدرته على شل المدرعات الإسرائيلية بقوة جنود وضباط المشاة المصريين.
كذلك تطالع عبارات صريحة بألسنة كبار القادة والضباط الميدانيين تتحدث عن بسالة الجنود والضباط المصريين واندفاعهم بروح بطولية مصممة على النصر أو الموت، كذلك تتأكد بنفسك من أقوال القادة الإسرائيليين من صحة ما صرح به الرئيس محمد أنور السادات في خطاب النصر أمام مجلس الشعب في أوج عمليات حرب أكتوبر من أن جيش مصر قد حقق معجزة بكل المقاييس وأنه حطم نظرية الأمن الإسرائيلى وتتثبت باعترافات القادة الإسرائيليين أنه لم يكن يبالغ في حرف واحد.
أيضا ستتثبت بنفسك من صدق ما صرح به الرئيس في المرحلة الثانية من حرب أكتوبر من أننا أصبحنا نحارب أمريكا وأنه لم يكن أيضا يبالغ في حرف، ذلك أنه في عام ٢٠١٠ ثم في عام ٢٠١٣ بعد أربعين عاما على الحرب نشر أرشيف الدولة وأرشيف وزارة الدفاع الإسرائيلية مجموعات كبيرة من الوثائق المتنوعة التي شملت محاضر مجلس الحرب بقيادة رئيسة الوزراء جولدا مائير وشملت أيضا شهادات المسؤولين السياسيين والعسكريين أمام لجنة أجرانات التي تم تشكيلها للتحقيق في أسباب الهزيمة التي أطلقوا عليها اسم التقصير، وأخيرا نشرت وثائق خط بارليڤ التي تتضمن شهادات الجنود والضباط عن تجربتهم في الحرب، جاءت هذه الوثائق لتؤكد جميعها على ألسنة القادة الإسرائيليين صدق الرئيس السادات فيما قال.
وعندما تطالع نصوص هذه الوثائق تكتشف أنه منذ اليوم الثانى للمعارك بدأ التفكير لدى وزير الدفاع "موشيه ديان" ورئيس الأركان داڤيد العازار في سحب جميع القوات الإسرائيلية إلى الخلف تجنبا لإعصار الاندفاع الهجومى المصرى وتقليلا للخسائر الإسرائيلية من ناحية ومن ناحية ثانية للاحتماء بخط المضايق الجبلى وإقامة خط دفاع جديد للقوات الإسرائيلية هناك،