أجبره التهميش وعدم الاكتراث بجميع البطولات التي حققها في لعبة التايكوندو على الهرب من بلاده عبر "قوارب الموت" مع المهاجرين غير الشرعيين، في خطوة نفذها بعد التفكير فيها منذ ما يقرب من عام ونصف.

"اسمي أنور بوخرصة من مدينة أسفي المغربية، عمري 27 عاما، لم أهرب بسبب الفقر لكن مبرري يتمثل في عدم الاعتراف بالأبطال من قبل الجامعة الملكية المغربية للتايكوندو، وأنا لست الأول أو الأخير الذي يهرب للخارج سواء بقوارب الموت أو طرق أخرى بسبب المحاباة والكيل بمكيالين تجاه اللاعبين"، حسب حديث بطل المغرب في التايكوندو، أنور بوخرصة، لـ"الوطن".


بدأ بوخرصة مسيرته الرياضية عبر بوابة نادي نجوم أسفي المغربي، وتفوق في دراسته بالتوازي مع رياضة التايكوندو، حيث حصل على دبلوم الكهرباء والميكانيكا، وبعد العديد من البطولات التي كان آخرها وصيف بطولة المغرب في التايكوندو عام 2017، لم يستدعى لمنتخب بلاده المشارك ببطولة العالم التي أقيمت آنذاك في مدينة أغادير.

اشتعلت أزمة "بوخرصة"، حينما أبلغه المسؤولون بالجامعة الملكية المغربية للتايكوندو، أن البطل فقط هو من سيمثل المغرب في بطولة العالم، لكنه أصيب بالصدمة عندما وجد صاحب الميدالية البرونزية الذي أقصاه بوخرصة قبل خوض النهائي، يرتدي قميص بلاده في البطولة العالمية، ليطرق جميع الأبواب التي أتيحت أمامه بلا جدوى.


رحلة بوخرصة عبر قوارب الموت، تمثلت صعوبتها في ترك حلمه خلفه ليرمي إحدى الميداليات التي حصل عليها خلال مسيرته في عرض البحر، حيث بدأت تلك الرحلة المخيفة في تمام الواحدة والنصف صباحا وكان يشعر بالخوف الذي لم يعتد عليه.

نقطة التلاقي كانت بعيدة عن الشاطئ، فالقارب كان على مسافة بعيدة ما اضطره للصعود على متن القارب بعد السباحة في المياه، ليبدأ رحلته بتلاوة القرآن، وظل يفكر في مصيره ووالديه وبلده، ليظل 4 أيام (96 ساعة) على متن القارب المتهالك الذي أطاحت به الأمواج إلى جزيرة إسبانية، بعد نفاذ الطعام والمياه، ليسترح ساعتين ويستكمل رحلته مرة أخرى.

ويختتم البطل المغربي حديثه لـ"الوطن": "من الممكن أن يكون الاهتمام بي أكثر من ذلك لكن للأسف أمثل نادي صغير في بلدة صغيرة، ومنذعام 2009 وأنا أتعرض أنا وغيري للإقصاء لهذا السبب، وخسرت مشاركتي في بطولة العالم وكنت أحلم بالأوليمبياد وتمثيل بلادي وتحقيق ميدالية، وحتى الآن لم يتصل بي أي مسؤول، سأساعد نفسي وأتمنى تحقيق أحلامي، إضافة إلى أنني سأقوم بتدريب أبطال لتحقيق ما عجزت عنه بسبب الظروف".