الأقباط متحدون | اعتقالات بلا سند وإفراجات بلا أي شكر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:١٣ | الثلاثاء ٢٤ يناير ٢٠١٢ | ١٥ طوبة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٤٩ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

اعتقالات بلا سند وإفراجات بلا أي شكر

الثلاثاء ٢٤ يناير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: شريف منصور

حملة اقتناص الرهائن التي قام بها المجلس العسكري كانت منظَّمة لدرجة منظورة يراها العميان. غالبية مناضلي القوى الليبرالية والمناضلين من أجل مدنية الدولة اُعتقلوا ولُفقت لهم التهم وحُوكموا عسكريًا قبل انتخابات مجلس شعب الملاللي. وقبل انعقاد أولى جلسات مجلس اللحي والمتطرفين يفرج المجلس العسكري عن من احتجزهم ومنعهم من التأثير الشعبي خلال فترة الانتخابات. لو كان الرقم بالعشرات لقال من يختلف معي في وجهة نظري إن عددهم بسيط ولا يشكل أي تأثير، ولكن يا سادة النظام الفاسد الحالي قبض على الألوف من الليبراليين حتى يحدث شرخًا عميقًا وإرهابًا في قلوب المنادين بمدنية الدولة.
 

من الواضح أن الخطة هي توصيل الإسلاميين إلى مجلس الشعب، والثمن هو تعهدهم للإدارة الأمريكية باستمرارية معاهدة السلام مع "إسرائيل"، ولتحترق "مصر" بنيران العنصرية الدينية وتضعف أكثر وأكثر بسبب انقسام شعبها. لقد تقسَّمت "مصر" علنًا و"عيني عينك"، والبيت الأبيض في "واشنطن" والبيوت السوداء في "الرياض" و"قطر" يباركون ويموِّلون هذه الخطوة. وللإدارة الأمريكية: أنتم مصابون بالزهايمر، ونسيتم ما فعل بكم "بن لادن" بعد تمويلكم له في "أفغانستان"، وها أنتم خلقتم وحشًا إرهابيًا جديدًا على آمل أن تحلوا مشكلة لا تُحل، فخلقتم مشكلة جديدة لن تُحل، مشكلة بل مصيبة يدفع ثمنها الباهظ حاليًا الشعب المصري. وأبشركم على يد ومن يد من عاونتموهم ستدفعون أضعاف مضعَّفة مما دفعه وسيدفعه المدنيون المصريون.
 

هل ظن هؤلاء المخططون لهذه الخطة المكشوفة أننا كشعب مصري بمثل هذا الغباء حتى نصدِّقهم؟ أم هذا نوع جديد من نتاج عمى وغباء ديكتاتورية الإدارة الأمريكية الحالية؟.
 

لم أكن أتخيل أبدًا أن السياسيين في "واشنطن" بمثل هذا الذكاء المحدود لدرجة الغباء، أو لنقل بمثل هذا المستوى المضمحل من التفكير الساذج، يظنون أنهم يسلِّمون مفاتيح الشرق الأوسط للمتطرفين، وبالتالي يرضخون لسياستهم الغبية، ولا مفر لهم من الرضوخ لهم.
 

يا سادتي، التركيبة فاشلة قبل أن تُوضع في بوتقة التنفيذ.
 

ولو لم يكن للأمريكان دخل في كل ما يحدث في "مصر"، فهذا يذكِّرني بما كنت أكتبه وكتبته عدة مرات عن "مبارك". قلت إن كان "مبارك" لا يدري ما يفعله من هم حوله فهو لا يصلح للحكم، وإن كان يعرف وموافق عليه فهو أيضًا لا يصلح للحكم بل يصلح للشنق. وهذا ينطبق على الإدارة الأمريكية الحالية. في كلا الحالتين أثبتت فشلها في كل النواحي.
 

ماذا بعد مجلس شعب اُنتخب مظهريًا ديموقراطيًا تحت أسوأ ظروف أمنية واقتصادية تعيشها "مصر"؟ مجلس شعب لا يمثِّل الشعب بل يمثِّل بلطجية الأديان؟ ماذا بعد مجلس شعب انتخاباته كانت لا تقل سوءًا وفسادًا وتزويرًا عن انتخابات الحزب الوطني الفاسد؟ نفس الأساليب ونفس طرق التزوير مورست بطريقة إعادة تصوير الأفلام الساقطة السابقة، ولم يختلف حرف في سيناريو الفشل والتزوير، ولكن اختلفت الأسماء والأشكال.
 

سألني أحد الآباء المحبين لـ"مصر" وتراب "مصر"، ماذا تتخيل سيكون الحل؟ فقلت له: إنني مؤمن أن الحل أصبح مستحيلًا بشريًا؛ فمهما تخيلنا وتصوَّرنا الحل، لن يستطيع بشر الخروج بـ"مصر" من هذه المحنة القاتلة.
 

ولأنني مؤمن أن الرب حي ويعمل ويعطينا التجربة ويحملنا خلالها، ويعطينا الحكمة والقدرة على فهم حلها، فستُحل مشكلة "مصر" بدون أدنى شك أو أدنى قلق أو أدنى خوف، ولكن بشرط أن نتمسك بوصايا الرب كما أشار الرب لـ"يشوع" لا يخف ولا يجبن كشرط أساسي لتنفيذ الوعد بالنصرة.
 

تشجعوا وتمسَّكوا بوصايا الله لأن الفرج قريب باسمه.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :