الأقباط متحدون | دقيـقة حـداد على سقـوط "مصر"
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٤:٣٠ | الثلاثاء ٢٤ يناير ٢٠١٢ | ١٥ طوبة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٤٩ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

دقيـقة حـداد على سقـوط "مصر"

الثلاثاء ٢٤ يناير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم : هـاني شـهدي
 
قبل أيام قليلة من مرور عام على ذكرى ثورة مصر العظيمة ٢٥ يناير 2011,دعـوني أبدأ من حيث تسقط "مصر" أمامنا يومًا بعد يوم، فسقطت دموعي ودموعنا كلنا، وحقًا بكينا. وحيث سقطت دموعنا على "مصر" الغالية علينا دعونا نقف دقيقة حداد على كل من-:
1- كرامة المواطن المصري: كرامة أو مكانة أي إنسان على مستوى العالم تحدَّد دوليًا من خلال الدولة التي يحمل جنسيتها، ثم تحدَّد شخصيًا من خلال الإنسان ذاته. مثلًا لو فيه شحات أمريكاني أو إنجليزي مسافر للاشتراك في مسابقة للشحاتين على مستوى العالم سيلقى تقدير واحترام في المطارات، نظرًا لجواز سفره الأزرق أو الأحمر أكثر من أكاديمي أو باحث من دول العالم الثالث أو مصري مثلًا مسافر في رسالة ماجستير أو دكتوراة ويحمل في يده جواز سفره المصري (كتاب القراءة سابقًا).. دول تُجبر العالم على احترام مواطنيها في أي مكان. نصل إلى أنه لم يتبق لنا غير احترام الإنسان لذاته داخل دولته، استرجعنا هذا الاحترام وبجدارة في نجاح ثورة يناير التي أذهلت العالم كله بسرعتها وشياكتها وإصرار شبابها، (وذكاء حكامها المخلوعين في الرحيل وايجاد خطة بديلة.. كل واحد ياخد حقه). الآن.. فقدنا كل هذا في الأحداث الأخيرة، وألقي المواطن المصري بهدومه وما تبقى بداخلها له من كرامة بكتاب قراءته وكتاب إهانته في صناديق الزبالة أمام العالم كله في أشهر ميادين العالم ٢٠١١، ومن قِبل حكومته أيضًا. فهل المواطن المصري العظيم = كوم زبالة؟!. أنا حقًا حزين.
 
2- شرف المواطن المصري: المثير أن كل تراثنا وفنوننا وأفلامنا تكلمنا عن الشرف، فاضطررنا بعد الثورة أن نقيم لهذا الشرف تمثال ونسميه الـ"عصام شرف"، وما أن سقط هذا العصام (عفوًا التمثال) حتى سقط معه الشرف وشرفنا أيضًا، ثم لم نستطيع أن "نجنزر" هذا الشرف ثابتًا محميًا في نفوسنا، بل نجح العسكر ببراعة في تلطيخ وتعرية هذا الشرف أيضًا أمام العالم كله.. لدرجة أن القديسة الشريفة "هيلاري" صرَّحت بأن تمزيق ملابس محتجّة هو وصمة عار (من خبرتها السابقة كزوجة للقديس "كلنتون" تعلم أن تمزيق ملابس محبّة يأتي بالرضا والحنيّة). هو نفسه مشهد سحل "محمد أبو سويلم" في فيلم شرفنا الشهير الأرض.. عسكرنا تعلموا من السينما كالأطفال الصغار "كانوا رجالة وسحلوها سحلّة رجالة".. لازم نمنع عرض مثل هذه الأفلام على العساكرالصغار والأطفال الصغار، أو لازم نحـزنْ.
 
وكلما أطل علينا المجلس العسكري والشرطة ليحدثونا عن "أصابع خفية"، أتذكر على الفور فيلم The Others -For: Nicole Kidman "الأخرون" لـ"نيكول كيدمان" لنكتشف في نهاية الفيلم أنهم هم أنفسهم الآخرون والأشباح وبيخدعونا.
 
3- الوحدة الوطنية المصرية: وهي محرك السلام في حياة المصريين، تعطّل وفسد هذا المحرك في ظل سخونة الأحداث المتعمدة من قِبل المندسّين من هدم كنائس ودهس متظاهرين ودنانير نفطيّين، وأيضًا تغذية وتشويه متعمد للإخوان والسلفين المسلمين بالنصب والتزوير في عيون غير المسلمين للحصول على "برلمان مرتاح وكراهية مرتاحة" للإخوان والسلفين دون أن يدروا. هم أنفسهم فازوا بالبرلمان وخسروا أبناء وطنهم. ولكن يبقى أمل المعايشة، حيث حقًا ودون أن أدري "بكيت" في الجنازة المهيبه للشيخ الأزهري "عماد عفت" حيث بكى كل شيوخ المسلمين كما بكى المسيحيون في "ماسبيرو" (كلًُ يبكي على عماداه ومِيناه).
 
تذكَّرت على الفور صديقي الأزهري الشيخ "بكر" أو الشيخ "بيكو" كما كنت أناديه من أول يوم جمعتنا الخدمة العسكرية سويًا، قضينا أصعب وأمتع الأوقات، كنا نتعامل من أرضيّة واحدة وهي أننا أنا وهو "أبناء مصر" بقت هذه المودة والمحبة سنوات، حتى عند سفري خارج "مصر" كان يرسل لي خطابات الود الكريمة، ويحذِّرني من "الفرنجة وبنات الفرنجة".. تحية ود للشيخ "بكر"، وأنا أرسل لك وأقول: "خلي بالك يا بيكو من نفسك، ومن مصر، وبنات مصر أصل مصر مش هي مصر ولا العسكر هي العسكر".
 
4- الديمقراطية المصرية: جنين في رحم الثورة المصرية، ما أن بدء يكبر حتى استشعرته يد الطبيب العسكري في المستشفى العسكري، وضغطت عليه "ضغطة موت" بس لسّة فيه النفس فركلته لإشاعات الإخوان والسلفيين ومضادات حيوية وطنية مسمومة للمسلمين البسطاء وأطعمته وزودته بالسكر والصابون والزيت فمات "ياعيني" قبل أن يُولد.. سيولد جنين ديمقراطي ميت فاقد للحياة والشرعية.. مشوَّه.. موته أفضل من حياته. "بيني وبينكم": شعب منذ ولادته عاش طول عمره مقهور، إزاي تكلمه عن الديمقراطية فجأة؟.. مقهور في عمله من رئيسه، مقهور في كليته من أستاذه، مقهور في طابور العيش، مقهور من زوجته وعياله، مقهور في عبادته، في كل هذا القرار ليس قراره.
 
5- الاقتصاد المصري: منذ أكثر من (٣٠) سنة واقتصادنا محبوس كالفأر المذعور المبلول في زجاجة مظلمة وراضيين، الثورة كسرت له هذه الزجاجة لينطلق، لكن حتى الآن كلما يترقب الفرصة لينطلق حتى يرجع خطوة للخلف ويأخذ حذره.. "يا خوفي لا يكون هو وقف أصلًا فوق لاصق مصيدة الفئران وهو مش دريان."
 
6- التعليم والتربية والبحث العلمي: حقيقةً، وبغير مجاملة، الدماغ المصرية من أرقى وأذكى العقول، وهذا هو الجين الذي ورثناه عن أجدادنا الفراعنة، لكنها للأسف الشديد "توظَّف" بطريقة خاطئة، فما الفائدة؟ لن أتكلم عن "زويل" و"الباز" و"مجدي يعقوب"، فهؤلاء كَبروا وكبّروا دماغهم بّره "مصر"، أما الـ "جوّه مصر" طبيب في خامسة طب يُقتل، تشوّيه مهندس صاحب رسالة ماجستير في "استخدم النانو تكنولوجي في الهندسة المعمارية". يا باشمهندس في "مصر" السنة كلها بتعدي وبالراحة مش بنحس بيها، شوفلك بلد تقدّر الثانية وأجزاء الثانية، غالبية متعلمينا أصحاب شهادات جامعية وأيضًا أصحاب أخطاء إملائية فادحة، فأين هو التعليم؟ والمعلم مكسّور ومعذور ربنا يعِينه، والتربية أنزل الشارع وأنت تشوف العجب.. بجدارة أعلى نسبة تحرش رغم النقاب وبلطجة رغم الفقر.. شعب عظيم 
وغــريب.
7- الإعلام:يتميز اعلامنا المجيد بالحفاظ على التراث . من منا يذكر مذيع الراديو "أحمد سعيد" في صيف  1967 الصارخ " ابشروا يا عرب نحن على ابواب تل ابيب  " و قفز المصريون من الفرحة و لتوقعهم قتل واسرالجيش الاسرائيلى و سقوط طائراته حتى كانت مفاجأة النكسة العظيمة و الكذبة العظيمة ايضاً ‘و بتطور التكنولوجيا تطور الكذب من الراديو الى التليفزيون ، فكانت ثورة 25 يناير لأشاهد على شاشة التليفزيون المصري الرسمى للدولة لم تتحرك الصورة  عن كوبري قصر النيل على مدى 15 يوم الأولى للثورة، تجمع الشعب ثم تجمهر الشعب فوق الكوبري حتى ظننت اكبر الظن ان اشارات المرور على طرفي الكوبري معطلة و هذا هو سبب تجمهر الشعب ، فى هذا الوقت كنت خارج مصر فى رحلة عمل و نظرا لان مجال عملى يمت بهندسة  اشارات المرور ، فكرت و بجدية ان اقطع رحلة العمر وأنزل  مصر اصلح اشارات مروركوبري قصر النيل و افك " أزمة شعب "باكمله لكنى افقت على الكذبة من باقى المحطات الفضائية ، الى ان جأءت الكذبة الكبرى لمذيعة النظام البائد رشا مجدى لتدعو الشعب للدفاع عن الجيش ضد الاقباط و لان كثير من الشعب"الكذبة جأت على هواه"، و لم يتعلم من الكذبتين الكبيرتين السابقتين لبى النداء فكانت مذبحة ماسبيرو اكتوبر 2011 ..اما الكذب عبر الانترنت لا يمكن حصره،شعار  الثورة الشعب يريد اسقاط النظام بعد الثورة : الإعلام الكاذب  يريد اسقاط مصر .
 
8- الصحة : الف سلامةعلى منظومة الصحة فى مصر .. فهذا يعني ان بها الف مرض من اهمال و تقصير  فى المستشفيات الحكومية و الخاصة و التأمين الصحى و العلاج العام و الخاص (لهذا كانت مقولة ألف سلامة ) الإنتشار المرعب لمرضى الالتهاب الكبدى الوبائى حيث مصر من اعلى معدلات الدول المصابة بهذا المرض فىالعالم برغم من ان مصر حقا تمتلك الكثير من الكفاءات الطبية ،طورت مصر ايضا منظومة السرقة فاخترعت ما يسمى بـ " سرقة الاعضاء " آخر ضحايا الاهمال الطبي:شروق محمد عبد الغنى فتاه 20 سنة دخلت المستشفى باختيارها لاجراء عملية " تدبيس معدة " و بعد سلسلة من العمليات فى مجال "البيزنس الطبى " لمدة شهرين فى حجرة الاهمال المركز" العناية المركزة " بحسب تعبير امها التى كانت تدعو لها بالموت رحمة لها فاستجاب لها الله و رحمها .مستشفى زراعة القلب باسوان بقيادة الدكتور مجدى يعقوب و كثير من الاطباء المعاونين و طاقم التمريض حقا مثال مشرف للمنظومة الصحية فى مصر . ياريت كلنا نكون بنفس المستوى .
 
9-المواصلات: حوادث السيارات تملا كل الطرق و بلا رحمة و كثير منا شاهد بنفسه و من منا لم يفقد عزيز لديه فيها فى "غمضة عين " اختصارا شئ محزن حقا .. خلينا فى شر البلية الذى يضحك و هى القطارات،الثورة المصرية اخترعت بدعة  توقيف حركة القطارات و مصالح الشعب لاي سبب لتحقيق مطالب او احلام اي فئة مثل " مش عاوزين المحافظ – مافيش انابيب بوتاجاز – رغيف العيش – حادثة " كل دا وقف للقطارات في الوقت الذى اخترعت فيه الصين قطارات لا تتوقف بالمحطات لكنها تحمل ركابها و هى سائرة او طائرة لان سرعتها حوالى 300 كيلومتر/ساعة .. لابد ان تتابع وزارة النقل احلام البسطاء من هذا الشعب و بناءاً عليه تضع جدول القطارات علشان يعرف الشعب يرتب مواعيده..نتيجة  لهذا ستتوقف القطارات يوم الجمعة عارفين ليه ؟!الشعب صباح الجمعة صاحى قرفان و تعبان من ليلة الخميس إما صباح جاء بعد تعب او جاء بعد اخفاق لذلك محدش هيركب قطارات – ظهر الجمعة تلغى القطارات لانه بعد صلاة الجمعة تبدأ المظاهرات و الاعتراضات – عصر الجمعة الخناقات و المشاكل بعد مباراة الاهلى و الزمالك " كدة اليوم خلص يا معلم " . مترو الانفاق شريان الحياة فى القاهرة الكبري هناك فرق شاسع فى الخدمة ما بين إدارة الشركة الفرنسية له فى أعوامه الاولى و الادارة المصرية حالياً .مصر أيضاً اخترعت (قطار يمشي للخلف) وهذا حقاً وليس هزلاً، ففي رحلة من القاهرة الي الإسكندرية الشهر الماضي ، سفر القطار حتى بنها ونظراً لحدوث اعتصامات عطلت الطريق، رجع القطار للخلف أكتر من ٤٠ ك.م.حتى محطة رمسيس حتى الجيزة حتى سلك طريق الخطاطبة ،  في اجمالي رحلة استغرق ٨ ساعات.
 
وبهذا نصل لدقيقة حداد على كذا ودقيقة على كذا وكذا وكذا.. أقولكم: تعالوا نقف دقيـقة حـداد
 على "مصر" الغاليــة حتى تحقيق مطالب الثورة الحقيقية .
لكـن أنا مقتنع "إن لم يبن الرب مصر فباطل يتعب المصريون والمظاهرات والثورات والاعتصامات، وإن لم يحم الرب مصر فباطل هو سهر الجيش والشرطة واللجان الشعبية".
"مصـر" محـتاجـة مُعجـزة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :