بحيري: من يروجون لفكرة "الخلافة أحسن حاجة في الدنيا" عليهم الاعتذار
كتب - نعيم يسوف
الانكسار.. وبداية الأدبيات البكائية
قال الباحث إسلام بحيري، إن مبعث الأدبيات البكائية على كلمة "المؤامرة على الإسلام"، هي انحدار وانكسار الممالك الظالمة التي حكمت باسم الإسلام، وخاصة الخلافة العثمانية، وبدأت بعض الأدبيات تقتات على هذا الضعف، لافتا إلى أنه بعد سقوط الخلافة العثمانية عقدت مؤسسة الأزهر مؤتمرا وخلال محاضره كانوا يتحدثون كأن الإسلام كله ضاع.
حيل دفاعية نفسية
وأضاف "بحيري" في برنامجه"البوصلة" المذاع على قناة "تين" الفضائية، أن البعض ومنهم أحمد شوقي، أمير الشعراء، رأوا أن الإسلام انهار، موضحا أن الإنسان يلجأ إلى حيل دفاعية نفسية عندما يتعرض لهزيمة ما، أو يفشل في شيء ما، حيث يقوم الإنسان بتبريرها بأن وضعه الحالي أفضل.
الدولة العثمانية بنيت على أساس باطل
وتابع الباحث والمفكر، أن الدولة العثمانية بنيت على أساس باطل، وقتل الناس، ودحر الأرمن، وإذلال المسيحيين بالعموم، وكان من الطبيعي أن تنهار، والإسلام ليس له علاقة بقيامها أو سقوطها، ولكن عندما تم ربطها بالإسلام ثم سقطت شعروا بأن الإسلام هو الذي انكسر وانتهى، وعندما تكاتفت الدول الأوروبية على الإمبراطورية العثمانية لجأوا إلى الاعتقاد بأن هناك مؤامرة على الإسلام بدلا من الاعتراف بالجرائم التي قام بها العثمانيون، والاعتذار عما فعلوه.
الترويج لفكرة الخلافة
ولفت إلى أن المؤسسات الرسمية التي تروج لفكرة أن "الخلافة أحسن حاجة في الدنيا" عليها الاعتذار عما تم من هذه الإمبراطوريات، مشيرا إلى أن الإسلام لا علاقة له بخيرها أو شرها، موضحا أن النبي فقط هو من يمكن القول عنه أن الإسلام انتصر عندما ينتصر الرسول، وبعد وفاة الرسول "محدش تاني يتكلم باسم الإسلام".
من الدولة الأموية لـ العثمانية
وشدد على أن ملك الدولة الأموية في الأندلس ظالم، وعند الوصول إلى الدولة العثمانية بدأ الترويج لفكرة وجود مؤامرة على الإسلام وليس الدولة العثمانية، وهذه الأدبيات التي ظهرت منذ عام 1924 يتم تغذية الوعي العام بصوت خافت، ومنه جماعة الإخوان المسلمين، لافتا إلى أنهم "جهلة بما فيهم حسن البنا نفسه وهو أجهل جهول.. ولكنهم يتحدثون حلو قوي ويكتبون حلو قوي، مثل سيد قطب وهو واحد غبي جاهل ولكنه بيتكلم وبيكتب حلو قوي"، لافتا إلى أنه يتحدث بالشرور.
فكرة غذت جماعة الإخوان
وأكد أن ما غذى جماعة الإخوان المسلمين هو فكرة "المؤامرة على الإسلام"، وأنه يجب التكاتف لمقاومتها، وقد توافق هذا مع احتلال غالبية الدول العربية، مشددًا على أنه يجب الأخذ بالأسباب لمقاومة الضعف والانهزام، مشيرا إلى أنه تم التقوقع على النفس في فتاوى "ديل البنطلون ونمص الحواجب والجو اللي دمرنا لحد النهاردة" -حسب قوله- موضحا أن الهزائم كان سببها عدم اختراع البارود والصناعات وعودة الدين إلى الجانب الروحاني، ولا يكون سبب القتل في الكتب، وهو عصر النهضة الذي جعلهم يخترعون البارود وغيره ويستطيعون هزيمتنا في خمس دقائق، بينما نواجههم بـ"فقه الطهارة"، مضيفا: "فـ حضرتك اتهزمت لوحدك.. ومش عايز تقول إن الفقه القديم هو اللي ضيعنا.. فـ لما هما تقدموا استطاعوا هزيمتك في خمس ثواني.. ومش هنحصلهم لأنهم سبقوك خلاص".
لا مؤامرة على الإسلام
وشدد على أنه لا يوجد مؤامرة على الإسلام، ولكن ما حدث له علاقة بالبلاد العربية ومواقعها الإستراتيجية والبترول الذي يعتبر أهم سلعة في العالم المعاصر.