حمدي رزق
لسان حال المستشار تركى آل الشيخ «ع الحلوة والمرة مش كنا متعاهدين»، وكتب المستشار على «تويتر»: «كيف أُعادى جمهور الأهلى والنادى الأهلى المصرى؟!.. فأنا واحد منهم، ولكن ما حزّ فى نفسى هو سباب البعض لوالدتى، والآن وقد اتضح للجميع كل شىء، لذلك أعلن، وبنية خالصة، مسامحة الجميع، والعودة من جديد لفتح صفحة جديدة فى حب الكيان».
التغريدة بأحسن منها، وتستوجب فتح صفحة جديدة بين الأهلى والمستشار، لم يعد هناك سبب للقطيعة بعد وصل ما انقطع، وزيارة موفَد الشيخ لمنزل الكابتن «الخطيب»، مع تمنيات عاجلة بالشفاء، وصحبة ورد أحمر بلون فانلة الأهلى، التغريدة الطيبة تغسل رواسب فترة القطيعة القاسية.
المستشار تركى لم يكتب هذه السطور مضغوطًا، يود فتح صفحة جديدة عنوانها التسامح، هناك أخطاء حدثت، لم يُقدِّر المستشار الكيان حق قدره، ولم يتحسب لحساسية جمهوره العظيم تجاه التدخلات غير المصرية فى شؤون نادى القرن، ولم يكن مجلس إدارة الأهلى رشيدًا فى التعاطى مع كرم المستشار الزائد عن الحد، التبس الأمر على الطرفين، فسقطا فى هوة الشقاق، فنال المستشار سبابًا غير مستحَق.
الطريق إلى قلب جمهور الأهلى صعيب، يناله المُحِبون، لا يُتبِعون ما أنفقوا مَنًّا ولا أَذًى، وهذا ما لم يستبطنه المستشار فى أول احتكاك بالجمهور الأهلاوى، وحدث ما حدث، واستغل المنافسون غضبة «الشيخ»، وشيّروها تشييرًا ضد الكيان، ممثلًا فى مجلس إدارته ورمزيته «بيبو»، فجاء رد فعل الجمهور صاعقًا ماحقًا مؤلمًا.
المستشار عرف أخيرًا الطريق إلى قلب القلعة الحمراء، من مدرجات الجماهير، إذا لم ترضَ عنك الجماهير الحمراء تلفظك القلعة الحمراء، احترام الكيان وممثلى الكيان، ليس بشراء الرموز تدخل القلوب، ولكن برضاء القلوب تنال العيون.
تغريدات آل الشيخ الأخيرة تبرهن على أنه وعى الدرس، واستبطن رسالة الجمهور، واختار موقعه من الإعراب، أن يكون حبيبًا للأهلى وصديقًا للجميع، لم يعد كائدًا ولا منافسًا، ولا متداخلًا بين الأقطاب، ولا مثيرًا للعواصف الهوجاء، خاصة أن موقعه فى الحكومة السعودية يستوجب رفع طرف العباءة من الأرض الزلقة كرويًا. «الخطيب» لم يُمرِّر لافتة «الشيخ» الطيبة، وأصدر بيانًا «يُثمِّن، وبكل تقدير، ما أفاض به المستشار من مشاعر طيبة ورغبة صادقة فى التآخى بما يعكس القيمة التاريخية للعلاقات الوطيدة التى تربط بين البلدين الشقيقين مصر والسعودية».
العلاقات المصرية/ السعودية هى مربط الفرس فى الأخير، وهى الأبقى والأجدر بالحفاظ عليها قوية عفية موصولة الحب والعطاء، المستشار تركى يحدد موقعه من الإعراب: «لا أحد يزايد علىَّ، ولا أحد يقحمنى فى صراعاته أو يصفى حساباته باسمى.. هذى أخلاق العرب وهكذا تربينا، أُعلن من الآن أنى داعم للكيان، ولن أسمح باستخدام اسمى فى الإساءة له أو التقليل منه، وبابى مفتوح لأى دعم يحتاجه الكيان.. أتمنى أن تُفهم الرسالة جيدًا.. السعودية ومصر واحد فى الحلوة والمرة».
نقلا عن المصرى اليوم