بقلم : م.يوسف
بعد عودة صديق (إنجليزي) لي من زيارتة لليابان التي إستمرت أسبوعين، سألته: ما أكثر الأشياء التي أعجبتك وأبهرتك في اليابان؟ وماذا لم يعجبك؟ أجاب وقال: "الوجبات هناك صحيه جدا، وكل شئ يكاد يكون بالجرام، ولكن الذي لم يعجبني هو مذاق تلك الوجبات، فكان لي غير مُستًحّب بالمره، فمعظم وجباتي كانت عباره عن مُعَلّبات لماركات أنا أعرفها جيدا ومعتاد عليها"، واستكمل: "أما بخصوص ما أبهرني،أنا أعرف مُسَبّقاً مدي تقدم اليابان تكنولوجياً، فهي بالفعل (دوله ألكترونيه) بكل ما تحوي الكلمه من معاني، وأعرف أيضا عن دقة اليابانيين ونظامهم والتزامهم ونظافتهم ومحافظتهم على بلادهم، ولكن عندما رأيت هذه الأشياء بعينيوجدتها فاقت تخيلاتي، وإنجلترا بجوار اليابان في هذالا تساوى شئ". كانت تلك إجابة صديقي. معظمنا يعلم مدى نظافه ونظام الدول الأوربيه وتحضر الشعب الإنجليزي، فإن كانت إنجلترا –بجلالة قدرها- تعتبر لا شئ اذا ما قورنت باليابان (على حد تعبير صديقي الإنجليزي)، فماذا عن مصر مقارنةً
 

باليابان؟وسلوكيات غالبية المصريينمقارنةً بسلوك اليابانيين ؟!
ورد مره في صحيفة ال"ديلي تليجراف" عن شاب "أسترالي" أرتكب بعضالمخالفات المروريه مما تسبب في خسارته لكل نقاط رخصه قيادته، ترتب على ذلك–بموجب القانون- سحب الرخصه منه للتوقف عن القياده لمدة 6 شهور، والد هذا الشاب كان "وزيراً"، تدخل في الأمر لإلغاء المخالفه الأخيره التي أرتكبها ابنه، حتى يستبق أخر 3 نقاط في الرخصه، ومن ثم يتفادى إبنه العقوبه والتوقف عن القياده لمده 6 شهور. بعد أسابيع قليله أكتشفت الحكومه الأمر، وفي اليوم التالي أُقيل الوزير، وبالطبع سُحِبَت الرخصه من إبنه. فأُقيل الوزير لا لإثارة الفتن بين أطياف الشعب، أو لأوامر أعطاها لمدرعات لدهس متظاهرين، أو لإصدار أوامر لقناصه لتصفية عيون شباب متظاهرين، أو لسحل وهتك عرض فتيات، أو لفتح سجون لهروب المجرمين أصحاب السوابق، أو لأوامر إعتقال أبرياء

ومجني عليهم، وإنما أُقيل الوزير لتوسطه لإلغاء مخالفه مروريه لإبنه !!
لسنا كمصريين أقل من أفضل شعوب الأرض في شئ، فنحن أيضا نستطيع أن نبهر العالم –إذا أردنا- كما نستطيع أيضا أن نُضّحِك شعوب الأرض كلها علينا، لكن التحكم في إتجاه وسرعة العجله هذا بيد السلطه والحكومه والبرلمان، بمعنى: إنه لكي تتحضر بلادنا وتلحق بقطار التقدم، يأتي هذا من أعلى الى أسفل، من السلطه والحكومه الى الشعب، وذلك من خلال بإعادة هيكله وبناء الأساس كـ: الإهتمام بالمواطن المُعدَم والفقير، الإهتمام بالبنيه التحتيه، جودة تعليم، سياسات ذكيه ومتطوره، قوانين عادله وصارمه تحارب الفساد والتطرف والعنصريه بكل أشكالهم ومستوياتهم. كل هذا سيأتي فقط بثوره على على الأفكار والسلوكيات الخاطئه، ثوره ترعاها السلطه والحكومه والبرلمان طوال الوقت، لكن قطعاً ليست هذه الحكومه، حكومة العواجيز، ولا برلمان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ليست هذه الحكومه

وهذا البرلمان اللذان يعقدان صفقات على حساب مصلحة الوطن والمواطن، وبالقطع ليس البرلمان الذي كثيراً ما وعد نوابه قبل الإنتخابات بـ"بناء مصر"، وبمجرد وصلولهم للبرلمان غاصوا في "سابع نومه"، ليس بالقطع البرلمان الذي تُختزل معظم أجندات نوابه في إطار الحرام والحلال.
لكي نتطور ونتقدم الى الأمام، وتتغير الكثير من السلوكيات في الشارع المصري، لابد أن تحكمنا حكومه ثوريه، ويعبر عن الشعب برلمان ثوري، يقودان البلد لثوره حقيقه سعياً للتغير الى لمجتمع راقي. ولكي تحكمنا حكومه ثوريه وويمثل الشعب برلمان ثوري، يجب أولاً أن تكتمل الثوره ضد النظام البائد، العتيق.

فيما عدا ذلك، فلكي الله يا مصر ..