يعتقد البعض أن التاتو وهو الرسومات التي توضع على الجلد ظهرت حديثًا إلا أن الحقيقة عكس ذلك، حيث أن الوشم موجود منذ قرون عديدة ولكن اختلفت الروايات في موعد ظهوره الأول، فهناك رواية تقول إن التاتو موجود منذ 12000 سنة قبل الميلاد وآخرى منذ 3370 قبل الميلاد.

 
ومنذ ظهوره وحتى هذه اللحظة، اختلف التاتو في الشكل من ثقافة لآخرى، ولكن في الأونة الأخيرة مر بمرحلة جديدة في التصميم والغرض.
 
وحسبما ذكر موقع "authoritytattoo"، فإن Otzi وهو أقدم مومياء في أوروبا عثر عليها عام 1991، دليل على ظهور التاتو منذ زمن، حيث أن جسده كان يحتوي على 61 وشمًا في أماكن متفرقة اغلبها منقوش بالحبر على الساق، وبعد الفحص الدقيق اتضح أن المادة المستخدمة هى رماد الموقد، ولكن بالرغم من أنه أبرز مثال على ظهور الوشم قديمًا إلا أن هناك مومياوات أخرى تم اكتشاف وجود وشم عليها، مثل في الصين والسودان وروسيا والفلبين، وكان بعضها يعود إلى 2100 قبل الميلاد.
 
التاتو في بداية القرن الـ20
وبالعودة إلى التسلسل الزمني لظهور الوشم، ففي بداية القرن العشرين كان الوشم علامة غير طبيعية وليست مقبولة في المجتمعات، وكان العاملين في السيرك أو البحارة أو السجناء من يضعونه بكثرة وبحرية، ولذلك لم تكن هناك فئات في المجتمع تقبل الظهور به، حتى لا يتشبهون بهم.
 
ووفقًا لموقع "accidentalfactory"، فإن في هذه الفترة كان هناك من يدفع مئات الدولارات للدخول إلى عرض خاص بالسيرك ورؤية الأشخاص الذين لديهم وشم يغطي جسدهم بالكامل، ولكن مع مرور السنوات أصبح الوشم أكثر انتشارًا بين فئات المجتمع.
 
ومن ضمن الأمور التي لم تجعل الوشم ينتشر، وجود ألم صعب الاحتمال أثناء الرسم لأن الرسامين يستخدمون سن عصى حاد، إضافة إلى عدم استخدام أدوات معقمة وهذا تسبب في حدوث عدد من الوفيات بعد التاتو مباشرةً، ولكن ابتكر تشارلي فاجنر وهو أحد مشاهير الوشم في الولايات المتحدة الأمريكية ألة تشبه الأنبوبة تستخدم في عمل الوشم بألم أقل وهذا شجع العديد على الرسم.
 
ظل الوشم يتوسع ويتنشر، ومع حلول الحرب العالمية الثانية خلال أربعينيات القرن العشرين، تحولت الرسومات من الحب وعلامات البحارة إلى الوطنية، حيث أظهر الرجال حبهم للوطن من خلال بعض الوشوم وفعل النساء هذا أيضًا، وأصبح التاتو بذلك أكثر تقبلًا في المجتمعات الغربية.
 
الأبعاد تسيطر على تاتو الخمسينيات
ومع حلول الخمسينيات عادت رسومات الوشم المختلفة للظهور مرة أخرى، وأكثر الرسومات التي اتنتشرت هى الأبعاد، أما في الستينيات فشهد المجتمع الأمريكي أمورًا كثيرًا مثل الاحتجاجات على حقوق المرأة وحملات ثقافية وانتشار موسيقى الروك وظهور التليفزيون بصورة كبيرة، ولذلك اختفلت أشكال الوشم وفقًا لثقافة كل شخص وطبقته الاجتماعية، ولكن كانت أغلب الوشوم عبارة عن علامات لموسيقى الروك، وعلامات السلام.
 
انتقاد محلات الوشم لانتشار الالتهاب الكبدي
وحسبما ذكر موقع "authoritytattoo"، فإن محلات الوشم تعرضت لهجوم كبير، خاصة في أمريكا؛ وذلك لإصابة العديد ممن امتلكوا وشم بالالتهاب الكبدي، وعلى الرغم من ذلك إلا أن التاتو استمر في الانتشار، وأصبح يظهر على أجساد الموسيقيون مثل جانيس جوبلين، وسائقي الدراجات النارية.
 
وشم كامل الأكمام
وبحلول السبعينيات، لم يختلف الوشم كثيرًا إلا أنه أخذ مساحة أكبر في الجسم وتحول من مجرد رسمة صغيرة إلى وشم كامل الأكمام وهو الذي يغطي الذراع بالكامل، أما في الثمانينيات، فحصلت عقدة سلتيك على فرصة للظهور بجانب رسم صور المغنيين المفضلين على الجسم ولكن بشكل عام تقبل المجتمع الغربي وجود الوشم بصورة أكبر عن الفترات السابقة.
 
تغيير في أشكال التاتو والاتجاه للبساطة
وحينما حلت فترة التسعينيات، أصبح الوشم أكثر بساطة، وكانت أبرز الرسومات عبارة عن شمس ورسائل صينية ومكعبات نارد، وفي بداية القرن الـ21، ظهرت رسومات الفراشة والزهور بقوة، وكانت النساء تستخدمن ذلك بغرض الإغراء في أغلب الأحيان، ومن أبرز من ساعد في انتشار هذا النوع من التاتو، المغنية ومصممة الأزياء الباربادوسية، روبن ريانا، وظل الوشم يسير على النهج ذاته، إلى أن حل عام 2010، فاختلفت أماكن رسم الوشم، حيث تحول من اليدين والساقين والظهر والبطن إلى خلف الأذن والأصابع والشفايف.