صرحت وزيرة الصحة والسكان، الدكتورة هالة زايد، أن الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية، ستسلم مصر قريبًا شهادة تثبت خلوها من مرض فيروس سي، مشيرة إلى أن رئيس المنظمة زار مصر في سبتمبر الماضي، وأن حملة 100 مليون صحة، راقب أشرف عليها 25 خبيرًا من منظمة الصحة العالمية، كما أن الوزارة بصدد تدشين حملة صحة المرأة رسميًا، خلال أيام معدودة في المركز الإقليمي لصحة المرأة بالإسكندرية.
مصر تحارب الفيروس
بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن مصر استطاعت أن تتقدم في مواجهة واحدة من أكبر المشكلات التي تهدد الصحة العامة وهي التهاب الكبد الفيروسي منذ عام 2014، وتمكنت من علاج ملايين المصابين الذين تم اكتشافهم حتى الآن، حيث استطاعت بالإضافة إلى تحقيق وفر كبير في الكلفة المباشرة لمعالجة الإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي سي، والتي تقدر بحوالي 400 مليون دولار سنويًا، وبدأت مصر استثمارها منذ العام 2006 بإنشاء اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية وما يليها من أنشطة وإدخال العقاقير الجديدة لعلاج التهاب الكبد الفيروسي، بالإضافة إلى ميكنة قواعد بيانات المرضى وإجراء مسح لفيروس سي والأمراض غير السارية في عامي 2018 و2019.
كما عملت منظمة الصحة العالمية أنها تعمل بجانب وزارة الصحة والسكان المصرية، على تقوية كل الأنشطة المتعلقة بمكافحة الالتهابات الكبدية الفيروسية، ومنها التطعيم، وعدم الانتقال من الأم إلى الطفل، والحد من المخاطر، وسلامة الدم والحقن، بالإضافة إلى تقوية أنشطة التشخيص وتخفيض كلفة العلاج بنسبة كبيرة لتصل إلى أقل من 1% من كلفتها العالمية؛ كما صرح بذلك الدكتور جون جبور ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، حيث قال إن جميع القطاعات الحكومية المصرية قد وحدت جهودها لتنفيذ المبادرة.
في الوقت ذاته تم تشكيل مجموعة عمل تضم الخبراء من مصر ومن منظمة الصحة العالمية التي وضعت خطة عمل مفصلة لتنفيذ هذه المبادرة مع جميع القطاعات المعنية والشركاء المعنيين، وتدريب الكوادر المعنية، وأكد الدكتور جون جبور أنه في خلال سبعة أشهر تم مسح حوالي 58 مليون مواطن واكتشاف حوالي 2.2 مليون مصري متعايش مع فيروس سي.
الحفاظ على ما تم إنجازه
وتعمل منظمة الصحة العالمية مع وزارة الصحة والسكان للحفاظ على ما تم تحقيقه نحو القضاء على الالتهاب الكبدي الفيروسي سي، فقد نفذت السلطات المصرية سياسة وطنية بشأن الحقن الآمن حيث ساهمت المنظمة في إنشاء مراكز متميزة لسلامة الحقن، ومواقع لرصد مرض التهاب الكبد الحاد لمراقبة التقدم المحرز نحو القضاء على التهاب الكبد الفيروسي، إضافة إلى الجهود المشتركة مع وزارة التعليم العالي لوضع منهج لتعليم الخريجين الجدد من كليات الطب والعلوم والتمريض لتدريس التدابير الوقائية والبروتوكولات الطبية لمنع انتشار المرض.
وترجع خطورة فيروس سي إلى أنه مرض صامت قد لا يشعر المصاب به بالأعراض إلا بعد فوات الأوان، ولذلك قمات منظمة الصحة العالمية بعمل إرشادات ونصائح دورية، وسعت إلى الالتزام بطرق الوقاية المختلفة بعدم مشاركة أي أدوات شخصية مع أحد كالقصافة والمقص وفرش الأسنان وشفرات الحلاقة وغيرها، وعدم استخدام السرنجات لأكثر من شخص، وإذا كان الشخص من العاملين بالمجال الصحي يجب عليه أيضًا اتباع الطرق الصحية لمكافحة العدوى، نظرًا للاتصال المباشر بالدم أو الوخز بالإبر أثناء العمل.
علاجات حديثة
في تصريحات للدكتور محمد علي عز العرب، أستاذ الكبد، ومؤسس وحدة الأورام بالمعهد القومي للكبد، والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، قال إنهم استخدموا عقارًا سمى"السوفالدي" الذي اعتمد في 6 ديسمبر عام 2013، وبدأ استخدامه في مصر 16 أكتوبر 2014، وهو يعتبر إنجازًا لإعطائه لأول مريض في مصر خلال عشر شهور من اعتماده من قبل هيئة التغذية للأدوية الأمريكية، كما اعتمد كأول دواء مصري بقرار وزاري في أول يناير 2016، بدافع من منظمات المجتمع المدني ونقابة الصيادلة، رغم وجود بعض الاعتراضات من لجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، في دخول المنتج المصري لمعالجة مرضى فيروس سي، وكان المنتج المصري أقل تكلفة وبنفس الجودة، واستطاعوا من خلاله إعادة الثقة للدواء المصري، عن طريق علاج مرضى "فيروس سي" على المستويين المصري والدولي.