زعماء ممولون من الخارج.. وشعب ناجح ومتعلم.. لا يوجد لديهم كهرباء.. ويشترون الماء.. ويعانون من أوضاع اقتصادية متدهورة
كتب - نعيم يوسف
الفساد السياسي والاقتصادي
قال مجدي خليل، الكاتب الصحفي، إن لبنان يبلغ عدد سكانها نحو 4 ملايين نسمة، والاقتصاد اللبناني في تدهور شديد، وفي عام 2015 انتفض اللبنانيين من أجل إزالة القمامة من الشوارع، مشددًا على أن الفساد السياسي هو سبب رئيسي للفساد الاقتصادي.
ظروف معيشية صعبة
وأضاف "خليل"، في برنامجه "مع مجدي خليل"، المذاع عبر موقع نشر الفيديوهات "يوتيوب"، أنه حتى الكهرباء فإنهم لا يوجد لديهم تيار كهربائي مستمر في الشبكة الحكومية، وحتى مياه الشرب فإنهم يشترونها، وفي وقت سابق قام أحد الشباب بإشعال النار في نفسه لأنه لا يستطيع دفع نفقات تعليم ابنته.
المعاناة من البطالة
وأشار الكاتب الصحفي، إلى أن الجوار الجغرافي لدول الربيع العربي مثل العراق أدى إلى تحفيز التظاهر في لبنان بالإضافة إلى الإهمال العربي للأحداث في لبنان، وأيضا هناك 36% من الشباب اللبناني يعانون من البطالة رغم أنهم مؤهلون لسوق العمل.
ثورة عفوية
ولفت إلى أن الثورة اللبنانية شبابية، وغير طائفية، وعفوية، ويجمعهم هم واحد وهو الفساد السياسي والاقتصادي والأوضاع المتردية، مشيرا إلى أنه لا يوجد "أيادي خارجية"، كما تزعم بعض القوى السياسية مثل جماعة ميشال عون، وحزب الله اللبناني، ولكن المستفيدون من الديكتاتوريات هم من يستفيدون من هذه الاتهامات.
دور المرأة.. والتربص بلبنان
وشدد "خليل" على أن هناك دور ملحوظ للمرأة في المظاهرات، وهذا دليل على الوجه الحضاري للمظاهرات، ولم يحدث أي تحرش في المظاهرات لأن وضع المرأة اللبنانية مختلف عن باقي دول المنطقة، لافتا إلى أن الشعب اللبناني مر بعدة مراحل في تاريخه الحديث، وتعتبر أقدم جمهورية في المنطقة، وأقدم من مصر والعراق، ولكن لبنان يتم التربص به من العرب بالذات طوال الوقت، وخاصة سوريا، ما أدى إلى أحداث مؤسفة طوال التاريخ حيث احتلتها سوريا لمدة 30 سنة، حتى عام 2005، موضحا أن حافظ الأسد، وبشار الأسد قتلا اثنين من رؤساء لبنان، وهما: بشير الجميل، ورينيه معوض.
جرائم سوريا وحزب الله
وأوضح أن التعاون بين حزب الله وسوريا أسفر عن مقتل رئيس الوزراء رفيق الحريري، و19 من معاونيه، وقتلوا رموز مسيحية وسنية شهيرة، واستهدفوا النخبة ولكن في عام 2005 انسحبت سوريا من لبنان تحت الضغط الدولي، وفي عام 2006 أدخلها حزب الله في حرب مدمرة، ووصل الحال بهم حاليا إلى الثورة.
الاستقلال الثالث
وأشار إلى أنه يمكن إطلاق اسم "الاستقلال الثالث" على الثورة اللبنانية، حيث كان الاستقلال الأول عن فرنسا عام 1943، والاستقلال الثاني كان عام 2005 عن سوريا، وفي 2019 الثورة الشعبية التي تعتبر استقلال عن إيران وسيطرتها على البلاد.
بلد متفرد
ولفت الكاتب الصحفي، الوحيدة في العالم التي يوجد لديها عدد مهاجرين أكثر من ضعف عدد السكان، والوحيدة في العالم التي يوجد بها عدد لاجئين حوالي نصف سكانها، والوحيدة في العالم التي يوجد بها 18 طائفة كل منها له حصة في السلطة، وزعيم هذه الطائفة ممول من دولة خارجية، وهي الدولة الوحيدة التي لديها رئيس برلمان وهو نبيه بري، ويتولى المنصب منذ 27 عام، ولكن في نفس الوقت شعب متعلم، وأنيق، وناجح جدا في الخارج، ومن أفضل المطابخ ولديهم مصممين أزياء عالميين، ويعتزون ببلادهم جدا، ومنفتحون على العالم، مشددا على أن كل العرب والمسلمين تقريبا تآمروا على لبنان، والمسيحيين اللبنانيين في الحرب الأهلية.
التغيير.. والمسيحيين
وشدد على أن أي تغيير حاليا سيكون ضد المسيحيين، حيث أنهم كانوا يسيطرون على نصف مقاعد البرلمان وفقا لاتفاق الطائف موضحا أنه عندما تم توقيعه كان عدد المسيحيين حوالي 60%، ولكن الآن بعد الهجرات المتتالية تناقص عددهم، وأصبحوا حوالي 37%، وأي تغيير حاليا سيكون في صالح الشيعة وضد المسيحيين.