أردوغان كان يزور شارون، وشارون قال لأردوغان أهلًا بك في القدس.
أردوغان لديه مرض نفسي فهو يعتبر نفسه خليفة للمسلمين.
قطر وتركيا تدعمان الإرهابيين في ليبيا لنهب مواردها ومحاصرة مصر".
سليمان شفيق
منذ سبعينيات القرن الماضي وحتي الان يعتبر جيلي أن أمن مصر القومي يبدأ من أمن فلسطين ، وعشنا في ظل قيادات مصرية قاتلت مع القضية الفلسطينية وحركة فتح ، ومنهم دروؤف نظمي ومصطفي الحسيني وفهمي حسين رحمهم الله، وفاروق القاضي (اطال الله عمرة) ، كنا نعتبرهم أمل وقدوة ، ومن جيلي كانت هناك رموز كثيرة ومنهم المهندس احمد بهاء الدين شعبان والشاعر الراحل حلمي سالم والكاتبة والفنانة حياة الشيمي والشعراء الكبار سمير عبد الباقي وزين العابدين فؤاد ، والمفكر ميشيل كامل ، والمخرج فؤاد التهامي ، والكاتب الاديب روؤف مسعد ، والصحفي الهامي المليجي ، وكثيرين وقفوا جميعا مع المقاومة الفلسطينة بالمدفع والقلم ، وصولا الي حصار بيروت 1982 وحتي خروج المقاومة ، كان اغلب هؤلاء ومعهم الفنان عبد المنعم القصاص من مؤسسي وكتاب مجلة المعركة مع الشعراء العظام محمود درويش ومعين بسيسو والكاتب الكبير زياد عبد الفتاح .
كان لي الشرف في ان اكون من ضمن هؤلاء ، عشنا انبل الايام قاتلنا وكتبنا ، واقتسمنا مع هؤلاء العظام الخبز والقذيفة ، كل ذلك دار بذهني وانا اشاهد بالامس تلك الرائحة وذلك العبيق الثوري وانا اشاهد فارس من اجيال الامل الفلسطيني قائد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، النائب محمد دحلان يتحدث مع عمرو اديب لبرنامج "الحكاية" المذاع عبر في (ام / بي / سي) ، حول اسباب هجوم وزير الخارجية التركي علية ويقول :
"ليس لدي عداوة شخصية مع الشعب التركي ولكني ضد نظام أردوغان، وبالتالي أردوغان لا يريد رجلًا عربيًا لديه كرامة"، مضيفا "أنقرة اتهمتني بدفع رشاوى وشراء ذمم في الجيش ومؤسسات تركية وخلافه من الأكاذيب التي لا أعرف ما المبرر منها".
ويضيف : "حين كنت أقاتل إلى جانب الشهيد ياسر عرفات كان أردوغان يزور شارون، ونذكر أن رئيس وزراء الاحتلال في حينه أرئيل شارون قال لأردوغان أهلًا بك في القدس اليهودية"، وأكد قائد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن "الشعب الفلسطيني لم يرَ يومًا بصمة إيجابية لـ(تركيا) لمصلحة منظمة التحرير الفلسطينية أو الشعب الفلسطيني، وأن أصدقاء تركيا هم داعش وإسرائيل والإرهابيون في المنطقة، وجميع المواد المستخدمة في بناء المستوطنات الإسرائيلية هي بدعم تركي حتى الأسلحة التي تستخدمها".
وأوضح، أنا أمثل كرامة الشعب الفلسطيني، أمثل الشهيد والأسير في السجون، و لا أقبل لأردوغان أن يسيء لي أو لأصغر شبل فلسطيني، وأصغر طفل في فلسطين يعلم أردوغان معنى التحرير ومعنى القتال، مضيفا، أن "أردوغان سرق ذهب ليبيا من البنك المركزي ولدي وثائق تثبت ذلك"، مؤكدا، "لا يوجد عداوة بيني وبين الشعب التركي، وأنا لم أزر تركيا إلا مرة واحدة مع الشهيد خليل الوزير".
وتابع النائب، "أردوغان لديه مرض نفسي فهو يعتبر نفسه خليفة للمسلمين بل هو مؤمن مع نفسه بأنه خليفة للمسلمين، ولا زال يحلم حتى هذه اللحظة بأن يمنع المطبعة 300 سنة، والتاريخ يعيد نفسه حين منعوا المطبعة في مصر في الوقت التي كانت تعمل في (تركيا)، فالتاريخ التركي في العالم العربي مأساوي وأردوغان يريد أن يعيده وهو وعصابته مجموعه من الثرثرية".
وأضاف القائد دحلان، "أردوغان قبض حق شهداء سفينة مرمرة أموالا، وكل ما جرى في سوريا ليس ضد النظام السوري ولكن ضد الدولة السورية، وربما يستطيع الرئيس التركي أن يخدع الشعوب العربية للحظة، لكنه لا يستطيع خداعها طوال الوقت، لذلك يجب عليه أن يتخلى عن أوهام الخلافة، وهناك 190 ألف تركي مطلوبين لأردوغان وعصابته وهذا يدل على عدم وجود أي ولاء لشعبه".
وأشار دحلان، "حينما وقفت مصر على قدميها بعد تلك الفوضى، كانت صدمة لأردوغان، فهو يعتبر انهيار مصر إضافة إلى تركيا، فهو متهم باستهدف حصار مصر من السودان قبل تغيير النظام، حيث أن (تركيا) في عهد أردوغان أصبحت مستودعًا للإرهاب والإرهابيين، وقطر تدعم تركيا في احتلالها للأراضي السورية، والإخوان تجارة رابحة بالنسبة لأردوغان، وانهيار مصر إضافة نوعية لتركيا، وأن قطر وتركيا تدعمان الإرهابيين في ليبيا لنهب مواردها ومحاصرة مصر".
وتابع، "الأتراك بمثابة المتعهد السياسي للمخطط الأمريكي في المنطقة وقطر هي الممول، فالدوحة تستهدف تقسيم الكبير لتصبح دولة عظمى، وأتمنى عودة قطر إلى محيطها العربي وأن لا تعمل لحساب تركيا وإيران، العالم العربي نريده موحد حتى يكون رافعة للقضية الفلسطينية".
القضية الفلسطينية:
وانتقل دحلان للحوار حول القضية الفلسطينية وقال : "واجبنا كقيادة فلسطينية أن نزرع الأمل في نفوس الشعب الفلسطيني وخصوصاً جيل أوسلو والجيل الذي نشأ بعد الإنقسام، ونحن ما زلنا موجودين والقضية الفلسطينية لا تزال موجودة، و(إسرائيل) لا تستطيع أن تعيش بدون وجود حل للقضية الفلسطينية، ومعرفتي بـ(إسرائيل) وبطاقة وتضحيات الشعب الفلسطيني يجعلني مؤمنا بالإستقلال، وكل ما فعلته الإدارة الأمريكية من اعتراف بالقدس كعاصمة لأسرائيل لا يغير الواقع رغم تأثيره وخلافه،والعقل الأمني الإسرائيلي يدرك أن كل ما يحدث عبارة عن زيف، أقصى ما يمكن تحقيقه هو التعايش معه"
وأضاف دحلان، المأساة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني يتحمل مسؤوليتها الاحتلال ولكن في السنوات الأخيرة، ساهمت سلطتا أبو مازن وحماس في معاناة شعبنا، والطرفان جرّا الشعب الفلسطيني إلى هذه الحالة من الانهيار المعنوي والتشتت، والطرفان "حماس وأبومازن" ، يتحمل كلاهما المسؤولية عن الوضع، الذي أدى إلى تحول القضية الفلسطينية من قضية سياسية كبرى إلى مأكل ومشرب، موضحا "إذا تخلى عباس عن مصالحه الشخصية وحماس عن مصالحهما الحزبية يكون الحل سريعا".
وأوضح دحلان، لا أرغب في الحصول على منصب بالسلطة، فلا يوجد سلطة فعلية، ولكن لا يمكنك أن تمنع الطموح، ولكن لا أحد يملك الحق بمنعي من ترشيح نفسي، والفلسطيني غير الطموح هو جثة ميتة، فما الذي يمنع وجود طموح سياسي لمحمد دحلان."
وأكد القائد دحلان، أن "فتح ليست حكراً على أحد سواء عضو لجنة مركزية أو رئيس للحركة، سنشكل قائمة تضم تيارا وطنيا عموده الفقري التيار الإصلاحي ، ولا أريد أن أترشح بقدر رغبتي في رؤية كيان سياسي قوي مستقل يشكل رافعة للقضية الوطنية، و أنصح أبو مازن بحكم الصداقة التي سبقت الخلاف بأنه لديه فرصة لجمع فتح والشعب الفلسطيني خلفه".
انتهي كلام دحلان ولكن الرسائل التي حملها الحوار تحمل رسالة فحواها ان قطر تمول وتركيا ترعي الارهاب في كل اتجاة بهدف زعزعة مصر الاقوي في المنطقة ، وان مصر تمثل حجر الزاوية للقضية الفاسطينية، وان المصالحة بين ابو مازن وحماس تتحقق اذا تخلي كلاهما عن المصالح السياسية والحزبية والشخصية ، وان ابو مازن لديه فرصة لجمع فتح والشعب الفلسطيني خلفه، تلك الرسائل التي اتمني ان تصل للجميع قبل فوات الاوان .