في إطار الاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير، وإيمانًا بدور ثوار "مصر" في النهوض بها؛ قام الدكتور "صلاح المليجي"- رئيس قطاع الفنون التشكيلية- بافتتاح المعرض الفني الجماعي بمركز "كرمة بن هانئ الثقافي" بمتحف "أحمد شوقي"، ضمن برتوكول التعاون بين وزارة الثقافة ومؤسسة الأهرام. 

 

ويضم المعرض إبداعات مجموعة متميزة من الفنانين المصريين الذين استطاعوا أن يعبِّروا عبر الرسومات والألوان التي تمتزج معًا لتعطي رؤية عميقة للثورة وأسبابها ورموزها ومفاهمها، مسجلين عبر ريشتهم صفحة خالدة من تاريخ "مصر" العظيم، متمنين من خلال لوحاتهم مستقبلًا أفضل لبلادهم الغالية التي عانت على مر عقود طويلة من الظلم والفساد الذي أثقل كاهلها وأجهدها، إلى الدرجة التي عاقت تقدمها نحو الخير والتقدم والرفاهية.

 

وأوضحت "سماء"- إحدى الحضور- في حديث خاص لـ"الأقباط متحدون"، أنها معجبة بالعديد من الأعمال الفنية التي تنم عن رؤية حقيقة وعميقة للثورة من مختلف وجهات النظر، وخاصةً اللوحة التي تجمع بين فتاة تحمل العلم كرمز للأم المصرية وهي تحتضن أحد الجنود وهو حامل طفل صغير في رعاية واهتمام، لتعيد إلى أذهاننا لحظة نزول الجيش المصري إلى ميدان "التحرير" واستقبال الشعب المصري له بالفرحة، وحمامة السلام في اليد الأخرى تشير إلى روح السلام والمحبة والتآلف التي يجب أن تسود بين الشعب بجميع أفراده وفئاته لاستعادة شعار "الجيش والشعب إيد واحدة"، و"مسلم مسيحي إيد واحدة".  

 

وأشار "أحمد" إلى لوحة أخرى توقف عندها كثيرًا، وهي لوحة بها مجموعة من الناس وكأن دوامة تبتلعهم أو بركان يحيط بهم يريد أن يجتذبهم إلى جوفه المشتعل، خاصةً وأن ألوان اللوحة يغلب عليها اللون الأحمر الدامي، الذي يشعر من يراه أنه أمام خطر محدق. موضحًا أن هذا البركان يشعر به هو شخصيًا في صدره من شدة الغضب لعدم اكتمال الثورة وعدم الحصول على أهدافها التي مات من أجلها العديد من الشهداء الذين يمثلون خيرة شباب "مصر"، وقال: "عام بأكمله مر دون أن نحقِّق ما كنا نبغي إليه، ولم نحقق سوى القدر القليل الذي لا يروى ظمأ أرض جفت ينابيع المياه بها منذ أكثر من ثلاثين عامًا.. أرض تم تبويرها ثقافيًا وفكريًا وسياسيًا واجتماعيًا، ليعاني شعبها من شدة الجوع والعطش."