شهدت مدرسة عثمان بن عفان التابعة لمركز زفتى بمحافظة الغربية كارثة إنسانية من وقائع التنمر والعنف الذي يمارس ضد أطفال المدارس حيث تعرض الطفل "يوسف.م" في العقد الأول من عمره لإصابة بالرأس والتبول اللاإرادي على نفسه نتيجة تعدي مدرس بالضرب والصفع على وجهه وصدم رأسه في جدار الفصل أثناء فعاليات اليوم الدراسي وهو ما أثار حفيظة أسرة التلميذ ودفعهم إلى الإعراب عن غضبهم نتيجة ما تعرض له نجلهم.

"يوسف " طفل صغير لم يتجاوز عمره سوى 8 سنوات يتمتع بوجه ناعم وابتسامة طيبة منذ اللحظات الأولى لمولده، عاد في حالة نفسية سيئة وملابسه مبللة بالمياه الناتجة عن تبوله اللا إرادي إلى أبواب منزل أسرته فى صباح يوم الثلاثاء الماضي وهو يبكي وتنهمر الدموع من عينيه ويردد عدة عبارات منها "يا ماما أنا تعبان ومش عاوز أروح المدرسة والمدرس بيزعقلي وضربني أمام زملائي".

"المدرس زعق ليا ووصفني بالغباء وطالبني بتغيير المدرسة والالتحاق بمدرسة التربية الفكرية بسبب ضعف مستواي التعليمي" بتلك الكلمات عبَّر التلميذ عن آلامه الداخلية التى انتباته وهو ما دفعه إلى الجلوس بمفرده داخل غرفته لأكثر من 5 ساعات متواصله عقب انتهاء اليوم الدراسي وهو "لا ينطق ولا يتحدث ولا يدرك ما حوله فى شؤون أسرته".

وأضاف الطفل الضحية "أنا فوجئت بالمدرس وهو ماسك رأسي وبيخبطني فى الجدار وبيضربني بشدة لحد ما لاقى مناخيري جابت دم وصداع كبير وكأني دايخ وفقدت الإحساس بنفسي وتبولت فجأة وسط حالة من الهرج والضحك من جانبي زملائي كون ملابسي مبللة" .

في ذات السياق لم تصمت أسرة التلميذ حيال الواقعة فلجأت والدة التلميذ إلى تحرير شكوى تحمل رقم 2029/117/700 بالشئون القانونية بالإدارة التعليمية بزفتى ضد المدرس "أ.س" مدرس بمدرسة عمر بن زعفان التابعة لمديرية التربية والتعليم تفيد فى جدواها بالمطالبة بالقصاص لنجلها فيما تعرض له من وقائع السب والقذف والتعرض للضرب المبرح على أيدي المدرس المذكور.

وأضافت الأم فى شكواها عدة مطالب أهمها البدء فى التحقيق مع المدرس وإيقافه عن العمل كونه استباح اضطهاد نجلها وتنمر به وشرع فى إهانته أمام زملائه باعتدائه غير المبرر على طفل وضرب رأسه فى جدار الفصل وصفعه أمام زملائه.

وأشارت والدة الطفل إلى أنها تستغيث بوزير التربية والتعليم وكافة مؤسسات المجتمع المدني والجهات المعنية للقصاص لنجلها الذي وصفه المدرس في تعبيراته بالإهانة بقوله له "يوسف طلب غبي وقدرات مستواه التعليمي ضعيفة ولا بد من التحاق بمدرسة التربية الفكرية".

وقالت والدة الطفل "تقدمت بالشكوى من أجل أحقية نجلي فى نيل دراسة تعليمية مستقرة أسوة بزملائه كي يكون شابا ناجحا في حياته ومشاركا فى بناء مستقبله بيده وقادرا على تحمل المسئولية وحسبي الله ونعم الوكيل فى المدرس اللى أهان نجلي بجد".

من ناحية أخرى أرفقت أسرة التلميذ تقارير طبية وصحية تؤكد تعرض التلميذ لنزيف داخلي بالأنف وسحجات وجروح سطحية بالرأس بسبب الارتطام بجدار الفصل، فضلا عن إرفاقه بالشكوى الرسمية بالشئون القانونية لرفعها إلى مديرية التربية والتعليم بطنطا.

وأفادت مصادر داخل إدارة زفتى التعليمية أن المدرس المذكور قد شرع فى كسر أسنان تلميذ آخر خلال فترة عمله فى وقت سابق بمدرسة مصطفى كامل، فضلا عن توجه أسرة الطفل لتحرير محضر رسمي لتحرير بقسم شرطة زفتى ضد لتجاوزه السافر فى حق التلميذ المشار إليها.

فى المقابل أصدر اللواء هشام السعيد محافظ الغربية، توجيهاته إلى المهندس ناصر حسن وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية، بأهمية فتح باب التحقيق فى واقعة الطفل "يوسف" واستبعاد المدرس عن عمله بالمدرسة المذكورة لحين انتهاء التحقيقات.

كما شدد محافظ الغربية على ضرورة توافر كافة سبل الراحة والأمان لكل الطلاب فى مراحل التعليم رياض الأطفال والابتدائي والإعدادي والثانوي بكل المدارس على مستوى الإدارات التعليمية العشر خلال المرحلة المقبلة.

وأشار محافظ الغربية بقوله "لا تهاون مع أى مدرس أو موظف حكومي يقصر فى عمله أو يخالف لوائح وقوانين العمل المنضبطة وعدم السماح بالتجاوز في حق أى طالب أو طالبه ومجازاة المخالفين مباشرة حفاظا على صالح منظومة التربية والتعليم فى الوقت الحالي".