محفوظ مكسيموس
تباينت ردود الفعل تجاه عائلة مجدي مكين الذي قُتل علي يد الضابط كريم مجدي نتيجة تعذيبه داخل القسم، الحقيقة ردود الفعل القاسية تجاه عائلة مجدي نتيجة تغيير شهادتهم في القضية هو نوع من الإستمرار فى الظلم فهؤلاء المساكين يعرفون حجمهم الطبيعي في الغابة التي يعيشون داخلها.
فهم واقعيون لا يرونها بعيون الفيسبوكية ولا بمثالية الحقوقيين ولا تأخذهم نعرات فردة الصدر. هؤلاء يا سادة فقدوا والدهم ( صاحب عربة الكارو ) وهم يعلمون ذلك و يقدرون أن وظيفة والدهم تصنّفهم بالرعاع داخل مجتمع موبوء بالطبقية وعلي الصعيد الآخر يعلمون حجم القاتل أيضا فهو ضابط شرطة و هذا في بلادنا يعني الحسب والنسب و لذا فموقف أولاد القتيل و تغيير شهادتهم ( مٌبررّة ) فهم يا سادة الموضوعة آياديهم في النيران.
لا تٌزايدوا عليهم بمثالياتكم المزيفة ولا تنهشوا ما تبقي لهم من كرامة الأذلاء فأولاد العربجي في بلادنا لا حقوق لهم و لا لحياتهم ثمن فلا تنصبوا لهم المشانق فهم يعلمون جيدا قدرهم و يدركون حجم القاتل جدا و لذا فهم إرتضوا فقط أن يٌسمّح لهم بالحياة في هذه الغابة التي ينص قانون الحياة بها علي مبدأ ( البقاء للأقوي و الأغني و أصحاب النفوذ ).
إذا أردتم إنصاف مجدي مكين فعلينا جميعا تغيير أنفسنا و علينا أن نتخلي عن تصنيفاتنا الطبقية و نظرتنا العنصرية لبعضنا البعض و علينا أن نرفع شعار ( الإنسان و كفي ) و هذا لم و لن يحدث في مجتمع يصنع لنفسه فرعون منذ الأزل و لا يستطيع أن يعيش إلا بقانون الغاب حيث السادة و العبيد و سوق النخاسة.