حمدي رزق
هل ما حدث في قمة السلة بين الأهلي والزمالك في صالة «عبدالله الفيصل» بالجزيرة طبيعى، هل ما جرى عادى، هل كوبرى اللاعب «إيهاب أمين» كاف لإثارة كل هذا الغضب، والرغبة في الشجار، والتحطيم، وأن تتحول الصالة الفاخرة إلى مدبح السيدة؟
كل ما قيل لا يقدم سببًا مقنعًا لانفجار لاعبى الزمالك في وجه لاعبى الأهلى، لأن الجميع يتجنب الحديث عن الشحن الرهيب الذي شهده العام الأخير، ربما لم يمر على الرياضة المصرية عام سيئ في الروح الرياضية مثل هذا العام الأجدب من البطولات القارية، باستثناء فوز الزمالك بالكونفدرالية.
من استغربوا ودهشوا ورفضوا تأجيل قمة الأهلى والزمالك كرويًا عليهم أن يشاهدوا الثوانى الأخيرة من قمة السلة، كان سيحدث مثل هذا وأكثر في برج العرب وعلى الهواء مباشرة، تخيل مثلا الذي حدث في الصالة المغطاة يحدث في استاد برج العرب، ستكون فضيحة دولية، تستغلها المنابر المعادية، وقليل ما تمددت في الشوارع، واشتبكت الجماهير في الحارة المزنوقة، وهتف البعض لائمًا، وهذا هو المطلوب تماماً لقنوات الفتنة التركية.
تأجيل المباراة كان حلاً أخيرًا وناجعًا بعد أن تيقنت «لجنة الجناينى»، وفق التقارير الأمنية، أن هناك مخططا لإثارة فتنة كروية مخططة وممولة، هناك من يعمل على الفتنة بين الألتراس والدولة، هناك من يحرض الجماهير البيضاء والحمراء، فإذا ما تدخل الأمن صارت معركة بين الأمن والجماهير، وهذا ما يخطط له المتربصون.
الأمر ليس في مقدرة الأمن على السيطرة على مباراة كرة، لكن في التوقى من عمليات آثارية مخططة، مجسدة أمام الأمن في تقارير تشى بالكثير، ملاعب الكرة حبلى بحمل مخيف، ما جرى في الصالة المغطاة نموذج ومثال، معركة على أتفه الأسباب، كوبرى من بين الأقدام معتاد، كوبرى يفوت ولا حد يموت.
المشرحة مش ناقصة قتلى، وإذا كان تأجيل مباراة يحقن دماء، بلاها كرة القدم، يكفى الدماء التي سالت في بورسعيد والدفاع الجوى، وليعود الدورى في توقيت أفضل، فقط تكف منصات التحريض عن تسخين الملاعب، وليلتزم كل بالروح الرياضية، كلن يعنى كلن على الطريقة اللبنانية، ولتثبت اللجنة الخماسية نجاعة في لجم الخروقات الرياضية، وليستفيق المجلس الأعلى للإعلام لمنصات التحريض التي تتبارى في بث روح الكراهية.
وليضع كل لسانه في فمه، كلن يعنى كلن، توقياً لما هو مخطط، تخيل المنصات الرياضية المحلية لا تقل تحريضا عن المنصات المعادية، اتفقوا على أن يصرمونها مصبحين ولا يستثنون.
ما جرى في قمة السلة تحذير خطير، الملاعب على صفيح ساخن، وإذا لم تفرض الدولة إرادتها على البساط سيسحب البساط من تحت قدميها، وإذا لم نحذر سنسقط في الفخ المنصوب، وإذا لم نراع الوطن في كل كلمة وتصريح، سنصطلى بنار جربناها قبلا، واللى اتلسع في قمة السلة ينفخ في قمة كرة القدم!
نقلا عن المصرى اليوم