#عشر_سنين_ومكملين
د. مينا ملاك عازر
طبعاً كله -بإذن الله- لكن عنوان المقال هو ما أتمناه حقاً أن أكمل في هذا المكان وأتقدم به وله، ولذا فأنا اليوم أعزائي القراء، أحتفل معكم بمرور عشر سنوات على ذكرى نشر أول مقال لي في هذه الجريدة الغراء، لم أزل أذكر أول لقاء لي بالباشمهندس عزت بولس رئيس التحرير والأستاذة باسنت مديرة تحرير الموقع، لم أزل أذكر ذلك الزخم في الموضوعات التي طرحناها في النقاش، وكنت أقول رأيي فيها دون تردد ولا تفكير، كثيراً كنت أشعر براحة وطمأنينة في طرحي لآرائي، وفوجئت في نهاية اللقاء أنهم هكذا أجروا المقابلة الشخصية، وأنه أي الباشمهندس قبلني عضو في فريق تحرير الجريدة، ويومها ذيلت الأستاذة باسنت هذا الكلام قائلة بأنه أمر لأول مرة يحدث أن يقبل الباشمهندس فرد دون فترة اختبار، إعجاب الباشمهندس بشخصي وضع مسؤولية جديدة على كاهلي فوق تلك التي وضعتها بدخولي مكان جديد أسعى لإثبات نفسي فيه، ولجذب قراءه لعامودي "لسعات" ما زاد الأمر ثقل على كاهلي وتحدي، وهو ما أحبه، أنني ولأول مرة كنت أتخصص في كتابة المقالات الساخرة، كنت قد كتبت من قبل مثل تلك المقالات لكني لم أكن متخصص بها، فكانت البداية وانطلقت لمقالات الرأي، ومنها لأعمدة وأبواب أخرى، ما استمر مثل نسمات أمل التي لم أزل أكتب في بابها للآن، ومنها ما رحل مع التطويرات التي لحقت على الجريدة وهذه هي سنة الحياة.
الكتابة أمر مغري ومثير وشيق لكنه في كثير من الأحيان خطر لأنك إذا ما عبرت عن رأي يخالف الإدارة في بعض الصحف تكون مهدد بالاستبعاد من فريق العمل هذه هي حقيقة العمل الصحفي، لم أتعرض له في صحيفة الأقباط متحدون لأمرين لأنه في الأغلب الأعم نتفق ضمنياً ودون اتفاق شفهي حتى على الآراء، والأمر الثاني أنني وإن اختلفت مع الإدارة في رأي أكون محصناً بعدالة وديموقراطية وإيمان الباشمهندس عزت والأستاذة باسنت بحرية الرأي والتعبير ما دمت لم أخالف الأسس الموضوعة والآداب المعروفة. ومن ثمة، فجل مقالاتي راء النور، وقرأها القراء.
لم يتوقف عطاءي في الموقع عند هذا الحد، كما لم تتوقف ثقة إدارة الموقع فيَّ عند ما أنجزناه سوياً، لكن تخطيت الأمر من الكتابة للمشاهدة والجلوس أو الوقوف أمام الكاميرة، لألتقي بسيادتكم مشاهداً عبر كاميرات الأقباط متحدون كل يوم سبت في تمام السابعة مساءاً في حرية غير مسبوقة في اختيار الموضوعات والضيوف، وطمأنينة أشهد بها ولها من جانب الإدارة في قدرتي على الحكم في آراء الضيوف وتوجهاتهم وعدم الخروج بها عن السياق المطلق للحرية في الحديث عن أي موضوع وبالطريقة التي تعن لي، لا يتدخل أحد في نوعية ما أتحدث به بل يدعموني في كل ما أفكر في حدود الإمكانات المتاحة.
الأهم هنا، أن أسجل اعتزازي بالسنوات الماضية وتطلعي لأن تكون السنوات القادمة على نفس القدر من الاحترافية بل أفضل -بإذن الله- وكذلك الالتزام في مواعيد نشر المقالات دون أن أخل بموعدي مع سيادتكم أحبائي القراء والمشاهدين.
المختصر المفيد أشكر كل من وقف بجانبي علناً، ومن ساندني وشاركني نجاحي حتى وإن كانوا بالنسبة لي وللسادة القراء جنود مجهولين.