محفوظ مكسيموس
تعودت في حالة ظهور ( تريند ) جديد أن أستمتع بالمشاهدة و المناقشة مع من أثق في رؤيتهم و بعدها أذاكر جيدا ثم أكون قناعاتي ومن ثم أكتب من وجهة نظر إما شخصية أو أكاديمية.
و الحقيقة أن ما يحدث من ردود أفعال للأقباط جراء التغييرات المفاجئة في قناة سي تي في و حالة الغضب الشعبي والتي عبروا عنها عبر صفحات السوشيال ميديا ما هي إلا تعبير ضمني عن ( حالة القهر ) و ( الإحساس بالضعف ) و بالبلدي كدة شعروا أن ضهرهم إتكشف.
هذا ليس تحليلا عبثيا ولا مجرد كلام عابر فهذه القراءة مبنية علي أُسس نفسية بحتة و إستنادا علي ما يسمي بالتقييم النفسي و عوامل الحماية ( Assessment and protective factors) فقناة سي تي في كانت بالنسبة للأقباط النافذة الإعلامية التي تعبر عن الهوية القبطية و كانت ( تطرح ) مشاكل الأقباط حتي و إن لم تكن تقدم حلولا.
الإحساس بالقهر و الدونية جعل الأقباط كالغريق الذي يتشبث بزهر النيل و إعتبروا قناة سي تي في صرحا مقدسا يمثلهم و المساس به أصبح إعتداء على الهوية القبطية لأنها تمثل ( عامل حماية ) و من هنا تستطيع مقارنة ما حدث في قناة سي تي في بتحويل كنائس في الغرب إلي خمارات أو مقاهي ليلية.
فعندما تتحول كنيسة في الدول الغربية إلي ( خمّارة ) لا يعترض أحد ولا يملأون الأرض ضجيج و هذا لأنهم لا يعتبرون المباني ( عوامل حماية ) بل القانون الذي يكفل حقوق العبادة و حرية الفكر والتعبير و العقيدة هو المخّول إليه حماية الإعتقاد.
المشكلة يا سادة تتمثل في الوضع النفسي للأقباط و ما مُورس عليهم من قهر و إستبداد و تهميش جعلهم ينتفضون من أجل ما تبقي من عوامل حمايتهم و خوفهم من شبحية ( التعري الكامل ) و رجوعهم إلي ال ( Trigger factors ) أو عوامل المخاطر.
فبين ليلة و ضحاها تناسوا الأقباط أن القناة ما هي إلا بيزنس إستثماري أقامه رجل خّير كان معطاءا سخيا و لكن أبنه له رؤية مختلفة في إدارة البيزنس بصرف النظر عن ماهية و صحة رؤيته ( فهذا شأنه و ماله ) .
لا أزايد ولا أنتقد ردود الفعل الغاضبة ولكني أنظر إلي أسبابها و دوافعها و أنظر أيضا الي الصورة الكبيرة ( The big picture ) و أحلل في العوامل التي شّكلت الشخصية القبطية و لنا كل العذر فيما قد وصلنا إليه فلقد عانينا ما لم يعانيه أي شعوب الأرض من ظلم و بطش و قهر.
الشخصية القبطية الحالية هي حصاد لقرون من الممارسات اللا آدمية و الطائفية و المخزونات القهرية.