سليمان شفيق
ينتهي الاسبوع الساخن مصريا واقليميا ودوليا ، ففي مصر احتدمت معركة "طائفية" حول تدخل جهات من أجل التغيير داخل القناة القبطية (سي تي في) مما ادي الي معركة بين التيارات القبطية المختلفة انتهت بتفهم الجهات التي دفعت للتغيير لخطورة الامر فأرجأت الامر واستقال مقدمي برنامج" في النور" الجدد وعاد الشعار "اللوجو" الي وضعة السابق، كما يجري البعض قضية ازدراء اديان ضد الكاتب العلماني المستنير د خالد منتصر كونة انتقد الشيخ الشعراوي مما يهدد بحبسة علي غرار اسلام البحيري .
وفي فلسطين تم التوقف عن اطلاق النار بعد تدخل مصري وروسي بعد ان ادت الغارات الاسرائيلية الي 34 شهيد و111 جريحا في قطاع غزة .
وفي لبنان والعراق اشتدت رياح التغيير ايضا ضد الطائفية ، ولكن كما كما يبدو ان المناخ في مصر والعراق ولبنان والجزائر لايسمح بالتغيير كون قوة الطائفية لها ركائز ، حتي انه في الجزائر تم حبس متظاهر رفع راية امازيغية .
وفي تونس تم انتخاب الغنوشي رئيس النهضة الاخواني رئيسا للمجلس التشريعي، وسبقة قيس بن سعيد القريب من السلفيين رئيسا للبلاد ، وسط انباء عن عودة مئات الدواعش الي تونس.
ولكن سيظل اهم احداث الاسبوع هو استقبال ترامب لاوردغان في لقاء مهم ويترتب علية الكثير من الاحداث ، حيث استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اول امس الأربعاء، نظيره التركي رجب طيب أردوغان في البيت الابيض بواشنطن في زيارة تتزامن مع بدء الكونغرس الجلسات العامة من التحقيق ضمن آلية عزل الرئيس. وتباحث الرئيسان حول مواضيع خلافية كثيرة مثل الملف السوري وانسحاب القوات الكردية في سوريا والمنطقة الآمنة، ومصير المعتقلين الجهاديين والحلف الأطلسي، وعند استقبال أردوغان في البيت الأبيض صرح ترامب "نحن صديقان منذ أمد بعيد".
وفي المؤتمر الصحفي وعند سؤال ترامب بحضور أردوغان عن هذه الجلسات التي تشد الأنظار في الولايات المتحدة في الكونجرس حول عزلة، قال ترامب إنه "مشغول جدا" وليس لديه وقت لمشاهدتها منددا مجددا بـ "المؤامرة" التي تستهدفه.
ويتباهى ترامب بأنه يحسن التفاوض مع القادة المتسلطين، لكن مفاوضاته مع أردوغان في الأسابيع الأخيرة اتسمت بالفوضى وأثارت تساؤلات فعلية حول استدامة استراتيجيته في سوريا، وعقب إعلان ترامب سحب القوات الأمريكية المنتشرة على نقاط حدودية في شمال شرق سوريا، شنت أنقرة في التاسع من أكتوبر هجوما عسكريا على القوات الكردية السورية المدعومة من التحالف الدولي لتصدرها القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
ووجه ترامب حينها إلى أردوغان رسالة غير مألوفة النبرة بين الرؤساء، ختمها بالقول "لا تكن متصلبا، لا تكن أحمق".
و شدد ترامب اللهجة إزاء موجة الانتقادات الشديدة الموجهة إليه بما في ذلك من حلفائه، وهدد بـ"تدمير" الاقتصاد التركي وأمر بفرض عقوبات على تركيا، لكنه تراجع عنها بعد التوصل إلى اتفاق حول سوريا في منتصف أكتوبر الماضي .
انتقادات قاسية:
لكن التخلي عن الحلفاء الأكراد وترك فراغ على الساحة السورية ملأته روسيا أثارا غضب العديد من أعضاء الكونغرس من ديمقراطيين وجمهوريين على السواء.
وكتب أعضاء من الكونغرس من الطرفين في رسالة نشر نصها الإثنين "نعتقد أن الوقت غير مناسب لاستقبال الرئيس أردوغان في الولايات المتحدة، ونحضك على سحب دعوتك".
ويرى معارضو الزيارة أن استقبال أردوغان بمراسم حافلة في البيت الأبيض سيكون بمثابة هدية له تعزز موقعه.
كذلك أثارت مواقف ترامب والهجوم التركي توترا حادا داخل الحلف الأطلسي الذي يخشى عودة تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى الظهور.
وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشدة بعدم وجود أي تنسيق مع الولايات المتحدة حول هذا الملف، معتبرا أن الحلف الأطلسي في حالة "موت دماغي".
صواريخ روسية:
وعقد اللقاء بين ترامب وأردوغان عشية اجتماع للتحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" على مستوى وزاري في واشنطن، استجابة لطلب عاجل من وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان إثر إعلان سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا.
وعلاوة على الملف السوري، فإن المواضيع الخلافية كثيرة بين أنقرة وواشنطن.
فبالرغم من احتجاجات واشنطن، اشترت تركيا أنظمة صاروخية روسية مضادة للطائرات من طراز "إس 400". وردا على ذلك، استبعدت الولايات المتحدة تركيا من برنامج تطوير الطائرات المقاتلة إف-35 بالرغم من استثمارات أنقرة الطائلة في هذا المشروع.
وخلال ملاحظاته المقتضبة أكد ترامب أنه تم التطرق الى هذا الأمر خلال جلسة العمل مع أردوغان.
وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض روبرت أوبراين لشبكة "سي بي إس" الأحد إننا غاضبون للغاية. لا مجال داخل الحلف الأطلسي لشراء كميات ضخمة من الأسلحة من روسيا".
في المقابل، أعربت تركيا عن استيائها بعد تصويت مجلس النواب الأمريكي في نهاية أكتوبر على نص يعترف بـ"إبادة" الأرمن في ظل السلطنة العثمانية، وهو توصيف ترفضه تركيا.
وشهدت زيارة أردوغان الأخيرة إلى واشنطن في مايو 2017 مواجهات عنيفة بين جهاز حراسته ومتظاهرين مؤيدين للأكراد أمام مقر السفير التركي في واشنطن.
ووجهت النائب الجمهورية ليز تشيني رسالة إلى وزير الخارجية مايك بومبيو تطلب منه فيها منع أي شخص يرافق الرئيس التركي في زيارته وشارك في "الهجوم على مواطنين أمريكيين كانوا يتظاهرون سلميا" من الدخول إلى الولايات المتحدة.
وكتبت في الرسالة أن "استخدام نظام أردوغان العنف أينما كان أمر لا إنساني وغير مقبول".
ووسط محاولات تركيا تحسين مظهرها بترميم كنيسة ارمينية ، تصدرمطرانية الأرمن الأرثوذكس لأبرشية حلب وتوابعها البيان الاتي :
(نريد أن نعلم رعيتنا حول ما تداولته وسائل إعلام تركية عن إجراء مراسم الصلاة في كنيسة الصليب للأرمن الأرثوذكس الموجودة في مدينة تل أبيض المحتلة حاليا من قبل تركيا ما يليأولاً: إن مطرانية الأرمن الأرثوذكس لأبرشية حلب وتوابعها ترفض رفضاً قاطعاً أية مبادرة تركية لترميم كنيسة الصليب في مدينة تل أبيض وإقامة طقوس كنسية هناك للاعتبارات التالية:
لدى شعبنا خلاف مع الجانب التركي حول الاعتراف بالإبادة الجماعية الأرمنية من قبل تركيا والتي لم تحل حتى الآن.
-الآلاف من كنائسنا الموجودة في تركيا تعاني منذ أكثر من مئة عام من الإهمال التركي، وفي حالة يرثى لها، وهي آيلة إلى الدمار، إلا أن الدولة التركية لم تحرك ساكنا طوال السنوات للحد من هذا الأمر.
-تتواجد أيضا العديد من كنائسنا الأرمنية في مناطق سورية أخرى تقع ضمن سيطرة الطرف التركي أو الجماعات الخاضعة لها، مثل كنائس رأس العين واليعقوبية، وبالتالي فإن أسباب الاهتمام الخاص بالكنيسة الأرمنية في تل أبيض تثير التساؤلات
- تل أبيض جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية، وهي محتلة حاليا من قبل تركيا. وإلى أن يتم تحريرها بالكامل لا يمكن القيام بالطقوس داخل الكنيسة الأرمنية
ثانيا: خلال سنوات الحرب تعرضت كنيسة الصليب التابعة لمطرانية الأرمن الأرثوذكس لأبرشية حلب وتوابعها للتدنيس من قبل العديد من المجموعات الإرهابية المسلحة. لا يمكن القيام هناك بأية طقوس كنسية إلا بعد تحريرها وإعادة تقديس الكنيسة ورجوع ابناءها، وإلا فإن ما يجري هناك في مدينة محتلة يعتبر تطاولا لأغراض دعائية بحتة.
ديوان مطرانية الأرمن الأرثوذكس لأبرشية حلب وتوابعها
حلب، الواقع في ١٣ تشرين الثاني ٢٠١٩
وهكذا يموج الاسبوع بالاحداث مصريا واقليميا ولكن كلها تؤكد ان الشعوب والاقليات ترفض الطائفية ولكن التحالفات الدولية والانقسام الامريكي الامريكي بين الديمقراطيين في الكونجرس والجمهوريين في الشيوخ يهدد بعدم فاعلية قرار الكونجرس ادانة تركيا في مذابح الارمن علي اهمية القرار معنويا ، وربما تؤدي تلك التحالفات الي نجاح تركيا في اقامة شريط حدودي من الاخوان المسلمين والارهابيين في شمال سوريا والتهديد بالحروب الاهلية في لبنان والعراق .