الأقباط متحدون | اكتشافات ألفين وحداشر (4)
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٤٩ | الاربعاء ١ فبراير ٢٠١٢ | ٢٣ طوبة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٥٧ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

اكتشافات ألفين وحداشر (4)

الاربعاء ١ فبراير ٢٠١٢ - ٥١: ٠٨ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

اكتشفنا أن الفساد فى المجتمع المصرى كان أكبر من النظام السابق وأقوى من الثورة التى جاءت بعده.

 

بقلم: منير بشاى

هذه هى الحلقة الرابعة والأخيرة من سلسلة المقالات تحت عنوان "اكتشافات الفين وحداشر". وقد سبق ان ذكرنا أن عام 2011 كان عاما مصيريا فى تاريخ مصر قد كشف لنا القناع عن حقائق كانت موجودة ولكنها كانت غائبة عنا. وكانت أولى هذه الحقائق اتضاح أن أقباط مصر لهم صوت ووجود وحقوق، والثانية ان الحاكم السابق كان ظاهرة صوتية..يزأر ولكنه لا يقدر على الافتراس، والحلقة الثالثة ان التيارات الاسلامية لم تكن نباتات برية يسهل اقتلاعها بل أشجار راسخة متعمقة فى التربة المصرية. واليوم نأتى الى تهاية هذه السلسلة.
 

كان الرئيس مبارك يفتخردائما بوصف عصره انه زمن الانجاز الأعظم فى تاريخ مصر منذ عصر محمد على. وقد رد على هذا الزعم الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فى كتابه الجديد "مبارك وزمانه..من المنصة الى الميدان" حيث قال: اذن كيف يمكن تفسير الاحوال التى ترك مبارك مصر عليها؟ وهى أحوال تفريط وانفراط للموارد والرجال، وتجريف للثقافة والفكر، حتى انه حين أراد أن ينفى عزمه على توريث حكمه لابنه، رد بحدة على أحد سائليه وهو أمير سعودى تواصل معه من قديم قائلا بالنص تقريبا:" يا راجل حرام عليك، ماذا أورث ابنى..أورثه خرابة؟؟" واضاف هيكل أن الأمير السعودى لم يسأل مبارك متى وكيف تحولت مصر الى خرابة، حسب وصفه، وهل تولى حكمها وهى على هذا الحال، واذا كان ذلك فماذا فعل لاعادة تعميرها طوال ثلاثين سنة؟ وهى فترة تزيد مرتين عما أخذته بلاد الصين والهند والملايو لكى تنهض وتتقدم.
 

نظرة سريعة لأحوال مصر فى عهد مبارك، بحسب ما تسمح به مساحة هذا المقال المحدودة، تجعلنا ندرك مدى الفساد الذى عم جمبع مرافق مصر:

· الفساد الاقتصادى الذى خلق طبقة جديدة من أصحاب المليارات معظمهم من بين اسرة الحاكم وجهازه وأصدقائه والمقربين اليه. هؤلاء وصلوا الى الثراء الفاحش عن طريق الحصول على عمولات من الصفقات التى يبرمونها باسم الدولة. هذا بالاضافة الى اشتراكهم فى تقسيم مساحات من الأراضى المصرية وشرائها بأبخس الأثمان ثم بعد ذلك يعودوا الى بيع أجزاء منها بسعر السوق. نفس المبدأ تم فى عملية الخصخصة حيث تمكن هؤلاء من شراء شركات القطاع العام بسعر رمزى ثم بيعها بأضعاف ثمنها. فى المقابل ظهرت طبقة معدمة من الذين يعانون البطالة أو محدودية الدخل أمام ارتفاع الأسعار.

· الفساد الادارى من تبنى مبادىء الكذب والتلفيق والتزوير. فكانت الحكومة تقرر كيف ستكون نتيجة الانتخابات مقدما ثم تكلف عصابات الحزب الوطنى بتزوير الانتخابات لتحقيق ما تريد.

· الفساد الأمنى من تعذيب واهانة المواطنين داخل أقسام البوليس والمعتقلات. وتلفيق التهم ضد من تريد ان تضع عليهم مسئولية جرائم معينة.
 

· الفساد التعليمى بحيث لم تصبح مدارسنا معاهد للتربية أو التعليم. وفى ضوء تدنى مرتبات المدرسين واساتذة الجامعات لجأوا لتعويض هذا عن طريق الدروس الخصوصية. وضاعت فرصة محدودى الدخل فى الحصول على تعليم مقبول لأبنائهم. وتدنى مستوى جامعاتنا وفقدت اعتراف العالم الخارجى بها

· الفساد الاسكانى اذ اصبح الحصول على مسكن خارج مقدرة غالبية الناس. وظهرت المساكن العشوائية التى تبنى من غير رقابة هندسية لضمان مطابقتها لقواعد البناء ودون توفير الخدمات الصحية مثل الصرف والمياه النظيفة. ومشكلة الاسكان ساهمت فى تأخر سن الزواج وانتشار ظاهرة العنوسة.

· الفساد الصحى من انتشار الأوبئة والأمراض الناتجة عن تلوث البيئة مثل فيرس سى الكبدى وامراض الرئة والمعدة وغيره.

· فساد المواصلات بعدم وجود مواصلات عامة تكفى للعدد المتزايد من السكان، واهمال اصلاح الشوارع وبناء الكبارى ومد الطرق اللازمة لتخفيف حدة الزحام

· الفساد الاجتماعى وانتشار ظاهرة أولاد الشوارع الذين اساءوا الى صورة المجتمع المصرى فكثر التسول وازدادت الجريمة مثل النشل والسرقة وانتشرت الدعارة. كما انتشرت البلطجة وقطع الطرق والخطف وفرض الاتاوات.

· الفساد الدينى وانتشار التعصب والكراهية الدينية وارتكاب اعمال العنف ضد الآقليات الضعيفة مثل المسيحيين التى أصبحت هدفا لترويع المتشددين فزادت الاعتداءات على أشخاصهم وكنائسهم ومتاجرهم وبيوتهم. وازدادت ظاهرة خطف البنات الأقباط وتحويلهم قسرا الى الاسلام.

· الفساد الوظيفى فاصبحت لا تستطيع ان تنجز أى عمل فى المكاتب الحكومية الا بعد تقديم الرشوة الى الموظف الذى أصبح يعتمد عليهاا كمصدر رئيسى للدخل.
 

 

عندما قامت ثورة 25 يناير 2011 كان الشعب يطمع ان تؤدى الى تغييرأحوالهم للأفضل. ولكن شباب الثورة الذين نجحوا فى اسقاط رؤوس النظام لم ينجحوا فى تغيير النظام ذاته. فالشباب الحديث السن والمحدود الخبرة لم يكن فى امكانه ان يستلم الحكم ويقوم بتنفيذ أجندة الثورة. وكانت النتيجة أنهم سلموا الثورة لنفس رجال النظام السابق ليقوموا بالاصلاح عوضا عنهم. وبعد سنة من مرور الثورة ما يزال الفساد يكتم على انفاس مصر.

والأمل الآن معقود على ثورة تصحيح واصلاح تحطم ما بقى من نظام مبارك الفاسد وتبنى مصر على أساس جديد. ولكن مهما حدث فلا يملك أحدنا رفاهية التشاؤم، وليس أمامنا من خيار سوى أن نأمل فى الله ورحمته، مع الحذر من غدر الزمان.. والإنسان...

Mounir.bishay@sbcglobal.net




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :