الأقباط متحدون | أول قسيسة مصرية تتحدث لـ روزاليوسف: آن زكى: الله دعانى.. فلبيته!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١١:٥٥ | الاربعاء ١ فبراير ٢٠١٢ | ٢٣ طوبة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٥٧ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

أول قسيسة مصرية تتحدث لـ روزاليوسف: آن زكى: الله دعانى.. فلبيته!

روزاليوسف - كتبت: ميرا ممدوح | الاربعاء ١ فبراير ٢٠١٢ - ٢٤: ٠٣ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

 آن إيميل زكى - 35 عاماً - هى أم لأربعة أطفال يحملون جميعاً الجنسية الأمريكية، لكنها أصرت بعد أن أنهت دراستها اللاهوتية على أن تكون أول امرأة مصرية ترسم «قسا»!

«آن» حضرت إلى القاهرة، بعد أن أمضت 13 عاما بالولايات المتحدة حصلت خلالها على ماجستير فى علم الاجتماع السياسى، فضلا عن استكمال دراستها اللاهوتية، لتضع نفسها على رأس الأحداث، كأول «قس» امرأة فى مصر.. وترى آن، التى التقتها «روزاليوسف» أن الفضل فى اتخاذ القرار لمجمع القاهرة الإنجيلى وليس لها.. فالمجمع اتخذ قرارا تاريخيا صحح به ما سبقتنا إليه دول نامية أخرى.

وتؤكد آن أن المجتمع المصرى يسير نحو الديمقراطية بخطى ثابتة، تراعى حقوق الإنسان.. وحرية الاعتقاد والعبادة، إذ تكاتفت كل القوى لتضع البلاد على المسار الصحيح.

* سألناها: كيف راودتك فكرة أن ترسمى «قسا»؟

فقالت: فى البداية تقدمت بطلبى بعد دراسة استمرت عاما فى الفكر اللاهوتى الإنجيلى لأعرف مدى صحة هذه الخطوة من عدمها.. ووجدت أنه لا يوجد ما يمنع من رسامة المرأة قسا، ولكن المشكلة أنه لم يتقدم أحد بطلب لمناقشة الأمر.

وفى العقيدة المسيحية الرسامة قسا هى دعوة من الله.. وقد علمنا الكتاب المقدس أنه عندما تأتى هذه الدعوة علينا أن «نترك كل شىء ونتبعها».. وقد سمعت هذا الصوت بداخلى ولذلك تقدمت بالطلب للمجمع لمناقشته.

فالدعوة هى الأساس فى الخدمة عند كل شخص، إلى جانب المواهب المختلفة التى يعطيها الله للأشخاص، والتى تساعدهم على أداء خدمتهم بشكل جيد؛ كما أن هناك العديد من الدول التى سبقتنا فى هذا مثل إندونيسيا التى ترسم المرأة قسا منذ عام 1962 وكوريا وأفريقيا وأمريكا.. وقد كانت الكنيسة الإنجيلية المصرية تستقبلهم فى كنائسها.. فالفكرة مقبولة إذا.. فلماذا لا يتم رسامة المرأة المصرية؟!

* وماذا عن رد فعل أسرتك؟

- زوجى - وهو أمريكى - تفهم رغبتى فى خدمة بلدى، وخاصة بعد أن عدنا لمصر العام الماضى.. ورأينا الثورة.. وشجعنى على دراسة الفكرة جيدا، كما أنه شخص مؤمن.. ولذلك فهو مقتنع بالدعوة التى وجهت لى من الله، ولذلك يساعدنى ويعضدنى كثيرا.

* ولكن ألم تخافى من الانتقادات التى قد توجه لك وللكنيسة الإنجيلية أيضا؟

- أحب أن أوضح أن القرار اتخذه المجمع بعد مناقشة استمرت ساعتين ليخرجوا بهذه النتيجة التاريخية.. وتمت مناقشة الطلب من جميع النواحى، وبالنسبة لى ففكرة الخوف من رفض المجتمع لى غير موجودة أساساً.. لأنى تربيت فى أسرة من «القساوسة».. فوالدى وجدى «قسيسان» بالكنيسة الإنجيلية، كما أنى ولدت وعشت أولى سنوات حياتى بإحدى قرى محافظة قنا ثم انتقلنا إلى القاهرة وعمرى أربع سنوات لنستقر بحى القللى.. بالإضافة إلى أنى أثناء تحضيرى لرسالة الماجستير بكلية اللاهوت الإنجيلية تعاملت مع مختلف طبقات المجتمع المصرى، ولم أشعر أثناء تعاملى معهم أنهم يعاملوننى باختلاف لكونى امرأة.. وبالتالى أنا على علم بمدى قابلية المصريين لرسامتى قسا.

والتفريق فى المعاملة على أساس الجنس هى فكرة مدنية فى الأصل، وليست خاصة بالقرى، وذلك لأن المرأة فى القرية لها دور أساسى فى رعاية الأسرة ومساعدة الزوج كما أنه توجد أسر ترعاها سيدات؛ الأمر نفسه يحدث داخل الخدمة بالكنيسة.. فالمرأة مسئولة عن معظم الخدمات بها وتؤديها بنجاح، فيما عدا خدمة المعمودية والمائدة.. وخدمة الأحد المقصورة على القس.

* وماذا عن رد فعل الطوائف المسيحية الأخرى؟

- أثناء المناقشة قمت بعرض رؤية لاهوتية وعقائدية تثبت حق المرأة فى الرسامة قسا طبقا للفكر اللاهوتى الإنجيلى.. فالعلاقة بين الرجل والمرأة تقوم على أساس التناظر والتساوى والتكافؤ فى القيمة أمام الله، لأنهما مخلوقان على صورة الله هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى قال الرب الإله: «ليس جيدا أن يكون آدم وحده فأصنع له معينا نظيره» «تك 2:18» فالمرأة تعادل الرجل فى القيمة، وهى ليست أقل منه، ليست هناك دونية للمرأة وسمو للرجل، بل هما متساويان.

ولكن بعد سقوط آدم وحواء فى الخطية شوهت صورة الله الطاهرة التى خلق الإنسان عليها، وشوهت علاقة الإنسان بنفسه وبالآخر، وحدث خلل فى ميزان القيم، وأوجدت الفروق فى القيمة بين الرجل والمرأة، وخضعت العلاقة بينهما لقيم المجتمع التى كانت تختلف من مجتمع لآخر ومن عصر لآخر، فبعض الحضارات أرست مبادئ المساواة وحرية المرأة وإنسانيتها وكرامتها، والبعض الآخر انتهك هذه الحقوق.

وهكذا اتسمت العلاقة بين الرجل والمرأة بسمات تختلف عما قبل السقوط، ومنها: سلطوية الرجل. إذ تحولت علاقة المساواة والتكافؤ فى القيمة أمام الله إلى علاقة التسلط والسيادة من جانب الرجل على المرأة.. ولكن عندما جاء السيد المسيح أعاد للإنسان الصورة التى خلق عليها وشوهتها الخطية.

وقد عامل المسيح المرأة كإنسان، وقبل عبادتها وسمح للنساء بالحضور إلى تعليمه، وكان من النسوة تلميذات تبعن يسوع وكن يخدمنه من أموالهن، وقد قبل المسيح خدمتهن. وامتدح المسيح المستوى الروحى المتسامى لنساء كثيرات وتعامل مع النساء على قدم المساواة مع الرجال، فقد جاء بثورة على المفاهيم الخاطئة ضد المرأة وكان رائدا للتنوير.

وقد كانت هناك شخصيات نسائية، كان لهن دور كبير فى قيادة شعب الله مثل مريم وأخت موسى ودبورة التى كانت قاضية ونبية وحملت رسالة الرب إلى شعبها وكان لها دور قضائى سياسى عسكرى، وخلدة النبية التى تنبأت أيام الملك يوشيا، وكانت نبية ظاهرة ومعروفة بجوار النبيين إرميا وصفنيا، وليديا التى كانت أول امرأة آمنت بالمسيح فى قارة أوروبا، فتح الرب قلبها، ومن خلالها فتح باب كل أوروبا، ولذلك فإن الخدمة الإلهية لم تكن حكرا على الرجال فقط، بل للنساء أيضا.

* وماذا عن الوضع السياسى فى مصر الآن؟

- عندما أتيت إلى مصر فى مارس 2011 تفاجأت بالطاقات الشابة التى نزلت الميدان للمطالبة بالعدالة الاجتماعية، ومراعاة حقوق الإنسان.. وهذه الطاقات هى التى شجعتنى أكثر على الاستمرار فى خوض التجربة.

وجود الإسلاميين لا يرهبنى، خاصة أن للمرأة دورا كبيرا فى الثورة.. وأى مسئول أيا كانت انتماءاته السياسية أصبح يعى جيدا أن الشعب الذى ثار على الظلم والقهر والفساد لن يعطى فرصة لأحد فى استغلاله أو التلاعب به مرة أخرى.

بالإضافة إلى أن النظام السابق كان يغذى شعور الخوف من الإسلاميين عند الشعب المصرى، خاصة عند الأقباط والعلمانيين، حتى يصبح هو حصن الأمان لهم من الإسلاميين، والتجربة وحدها هى التى سوف تثبت وتوضح نية الإسلاميين وقدرتهم على الارتقاء بالبلاد، ومراعاة حقوق الإنسان وحرية الاعتقاد والعبادة.

وعلى المصريين التكاتف سويا لبناء مصر وعدم الانقسام على أساس دينى أو طبقى أو حسب الجنس حتى نعبر بمصر إلى بر الأمان.

* ما رأيك فى دور الكنيسة المصرية أثناء ثورة 25 يناير؟

- لابد أن نعترف أن النظام السابق تسبب فى عزلة الأقباط داخل جدران الكنيسة ومحو مشاركتهم السياسية، وأصبحت الكنيسة هى الملجأ الوحيد والأمان بالنسبة لهم، كما أنها أصبحت المتحدث الوحيد باسمهم فى كل القضايا سواء كانت سياسية أو اجتماعية.. ولكن الشباب بخروجهم يوم 25 أعلنوا عدم انسياقهم وراء تعليمات الكنيسة، وحطموا هذه الجدران التى كانت تعزلهم، ليعلنوا استقلالهم السياسى.. وليثبتوا أنهم مؤهلون للعمل السياسى الجاد وقدرتهم على التعبير عن آرائهم بأنفسهم دون الحاجة لأحد يمثلهم أو يتحدث نيابة عنهم.. وهناك بشكل عام طاقات شابة يجب تشجيعها وتوجيهها بما يخدم مصلحة البلاد، لتصبح مصر رائدا فى احترام حقوق الإنسان والأديان.. ويصبح مستقبلنا مشرفا مثلما كان تاريخنا القديم.

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :