حقق العديد من الإنجازات الطبية التي لم يسبقه لها أحد.. وحصل على الكثير من الجوائز والأوسمة
كتب - نعيم يوسف
بيديه وضع الله سرًا من أسرار الكون لشفاء "القلوب التعبانة".. ورغم الهجوم الشديد الذي يتعرض له إلا أنه يجول يشفي القلوب في كل مكان حطت به قدماه.. وبينما كان السياسيين في مصر في عصر حكم جماعة الإخوان المسلمين يتحدثون عن الحرب مع أثيوبيا، بطريقة مازالت تعاني منها مصر حتى الآن.. كان هو يصنع السلام هناك في صمت.. دون أن يُطلب منه ذلك.. ودون أن حصل على أجر.. إنه البروفيسور مجدي يعقوب.. ملك القلوب، ورسول السلام، والذي تحل اليوم ذكرى ميلاده الـ84.
من عائلة قبطية في الشرقية
في 16 نوفمبر عام 1935، تلقت عائلة قبطية تعيش في مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، وتنحدر في الأصول من محافظة المنيا، خبرًا سارًا بقدوم طفل جديد إلى الحياة، وهو الطفل "مجدي حبيب يعقوب"، وقد اهتمت عائلته بتعليمه حتى تخرج من كلية الطب بجامعة القاهرة، ونظرا لعشقه الشديد للطب، سافر إلى الولايات المتحدة لاستكمال تعليمه، وحصل فيما بعد على زمالة كلية الجراحين الملكية بلندن.
مسيرة مستمرة
مسيرة "ملك القلوب"، استمرت ولم تتوقف فقد عند تلقي التعليم، بل امتدت لتشمل البحث فيما هو جديد في هذا المجال، وأنشأ مركز مجدي يعقوب للقلب بأسوان، عام 2009، والذي يزوره كل فترة يجري خلالها العديد من عمليات القلب المفتوح بالمجان، وأعلن العام الماضي أنه سيتم إنشاء مركز جديد لجراحة القلب على غرار مؤسسة مجدى يعقوب بأسوان فى العاصمة الإدارية الجديدة.
جوائز مستحقة لملك القلوب
حصل "يعقوب" على العديد من الجوائز المحلية والعالمية، حيث حصل عام 2011، على وسام قلادة النيل العظمى لجهوده الوافرة والمخلصة في مجال جراحة القلب وقد استلمها بنفسه في حفل خاص أقيم على شرفه، وحصل على ألقاب ودرجات شرفية من كلاً من جامعة برونيل وجامعة كارديف وجامعة لوفبرا وجامعة ميدلسكس (جامعات بريطانية) وكذلك من جامعة لوند بالسويد وله كراس شرفية في جامعة لاهور بباكستان وجامعة سيينا بإيطاليا، ومنحته الملكة إليزابيث الثانية لقب فارس في عام 1966 ويطلق عليه في الإعلام البريطاني لقب ملك القلوب.
حياته الشخصية
على المستوى الشخصي، هو متزوج من السيدة ماريان يعقوب، ولديه منها "أندرو، ليزا، وصوفي"، وقد عمل طبيبا في مستشفة الصدر بلندن، وكان ذلك عام 1962، وبعدها انتقل إلى مستشفى هارفيلد، ثم عمل مديرا لقسم الأبحاث العلمية والتعليم منذ عام 1992، وعُين في عام 1986، أستاذاً في المعهد القومي للقلب والرئة.
إنجازات طبية مستمرة
لم يحصل "يعقوب" على لقب "ملك القلوب" من فراغ، بل نتيجة تعب ومجهود وإنجازات حققها خلال حياته، ومنها على سبيل المثال إجراء عملية نقل قلب للمريض "دريك موريس"، عام 1980، والذي أصبح أطول مريض نقل قلب أوروبي على قيد الحياة حتى موته في يوليو 2005، وفي عام 1983، أجرى عملية زرع قلب أخرى دخل بسببها موسوعة جينيس كأطول شخص يعيش بقلب منقول وذلك لمدة 33 عام حتى توفى جون في 2016، وعندما أصبح في سن الـ65 من عمره، اعتزل العمليات الجراحية، ولكن في عام 2006، عاد ليقود عملية معقدة تتطلب إزالة قلب مزروع في مريضة بعد شفاء قلبها الطبيعي، وكان الأمر يتطلب إزالة القلب الذي كان قد زرعه مجدي يعقوب بنفسه في عملية سابقة، كما قاد فريقا علميا لتطوير صمام للقلب باستخدام الخلايا الجذعية، الأمر الذي سيسمح باستخدام أجزاء من القلب تمت زراعتها صناعياً في غضون ثلاثة أعوام، ونجحوا في استخراج الخلايا الجذعية من العظام وزرعها وتطويرها إلى أنسجة تحولت إلى صمامات للقلب، وبوضع هذة الخلايا في بيئة من الكولاجين تكونت إلى صمامات للقلب بلغ طولها 3 سنتيمتر.
يجول يصنع السلام
قام "يعقوب" بدور حمامة ورسول السلام والإنسانية بين مصر وأثيوبيا وقام بإجراء عمليات جراحية للأطفال الأثيوبيين، في الوقت الذي كانت فيه العلاقات المصرية - الأثيوبية في أشدها توترًا.
مجدي يعقوب والإرهابيين والتكفيريين
تعرض للكثير من الهجوم والتكفير من التيارات الإسلامية، وردا على ذلك قال إنه يؤمن بالإنسانية وخدمتها وحبها، ولكن التفرقة ومسألة الجنة والنار لا تدخل في حساباته، مشددًا على أن الإنسانية جزء من الدين، معقبا: "مبفكرش في الموضوع ده خالص.. والحقيقة بتبان".
وكشفت تقارير صحفية، أن "يعقوب" عالج أحد المدانين في جرائم الإرهاب بقتل أقباط، بطلب من وزارة الداخلية، وعندما رآه الإرهابي تملكه الرعب والفزغ لأنه مسيحي، ولكن "ملك القلوب" قام بدوره وعالجه ورفض تلقي أتعاب على ذلك، بل تحمل نفقات علاجه في المستشفى، وقال حينها: "أنا لا أحاسبهم على ما فعلوه، ولكن مهمتي شفاء الناس".