سلّطت الصحف الإسرائيلية، اليوم الأحد، الضوء على ذكرى مرور 150 عامًا، لإنشاء قناة السويس المصرية، وتحدثت عن أهميتها الاقتصادية الكبرى، والتي منحت مصر السبل لتغيير موازين القوى حول العالم.
وأضافت الصحف العبريّة أن قناة السويس نعمة اقتصادية، وواحدة من أكبر المؤسسات الهندسية في التاريخ، وأنه لا يمكن إقامة مثل هذه المشاريع سوى في مصر، موضحةً أنها أحدثت ثورة في مجال الملاحة البحرية.
◘ موقع "واللا"
أكد موقع "واللا" الإسرائيلي أن قناة السويس تعد واحدة من أكبر المؤسسات الهندسية في التاريخ: "من المناسب إقامة مثل هذه المشروعات في مصر فقط، خاصةً أنها تحتوي على الهرم الأكبر، المَعْلم الوحيد الذي لا يزال موجودًا من عجائب الدنيا السبع.. واليوم القناة تسيطر على 10% من حركة الملاحة حول العالم".
ورصد واللا، في تقرير الأحد، مراحل تخطيط مصر، منذ عصر الفراعنة، لإنشاء قناة وربط البحرين الأحمر والمتوسط، بدءًا من قناة "سنوسرت الثالث" والتي كانت أول قناة مائية لربط البحرين عن طريق نهر النيل، مرورًا بسيطرة بريطانيا عليها، وإعلان الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر تأميمها.
أضاف أن مصر أصبحت ذات أهمية استراتيجية هائلة، خاصةً في مجال القوة البحرية، بعد أن قصرت القناة المساحة بشكل كبير بين أوروبا وآسيا، وذلك رغم العقبات التي مرت بها الشركات التي كانت تملك أسهمًا فيها خلال عصر الاحتلال الفرنسي والإنجليزي.
◘ صحيفة هآرتس
قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الأحد، إن قناة السويس تعد نعمة اقتصادية، خاصةً لمصر، مشيرةً إلى أنها ذات تأثير قوي وإيجابي على حركة الملاحة التجارية حول العالم.
وأضافت، في تقرير لها، أن قناة السويس تعد منشأة هندسية مثيرة للإعجاب، إضافة إلى أنها أحدثت ثورة في حركة البضائع والسفن، مؤكدةً أن القناة المصرية، وما لها من أهمية، شكّلت نهاية الترتيب القديم لقوى العالم.
◘ إسرائيل ديفينس
قالت مجلة إسرائيل ديفينس العبرية، إن قناة السويس أصبحت شريان الحياة، وكذلك رمزًا للحروب التي اندلعت بين إسرائيل ومصر.
وأضافت، في تقرير لها اليوم الأحد، أن القناة اكتسبت مكانة كبرى في التاريخ الإقليمي، مؤكدةً أنها غيرت أوجه الجغرافيا والتاريخ حول العالم، موضحةً أنه في أواخر القرن التاسع عشر، كان لها تأثير كبير على القوى الاستعمارية، وكذلك النظرة العالمية تجاهها كمؤسسة عالمية، وأنها أثرت على إسرائيل في النصف الثاني من القرن الماضي، وكانت رمزًا للحروب التي اندلعت بين تل أبيب والقاهرة.
وأكدت أن الأهمية الضخمة للقناة تظهر في تجنيب السفن التي تُبحر بين آسيا وأوروبا الاتجاه إلى "رأس الرجاء الصالح"، كما أنها تربط المحيطين الأطلسي والهادي، ومن ثم فهي توفر وقت رحلات السفن، وكذلك تجعل الطريق الذي تقطعه أقصر.
◘ تسيطر على 10% من ملاحة العالم
تابعت "تشكّل القناة الآن الخط الفاصل بين القارة الآسيوية والقارة الإفريقية، كما أنها مثلت الحدود بين مصر وإسرائيل خلال الفترة ما بين حرب عام 1967، وحرب أكتوبر 1973، لحين غادرتها تل أبيب في اتفاق منفصل بين إسرائيل ومصر، تم توقيعه في عام 1974".
وأشارت إلى أن الرحلة البحرية عبر القناة تتخذ وقتًا ما بين 11 و16 ساعة، قائلة إنها تشهد مرور نحو 80 سفينة في اليوم الواحد، وكذلك مرور حوالي 20 ألف سفينة خلال العام الواحد، أي أن نحو 10% من حركة السفن حول العالم تتم عبرها.
وتطرقت إلى قناة السويس الجديدة، التي شيدتها مصر وتم افتتاحها في أغسطس 2015، موضحةً أنها تهدف إلى جعل المرور في القناة بالاتجاهين، وأن المشروع تم إطلاقه بالتزامن مع خطط لبناء ستة أنفاق جديدة تحت القناة، وتحويل مساحة تبلغ 76 ألف كيلومتر مربع على ضفتي القناة إلى مركز لوجستي وتجاري وصناعي دولي، وكذلك لخلق مليون فرصة عمل.