تطلق منظمة الأغذية والزراعة "فاو"، اليوم ولمدة أسبوع، حملة للتوعية بمخاطر المضادات الميكروبات الحيوية، وتشمل الإساءة والإفراط في استخدامها، ما يمكن أن يؤدي ذلك إلى فشلها وتطور الميكروبات المقاومة لهذه العلاجات المنقذة للحياة.

ويُقَدَّر أن حوالي 700 ألف شخص يموتون كل عام من الالتهابات التي تسبّبها مقاومة الميكروبات للأدوية، فضلا عن عدد لا يحصى من الحيوانات المريضة قد لا تستجيب للعلاج، وتُعتَبر هذه الظاهرة خطراً عالمياً كبيراً على الصحة العامة وسلامة الأغذية وأمنها، فضلا عن سبل العيش والإنتاج الحيواني والتنمية الاقتصادية والزراعية.

وأدى تكثيف الإنتاج الزراعي إلى زيادة استخدامها، وهو استخدام من المتوقّع أن يتضاعف بحلول عام 2030، فمضادات الميكروبات مهمة لعلاج الأمراض الحيوانية والنباتية، لكن لا يجب استخدامها إلاّ عند الحاجة وبمسؤولية.

ونستعرض أهم ما يتعلق بمخاطر المضادات الحيوية، وفقا لتقارير منظمة الأغذية والزراعة "فاو":

* كيف يمكن للميكروبات أن تقاوم الأدوية؟
توصف مقاومة مضادات الميكروبات بالظاهرة طبيعية، حيث تفقد الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا والفيروسات والطفيليات والفطريات حساسيتها إزاء تأثير الأدوية المضادة للميكروبات، مثل المضادات الحيوية، التي كانت فعالة من قبل في علاج العدوى، أي يمكن أن يؤدي استخدام مضادات الميكروبات إلى تطوير مقاومة الميكروبات للأدوية.

وكلما زاد استخدام مضادات الميكروبات، كلما زاد احتمال تطوير الكائنات الحية الدقيقة للمقاومة، ويزيد سوء استخدام مضادات الميكروبات والإفراط في استخدامها من تعجيل هذه العملية، وتشمل أمثلة سوء الاستخدام استخدامَ جرعة غير صحيحة أو إعطاء مضادات الميكروبات بتواتر خاطئ أو لمدة غير كافية أو مفرطة.

* ما هي مخاطر مقاومة الميكروبات للأدوية؟
تؤدي هذه الظاهرة إلى خفض فعالية الأدوية، مما يجعل من الصعب معالجة الالتهابات أو الأمراض، وترتبط بارتفاع معدل الوفيات والأمراض لفترات طويلة لدى الناس والحيوانات، وخسائر الإنتاج في الزراعة والثروة الحيوانية وتربية الأحياء المائية، وهذا يهدد الصحة العالمية وسبل المعيشة والأمن الغذائي، كما تزيد مقاومة الميكروبات للأدوية من تكلفة العلاج والرعاية.

* كيف تؤثر مقاومة الميكروبات للأدوية على صحة الحيوانات البرية والمائية؟
تعد مضادات الميكروبات ضرورية لصحة الحيوانات ورعايتها وإنتاجيتها، وتسهم في الأمن الغذائي وسلامة الأغذية والصحة العامة، وتستخدم مضادات الميكروبات في الإنتاج الحيواني لعلاج الأمراض الحيوانية (بما في ذلك الأمراض التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر)، لكن أيضا كإجراء للوقاية من الأمراض، ويتم استخدام مضادات الميكروبات بشكل روتيني وعلى نطاق واسع لزيادة معدلات نمو الحيوانات.

وهذا النوع من الإفراط في استخدام مضادات الميكروبات وسوء استخدامها يمكن أن يعجّل في ارتفاع معدل تطوير مقاومة الميكروبات للأدوية، ما يؤدي إلى تقليل فعالية الأدوية وفقدان خيارات العلاج، وفي مثل هذه الحالات من فشل العلاج، يمكن أن ترتفع معدلات الأمراض الحيوانية ويزيد عدد الوفيات، وأن تتعرض سلامة الأغذية للخطر، كما أن بقايا مضادات الميكروبات والكائنات الحية الدقيقة المقاومة للميكروبات في النفايات الحيوانية تلوث التربة والمياه أيضا، مما يسهم كذلك في ظهور وانتشار مقاومة الميكروبات للأدوية.

* ماذا تعني مقاومة الميكروبات للأدوية بالنسبة لسلامة الأغذية؟
يتعيّن اتّباع ممارسات النظافة الصحية في الزراعة، وفي إنتاج الأغذية، وتجهيزها وتوزيعها، للحفاظ على سلامة الأغذية والتقليل إلى أدنى حد من انتقال مقاومة الميكروبات للأدوية من خلال السلسلة الغذائية إلى الناس.

يمكن أن يكون العلاج من الكائنات المقاومة للأدوية أكثر صعوبة وأكثر تكلُفة، وإذا لم يتم استخدام المضادات الحيوية بشكل مناسب، يمكن أن تشكل بقايا مضادات الميكروبات في الغذاء أيضا المخاطر الصحية للمستهلكين.

لا تشكل الكائنات المجهرية للعقاقير المضادة للبكتيريا في نظم الإنتاج الزراعي وسلسلة الأغذية تحديا رئيسيا للصحة العامة فحسب، بل تمثل أيضا تهديدا محتملا للتجارة والاقتصاد العالمي.

* ما هي أهم التحديات في مكافحة مقاومة الميكروبات للأدوية في مجال الأغذية والزراعة؟
يعد التحدي الاكبر هو تنفيذ ممارسات زراعية أكثر استدامة للوقاية من العدوى للحيوانات والمحاصيل الصحية وتقلّل من الحاجة إلى مضادات الميكروبات، كما أنه لا توجد لوائح أو رقابة في جميع البلدان لضمان الاستخدام المسؤول لمضادات الميكروبات في إنتاج الحيوانات والمحاصيل.

وكذلك لا توجد الكائنات الحية المقاومة للمضادات الحيوية ومضادات الميكروبات في نفايات الإنتاج الزراعي، والصيدلة، والصرف الصحي البشري، ويمكن أن يؤدي عدم كفاية المعالجة والتخلص غير السليم من النفايات إلى نشر بقايا مضادات الميكروبات والكائنات المجهرية المقاومة للأدوية من خلال البيئة في التربة وفي المجاري المائية، وهناك ثغرات كبيرة في المعرفة فيما يتعلق بحجم استخدام مضادات الميكروبات ومقاومتها في أجزاء كثيرة من العالم.

ولتطوير استراتيجيات رقابة فعالة، يلزم أن يكون هناك استثمار أكبر في المراقبة والبحوث على الصعيد العالمي لقياس التقدم المحرز نحو التخفيف من حدّة مخاطر مقاومة الميكروبات للأدوية، كما إن التغييرات في استخدام مضادات الميكروبات في الزراعة وحدها لن تكفي لمكافحة مقاومة الميكروبات وللجمیع ولجميع القطاعات دور في مكافحة مقاومة الميكروبات، ویشمل ذلك التغییرات في الممارسات في مجال صحة الإنسان.