كتب – روماني صبري
سلط برنامج "النقاش" المذاع عبر فضائية فرانس 24، الضوء على الوساطة الأمريكية لإنهاء الأزمة المصرية الإثيوبية حول سد النهضة الإثيوبي.
وعرض البرنامج تقرير جاء نصه :"
لماذا هذه الوساطة الأمريكية لتسوية الخلافات حول سد النهضة؟ .. وزراء خارجية أثيوبيا ومصر والسودان أجروا محادثات مع الرئيس دونالد ترامب ومع وزير الخزانة الأمريكي في واشنطن.
محادثات ستستمر في الشهر المقبل وفي مطلع السنة من اجل هندسة اتفاق شامل ومستدام حول ملىء وتشغيل مشروع السد في منتصف شهر يناير المقبل.
من أين تأتي هذه الثقة لدى القاهرة وأديس أبابا والخرطوم كي يتم التوصل إلى اتفاق؟ لماذا لا تطرح القضية في إطار وساطة دولية؟ ثم أين نحن من شعار أفريقيا للأفارقة؟.
وقال بشار جرار، محلل وخبير سياسي، أن الوساطة الأمريكية لحل الأزمة القائمة بين مصر وإثيوبيا حول السد ليست غريبة، وذلك لأنها جاءت في ضوء العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة ومصر."
واستطرد :" كذلك الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" تجمعه علاقات قوية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فضلا عن العلاقات التاريخية بين المؤسسة العسكرية المصرية والجيش الأمريكي في بناء المشاريع الاقتصادية والإستراتيجية.
موضحا :" ثمة صراع مائي حاليا بين مصر وإثيوبيا، ومساع وهدف واشنطن هو إنهاء التوتر في هذا الجزء الكبير من إفريقيا والذي تمثله مصر وإثيوبيا.. وذلك لان إفريقيا باتت الساحة الخطرة منذ تبنى الرئيس الامريكي الأسبق باراك اوباما ما يسمى بثورات الربيع العربي والتي جعلت الحركات الإسلامية تسيطر على بعض البلاد في إفريقيا، ما زاد من الكارثة .
واستطرد :" نرى روسيا اليوم قد أحكمت قبضتها على بعض دول إفريقيا في ضوء مساعيها لحل ألازمة السورية، كذلك الصينيون يتنافسون على الاستثمار في القارة، والرئيس الأمريكي يسير بمبدأ "أمريكا أولا"، ما جعله يتوسط لإيجاد حل لإنهاء أزمة السد، حتى يتصدى للتوغل الروسي الصيني في القارة.
وبدوره أوضح محمد الألفي، خبير في الاقتصاد السياسي، أن البند رقم (10) بمذكرة التفاهم بين الدول الثلاث مصر وإثيوبيا والسودان، ينص على انه في حالة فشل التفاوض مع الفنيين ووزراء الخارجية يتم رفع الأمر إلى الرؤساء ثم يجوز تدخل وسيط من خارج المنظومة.
واستطرد :" وزراء خارجية أثيوبيا ومصر والسودان ذهبوا إلى واشنطن للمشاركة في مباحثات السد، رغم أن الولايات المتحدة لم تعين كوسيط.
مضيفا :"أمريكا والبنك الدولي ليسوا بعيدين عن دول حوض النيل، وإثيوبيا كانت فكرت بناء على مقترح من البنك الدولي والذي تدير سياساته الإدارة الأمريكية في بيع مياه النيل مقابل الحصول على النفط، إذا الولايات المتحدة السبب في عناد إثيوبيا الآن وهو ما جعل الدول الثلاثة تقبل بالوساطة الأمريكية لأنها السبب في الأزمة."
وشدد بشار جرار المحلل والخبير السياسي على أن مصر وإثيوبيا من الدول التي دفع باسمها إلى قائمة البلدان المحاربة للإرهاب والجماعات المسلحة، مشيرا إلى أن ترامب وضع ذلك في عين الاعتبار، حيث رأى انه من اشد الخسارة أيضا أن تقع هاتان الدولتان في فخ الحرب جراء تصاعد أزمة سد النهضة، ما يزيد الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط والعالم."
