خالد منتصر
وجدت دراسة جديدة أن اتباع نظام غذائى غنى بالأطعمة النباتية وقليل المنتجات الحيوانية، خلال منتصف العمر، يخفض من خطر الإصابة بتدهور الإدراك بشكل كبير فى وقت لاحق من الحياة.
وفقاً لآخر التقديرات الصادرة عن الأمم المتحدة، يوجد حالياً 137 مليون شخص تزيد أعمارهم على 80 عاماً فى جميع أنحاء العالم. يتوقع الخبراء أن يتضاعف هذا الرقم ثلاث مرات بحلول عام 2050، ليصل إلى 425 مليوناً. وبالتالى فعدد الأشخاص الذين يعانون من مرض ألزهايمر وغيره من أشكال الخرف فى ارتفاع أيضاً.
وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فى الولايات المتحدة وحدها، هناك حالياً 5 ملايين من البالغين الموثوق بهم الذين يعيشون مع مرض ألزهايمر. من المحتمل أن يتضاعف هذا الرقم أيضاً خلال العقود القليلة القادمة، ومع استمرار تقدم السكان فى العمر، أصبح من المهم بشكل متزايد أن تكون قادراً على تحديد عوامل الخطر القابلة للتعديل لحالات مثل مرض ألزهايمر، وأيضاً على تغيير نمط الحياة.
البحث الجديد يشير إلى التغذية كأحد هذه العوامل، حيث تشير الدراسة الجديدة إلى أن تناول نظام غذائى غنى بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة وقليلة المنتجات الحيوانية مثل اللحوم والألبان يقلل من خطر التدهور المعرفى فى الحياة اللاحقة.
الباحث الرئيسى فى الدراسة هو «كوه وون بواى»، أستاذ فى كلية «ساو سوى هوك» للصحة العامة وكلية الطب فى «ديوك-إن يو إس» بجامعة سنغافورة الوطنية (NUS).، ظهرت نتائج الفريق فى مجلة American Journal of Clinical NutritionTrusted Source.
فحص البروفيسور بواى وزملاؤه البيانات المتوافرة من دراسة الصحة الصينية فى سنغافورة، وهى دراسة جماعية تضم 63257 صينياً يعيشون فى سنغافورة، كجزء من هذه الدراسة الأولية، قدم الكبار الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و74 عاماً معلومات خلال المقابلات الشخصية التى تناولوها «نظامهم الغذائى المعتاد وتدخين السجائر واستهلاك الكحول والنشاط البدنى ومدة النوم والطول والوزن والتاريخ الطبى».
حدث هذا فى المدة ما بين أبريل 1993 وديسمبر 1998، أجرى الباحثون مقابلات مع المشاركين مرة أخرى خلال ثلاث زيارات متابعة، حتى عام 2016.
بالنسبة للدراسة الجديدة، استخدم البروفيسور بواى وزملاؤه هذه البيانات لاختيار معلومات عن 16948 شخصاً، لم يكمل هؤلاء المشاركون سوى تقييم الوظائف المعرفية خلال زيارتهم الثالثة للمتابعة، فى الفترة 2014-2016.
لتقييم عادات الأكل لدى المشاركين، استخدم الباحثون خمسة أنماط غذائية تعتمد كلها على النبات، مثل: «حمية البحر الأبيض المتوسط البديلة»، والتى هى نسخة معدلة من حمية البحر الأبيض المتوسط النموذجية، وحمية غذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم (داش)، وحمية مؤشر الأكل الصحى البديل، ومؤشر النظام الغذائى القائم على النبات، ومؤشر النظام الغذائى القائم على النباتات الصحية.. كل هذه الوجبات متشابهة فى تأكيدها على الأطعمة النباتية، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين التزموا بشدة بالأنماط الغذائية الخمسة الموضحة أعلاه خلال منتصف العمر كانوا أقل عرضة للإصابة بالإعاقة المعرفية، على وجه التحديد، فإن أولئك الذين اعتبر الباحثون أن وجباتهم الغذائية أكثر تشابهاً (فى أعلى 25٪) لتلك الأنماط الغذائية الخمسة كانوا أقل عرضة للإصابة بضعف إدراكى بنسبة 18-33٪ من أولئك الذين يعانون من حميات أقل مماثلة (أقل من 25٪).
يعلق البروفيسور بواى:
«تشير دراستنا إلى أن الحفاظ على نمط غذائى [صحى] مهم للوقاية من بداية الضعف الإدراكى وتأخيره».
ويضيف قائلاً: «مثل هذا النمط، لا يتعلق بتقييد عنصر واحد من المواد الغذائية، بل يتعلق بتكوين نمط عام يوصى بتقليص اللحوم الحمراء، خاصة إذا تمت معالجتها، والإكثار من الأطعمة النباتية (الخضراوات والفواكه والمكسرات والفاصوليا والحبوب الكاملة) والسمك».
نقلا عن الوطن