في حصاد عام على الثورات العربية.. نحن أمام جيل جديد وشباب ينفتح على العالم العربي
كتبت: تريزة سمير
أقامت "لجنة الشئون الخارجية" بنقابة الصحفيين، مساء الأربعاء الماضي، ندوة بعنوان "تونس بعد الثورة"، وذلك ضمن احتفالية الربيع العربي "حصاد عام على الثورة". تحدث في الندوة كل من: "النوري عبيد"- رئيس اتحاد الناشرين التونسيين-، والكاتب الصحفي "عبد العال الباقوري"، والكاتب الصحفي "كارم يحيي"- مؤلف كتاب "نظرتان على تونس بعين مصرية" (أول كتاب مصري عن الثورة التونيسية)، وشارك فيها "محمود الخميري" السفير التونيسي.
وقال الكاتب الصحفي "كارم يحيي"، إن الحديث على "تونس" هو نفسه الحديث عن "مصر"، وتساءل: "كيف يتحرَّك الأخوان للخروج من الديكتاتورية والفساد؟".
الفارق بين "مصر" و"تونس"
وتحدَّث "يحيي" على الفوارق بين "مصر" و"تونس"، مشيرًا إلى أن "مصر" وصلت إلى ذروة الفساد، حيث وصل فيها الفساد إلى قلب الدولة بدءًا من جنرالات الجيش ورجال الأمن والمخابرات، وهو ما لا يوجد في "تونس"، التي كان بها وزير دفاع تم إقالته وتقديمه للمحاكمة. وأضاف: "لقد سارت ثورة تونس بطريقها الصحيح، فقاموا بعمل جمعية تأسيسية، ثم دستور، ثم برلمان جديد، أما مصر فقد وصلت لحالة غير واضحة المعالم". واستطرد: "هناك قدرًا كبيرًا من التوافق الوطني في تونس عن الحال في مصر، فوصل حزب النهضة من الإخوان إلى الحكم، ولكن هناك فارق بين الإخوان في مصر والإخوان في تونس، فحزب النهضة التونسي قطع شوطًا في الحداثة ولم يستخدم قط أية شعارات دينية، ويؤمن بحقوق المرأة، وفي النهاية هناك توافق على الحقوق الأساسية للمواطنة، ويعتبر المواثيق الدولية جزءًا أساسيًا، بل وصل الأمر في تونس إلى ما يشبه تطهير الإعلام ووضع قوانين وضوابط في مجال الاحتكار للتليفزيون والفضائيات، أما بالنسبة لمحاكمة مبارك فقد خلقت عند التوانسة والعالم كأن المصريين أنجزوا ما لا يمكن إنجازه".
وأشار "يحيي" إلى الصعوبات التي واجهها في نشر الكتاب باللغة العربية، حيث تم حذف أكثر من نصف الكتاب الذي يتناول الأوضاع في "تونس" و"مصر"، بينما تم نشره بالكامل باللغتين الإنجليزية والفرنسية.
ورأى "يحيي" أن عدم معرفة ما يحدث في "تونس" كان مقصودًا، وتساءل: كيف لجريدة بحجم الأهرام لا تكتب عن المجلس التأسيسي في تونس؟ ولماذا تخلو الصحافة المصرية من تحليل محترم وشفاف للأحداث في المنطقة العربية؟ موضحًا أن "مصر" بحاجة إلى مدونة سلوك مهنية.
ومن جانبه، أكّد "كمال حبيب"- المفكر والباحث في العلوم السياسية- أن ثورة "تونس" كانت مرتبطة بالطغاة، وفتحت الأمل أمام الشباب، وتم تناقلها في "مصر" وباقي الدول العربية، فكثير من الكتاب كانوا يؤكِّدون أنه لا يوجد "عالم عربي" أو "شعب عربي"، ولكن الثورات أكَّدت غير ذلك، وأننا أمام جيل جديد وشباب ينفتح على العالم العربي. مشيرًا إلى الثورات العربية أوضحت أن الإنسان العربي يثور من أجل كرامته، فالمطالب التي نادت بها الثورات العربية كانت مرتبطة بالعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :