حمدي رزق
«اللى اتلسع من الشوربة ينفخ فى الزبادى»، إدارة نادى «ليفربول» الحصيفة شددت على عدم استغلال النجم المصرى محمد صلاح'> محمد صلاح فى أى عمليات تجميل سياسية لأمير قطر «تميم»، واشترطت على اللجنة المنظمة لكأس العالم للأندية عدم التقاط صور للأمير مع نجوم بطل أوروبا «الريدز»، تحديدًا مع «مو/ صلاح»، النجم ذى الشعبية الطاغية عربيًا وعالميًا، والابتعاد سياسيًا عن الفريق الذى يضم الأيقونة المصرية.
عدم خلط السياسى بالرياضى تقليد راسخ فى الأندية المحترمة، التى تقدر المعنى الخالص للرياضة، وترفض استخدام نجومها وقودًا لحملات دعائية سياسية موجهة، وتنأى بنجومها عن الاستخدام السياسى المُغلَّف رياضيًا، تحت مظنة الترويج لتنظيم قطر لكأس العالم 2022.
رضوخ «الدوحة» لاشتراطات «الريدز» يؤكد أن الإدارة التى تنتهج الاحترافية الرياضية توفر على نجومها مشاكل سياسية هم فى غِنى عنها، وفى حالتنا كم سيكون مؤلمًا للمصريين أن تُلتقط لـ«صلاح» صور فى حضرة الأمير تميم، والمصريون لم يروا من الإمارة وأميرها خيرًا، فحسب شر مستطير وحملات كراهية غير مسبوقة، يصعب علينا أن يصافح حبيب المصريين يدًا غارقة فى دماء الشهداء المصريين.
درس إنجليزى عالمى يفضح التهاون والتساهل الذى كانت عليه إدارة المنتخب الوطنى المصرى فى كأس العالم فى روسيا، عندما سمحت لرئاسة جمهورية الشيشان باستغلال «صلاح» سياسيًا لتجميل صورة النظام هناك، سواء بقصد أو بغفلة تقترب من الجهل بما هو رياضى وما هو سياسى.
الميديا العالمية هبّت فى وجه «صلاح» فى الشيشان، واتهمته سياسيًا بما لم يدركه، وتعامل معه عاديًا وليس سياسيًا، وهذا ما استبطنه تاليًا «صلاح»، ووعى الدرس القاسى، الذى كاد ينهى مستقبله الرياضى فى هفوة سياسية ما كانت تجوز على إدارة محترفة لمنتخب وطنى، كل حركة لنجومه وكل لقطة محسوبة عليهم، ولاسيما فى حالة نجم عالمى بهذه الشعبية الجارفة.
ما ينقصنا هو الاحتراف الإدارى الذى لا يمرر صغيرة ولا كبيرة، الاحتراف الذى هو عمد صناعة كرة القدم، الاحتراف والدربة التى تعنى بصورة المنتخب ونجومه، الاحتراف الذى يفصل جيدًا بين ما هو رياضى وسياسى، ويوسّد الأمر إلى أهله، الاحتراف هو ما يلزم لإقالة الكرة المصرية والرياضة عامة من عثرات تؤخرها عن اللحاق بالركب العالمى.
الهواية والفهلوة، والمجاملات الفجّة، وترضية الأصدقاء والأحباب والمحاسيب، وصورة مع «صلاح»، وتعلية المصالح جلبًا للمنافع، تُكلِّفنا ما لا طاقة لنا به، دخول السياسة على الرياضة يفسدها تمامًا، ويُحيلها إلى وهم، نتوهم إنجازًا وهو فى الحقيقة سراب.
نقلا عن المصرى اليوم