عرض/ سامية عياد
"من قلوب الناس تخرج الأفكار الشريرة : زنى فسق سرقة طمع.." هكذا قال الرب معتبرا أن الطمع بين أشر الخطايا التى تخرج من قلب الإنسان الشرير ، لذا فهو حذر منه قائلا 9: "انظروا وتحفظوا من الطمع فإنه متى كان لأحد كثير فليست حياته من أمواله" ..
نيافة الأنبا تكلا أسقف دشنا فى مقاله "عن الطمع" حدثنا عن الطمع وخطورته وكيفية علاجه موضحا أن الطمع هو الرغبة فى الشىء وإشتهاؤه ، و الكتاب المقدس به أمثلة عن الطمع مثل الشيطان الذى طمع فى أن يأخذ كرامة ومجدا ليسا له ، آدم وحواء طمعا واشتهيا أن يصيرا مثل الله عارفى الخير والشر فسقطا ، يهوذا الإسخريوطى من أجل طمعه وجشعه باع المسيح وخسر كل شىء أبديته ورسوليته وسمعته ، حنانيا وسفيرة طمعا وكذبا وخسرا أيضا كل شىء ، .. وغيرها من الأمثلة.
وخطورة الطمع تكمن فى أنه الطريق الى العديد من الخطايا الأخرى مثل عصيان الله مثلما عصا آدم وحواء وصية الله ، الكذب مثلما كذب حنانيا وسفيرة على الروح القدس ، السرقة مثلما حدث مع يهوذا الإسخريوطى الذى كان يسرق ما يلقى فى الصندوق ، القتل مثلما حدث مع أخاب الذى طمع فى حقل نابوت اليزرعلى فقتله ، وغيرها من الخطايا التى تؤدى الى فقدان البركة والسلام وبالتالى فقدان الأبدية إذ قال الرسول بولس "لا تضلوا .. ولا طماعون .. يرثون ملكوت الله"
وعن علاج الطمع وضح نيافته أن الطمع يستطيع الإنسان التغلب عليه من خلال اقتناعه أن العالم سيزول وكل ما فيه ، أيضا القناعة بما لديه ، فالمال يشترى القصر لا السعادة ولا السلام ولا المحبة وراحة البال ، فسر السعادة هو القناعة ، الشكر ، لابد أن يتعلم الإنسان أن يشكر الله على كل حال كما تعلمنا الكنيسة "نشكرك على كل حال ومن أجل كل حال وفى كل حال" ، أيضا البعد عن صداقة الطماعين فالطمع معدى ينتقل من شخص الى آخر "لا تضلوا فإن المعاشرات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدة" .
الله يريدك أن تسعى وتجتهد من أجل حياة كريمة ولكن لا يريدك أن تفقد القناعة بما تملكه فتقع فى خطية الطمع وتشتهى المزيد والمزيد وتنسى أبديتك ..