بقلم : البروتوبرسفيتيروس اثناسيوس حنين
المطران جورج خضر
كثير من أيقونات والدة الله حاملة الطفل تصورها محاطة بالأنبياء الذين تكلموا بأسلوب أو بأخر عن انتظار المخلص ."ها العذراء تحبل وتلد ابنا"الواردة فى متى انما اقتبسها من أشعياء النبى .فالانجيل يركز على ان العهد القديم ("موسى والأنبياء والمزامير")تحدث بالرموز عن السيد . أى أن ما قاله الله فى قديما انما قاله ليهئ العبرانيين لاقتبال السيد .ويصل بنا هذا الكلام فى صراحته الكاملة فى يوحنا المعمدان "هوذا الله حمل الله الحامل خطايا العالم ".
غير أن الكنيسة رأت أن العهد القديم ليس وحده الذى يهيئ لاستقبال السيد’ ولكن الانسانية كلها .لذلك وضعت أحدين تحدثنا فيهما عن تمخض الانسانية بيسوع الناصرى :أحد الأجداد وأحد النسبة "ويقعا قبل الميلاد". فى أحد الأجداد تذكر الكنيسة الانسانية من قبل ابراهيم ’ أى أنها لا تحصر المسيح فى أمة اليهود .أدم هو أبو الانسانية جمعاء.أباء الكنيسة بعضهم قال ان الله زرع كلمات قديما "الاسبرماتيكوس لوغوس"هى بمثابة اعدادات للكلمة الالهى الذى هو الابن .اقليمس الاسكندرى قال أكثر . قال أن الفلسفة اليونانية كانت عهدا بين الله والناس ’ ذلك أن الفلاسفة اقتربوا فى بعض ما قالوه مما أتى به السيد.
غير أن أقرب من الفلسفة القديمة هو ما أتت به بعض الديانات القديمة التى كانت تلتمس خلاصا.البشرية كانت تطلب تطهرا وانقاذا .هذا لم يصر واضحا الا بالمسيح ولم ينفذ الا بالمسيح . وقد تصدى بعض الأباء مثل ايريناوس للسؤال :لماذا لم يظهر المسيح الا فى الوقت الذى أتى فيه ؟ الفكرة أن الله أراد أن يهيئ البشرية لاستقباله .قيل مثلا أن عصر السلم الرومانى كان خير ظرف لانتشار الانجيل .
أما نحن فى الكنيسة فبعد أن أخذنا النور صرنا نتهياء فى العبادات لعيد الميلاد . نرتل له "المسيح ولد فمجدوه". منذ عيد دخول السيدة الى الهيكل (12 تشرين الثانى ).
ويذكر طقوسيا الميلاد بنوع ملح منذ 20 كانون الاول .كما أن التقوى الشعبية أنتجت له صياما ليس منصوصا عليه فى قوانين المجامع المسكونية السبعة ونشأ فى كرسى القنسطنطينية فى القرون الوسطى وأذاعه فى الكرسى الأنطاكى العلامة بلسمون فى القرن الثالث عشر ’ وبسبب تبنى الكنيسة الجامعة له فهو الزامى وذلك طلبا للتقشف وقرأة الكلمة والاستعداد الروحى للعيد.القلب التائب هو الذى يحتضن المسيح . وذلك ألفت الاجيال المسيحية أن تنهى صيام الميلاد باقتبال سر التوية . القلب ينبغى أن يصير مريما أخرى ’كما يقول القديس مكسيموس المعترف ’ لينطلق المسيح الى العالم بالايمان وتجديد الايمان .