ماهر رزوق
يقول (جوناثان هايت) في كتابه (فرضية السعادة) بأن التجارب التي أظهرت أن للجينات دور كبير بموضوع السعادة ، قد شكلت ضربة قوية لعلم النفس الذي اعتقد منذ فرويد أن طفولة الإنسان و طريقة تربيته هي التي تحدد كيفية تشكل شخصيته (ميالة إلى السعادة أو التعاسة) ...
لكن مع ذلك ، عندما أسس (مارتن سيلغمان) علم النفس الإيجابي عام 1990 ، فإنه و بالتعاون مع عدد من علماء النفس الآخرين ، عمل على إيجاد ما يسمى (صيغة أو معادلة السعادة) و التي حاولت أن تبحث في عكس ما توصلت له التجارب العلمية السابقة عن علاقة الجينات بالأمر ... و كانت المعادلة كالتالي :
H = S + C + V
و يقصد بالحرف H طبعاً : السعادة : Happiness
بينما يقصد بالحرف S : العلامة البيولوجية Biological Setpoint
و يقصد بالحرف C : الظروف : Conditions
و يقصد بالحرف V : الأفعال الإرادية أو الإختيارية : Voluntary Actions
يقول (هايت) لا يمكن للتأثيرات الخارجية من أن تكون معدومة التأثير ، ولابد من أنها تساعد في رفع معدل سعادة من كان سيء الحظ من ناحية موضوع الجينات !!
فالظروف مثلاً تشمل : المجتمع الذي تولد فيه ، و العلاقات التي تفرض عليك (كالعائلة) ، و الشكل الخارجي ، و العرق ، و ربما الجنس و الديانة أيضاً !!
أما بالنسبة للأفعال الإرادية ، فلا يمكننا أن ننكر دور فلسفات (كالبوذية) وفلسفة (إبيكتيتوس) على سبيل المثال ، بالرغم من صعوبة الطريق الذي سلكوه ، لكنه مع ذلك يبدو فعالاً مع البعض و له نتائج إيجابية على المدى الطويل !!