كتب : نادر شكرى
شهد قداسة البابا تواضروس الثاني مساء اليوم احتفالية معهد الدراسات القبطية بخريجيه وذلك بمسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
وسلم قداسة البابا شهادات التخرج للحاصلين على شهادات الدكتوراه والماجستير والدبلومات بجميع أقسام المعهد للأعوام من ٢٠١٤ إلى ٢٠١٩.
وجاءت كلمة قداسة البابا في احتفالية لخريجي معهد الدراسات القبطية
" هذا يوم فرح تخريج دفعات من معهد الدراسات القبطية. أصحاب النيافة الآباء المطارنة والآباء الأساقفة والآباء الكهنة وكل الحضور من الخرجين والأساتذة والمحاضرين والضيوف الكرام معهد الدراسات القبطية هو المعهد الذي يتقدم جميع معاهدنا الدراسية والتعليمية وهذا المعهد أنشئ في نفس هذا المكان عام 1954م في حبرية المتنيح البابا يوساب الثاني أي أنه أنشي منذ 65 عام.
هذا المعهد عبر هذه السنوات الكثيرة قاده عمداء أوفياء قدموا ما عندهم من علم ومعرفة ودراسة وربوا أجيالا وهو معهد فريد في اسمه وفي كونه وفي كيانه لذلك عليه مسئولية كبيرة يمكن وضعها في ثلاثة نقاط:
أولاً : المسئولية العلمية : نحن في زمن العلوم المتخصصة والعلوم الكثيرة التي صارت مترابطة ومتشابكة فهي مسئولية كبيرة سواء على الأساتذة ورؤساء الأقسام أو على الدارسين كل في مجال دراسته مسئولية الجد والعمق والبحث والبعد عن السطحيات بل والدراسة العميقة والتي تحاول أن تنفتح على العالم كله ... تقدم الكنيسة القبطية في صورتها القديمة والمعاصرة فقد تأسست في القرن الأول الميلادي ونحن الآن في القرن 21 وصار العالم كله منفتحا لذلك المسئولية العلمية ومعرقة اللغات وتقديم الكنيسة القبطية بأفضل صورة وبأشمل صورة صارت مسئولية هذا الجيل. الآباء المطارنة والآباء الأساقفة يبذلون كل ما عندهم من وقت وجهد برغم مسئولياتهم الكثيرة في إيبارشياتهم لكنهم يحضرون إلى هنا ليقدموا أفضل ما عندهم. نحن ندرس في إعداد خدام طقس وعقيدة هذا مستوى من الدراسة لكن هنا هو معهد الدراسات القبطية " الدراسات القبطية" وهي شيء غير قليل فهناك كليات على مستوى العالم جامعات تخصص كراسي وأقسام لدراسة القبطيات وقد أنشأت جامعة الإسكندرية مركزا للدراسات القبطية وكذلك جامعة المنوفية وأصبح هناك أساتذة مصريين يهتمون بالدراسات القبطية فالمسئولية العلمية مسئولية بالغة علينا جميعا.
ثانيا: المسئولية الجماعية: كل الأقباط في العالم مسئولين عن هذه المعاهد الدراسية بالمساهمة والمساندة بكل صورها. هذه المسئولية تذكرني بمعادلة في الاقتصاد الذي لكي ما ينجح ويربط بالمجتمع يتكون من 3 أطراف العلم يغذي الصناعة والصناعة تغذي المجتمع والمجتمع يغذي العلم ونجد أشخاص مثل بيل جيتس يقدم تدعيم يصل لمليارات من أجل إيجاد دواء لمرضى الأيدز فهي وجهت للبحث العلمي والجامعات. لذلك من هذا المكان أوجه رسالتي لجميع الأقباط الأكليروس وكل الشعب في مصر وخارجها ان يكون جزء من تبرعاتهم ومساهماتهم من أجل المعاهد الدراسية الكنسية. فأجدادنا منذ 65 عام قرروا انشاء هذا المبنى الضخم ليخدم معهد الدراسات وتم هذا من أموال وتبرعات الأقباط والأراخنة وأوقفت عليه أوقاف لتصرف عليه. أنا أنادي أولادنا أن المعاهد الدراسية يكون لها نصيبا لما يقدموه فالعلم الذي ندرسه هنا يفيد كل قطاعات الخدمة التي تنعكس على المجتمع مقدمين الخادم الناجح والمتوازن والمتميز. فنحن لأننا نحب الله يجب أن نقدم له أفضل ما عندنا في التعليم وجودته
ثالثا: مسئولية عملية: الدراسة وحدها لا تكفي بل يجب أن ننزل لحقول الخدمة محولين ما في بطون الكتب ليفيد كل قطاعات الخدمة بمراحلها وفئاتها ومجالاتها المختلفة. لنؤهل خدام لخدمة القطاعات المختلفة لهم الوعي أبا كان مكان خدمتهم داخل أو خارج مصر وكل مكان بثقافته. جودة الخدمة وإعداد الآباء الكهنة والرهبان والأساقفة هل تتم بجودة؟
أنا سعيد إني معكم اليوم بالحقيقة أكون سعيد فيما يخص مواضيع الدراسة والتعليم لأن هذا هو عملنا فنحن نعلم أن مخلصنا السيد المسيح هو المعلم الصالح. أهنئ الدفعات الستة على تخرجهم وإصرارهم وحضور الجميع. المسيح يبارك هذا العمل ليكون مثل الشجرة المغروسة عند مجاري المياه التي تعطي ثمرها في حينه. لإلهنا كل المجد والكرامة من الان وإلى الأبد آمين.