سحر الجعارة
منذ تم إقصاء بودى جارد الدعوة الإسلامية «عبدالله رشدى» عن اعتلاء المنبر بقرار من وزير الأوقاف، وحتى عاد إليه بحكم من المحكمة، وهو يحترف الهجوم على الدولة ومؤسساتها والترويج لأفكار «أسياده الأتراك».. تحت هاشتاج بعنوان «#الأزهر - قادم» على موقعى تويتر وفيس بوك.. ورغم أن مؤسسة الأزهر سبق أن انتفضت عند ظهور قناة «أزهرى» ونفت صلتها بالقناة، فإنها تركت «فتاها المدلل» يفعل ما يشاء تحت عنوان «الأزهر قادم»!.
وقبل عدة أشهر أعلن «رشدى» ولاءه المطلق لأسياده الأتراك فى تغريدة تقول: «رضى الله عن سادتى بنى عثمان سلاطين الدولة العثمانية العلية التى دوَّخ سلاطينها الإفرنج والصهاينة»!
واتخذ «رشدى» من قضية «فلسطين» مدخلاً للهجوم على العرب «الأشرار المتخاذلين بالقطع»، وركز على هدف محدد وهو محاولة اغتيال رموز الاستنارة، متوهماً -وقد يكون محقاً- أن كتابتنا كانت سبباً فى إقصائه عن المنبر، وقرر اصطياد الأقباط وتكفير رموزهم «نجيب ساويرس نموذجاً».. ثم بدأ حملة فجأة للترويج لبرنامج «سقيا الماء»، وهو عمل خيرى لكنه «بالصدفة» ينتج «برومو» دعائياً مطابقاً لبرومو قناة «الجزيرة».. وبالصدفة أيضاً معظم القائمين عليه «من السلفيين».. وبمشيئة إلهية عليا، «أو بمؤامرة خفية»، تقرر المؤسسة إنتاج برنامج «شريان الحياة» الذى أذيعت منه حلقة واحدة ثم هاج رواد «السوشيال ميديا» وأحدثت غضبتهم دوياً هائلاً قررت على أثره إدارة القناة وقف البرنامج.
إلى هنا وكل خطايا «رشدى» وذنوبه معتادة فى مجتمع «سلفى الهوى»، يعانى من حالة «هوس دينى ودروشة»، ومن السهل أن تعزف على أوتاره الدينية ليتعصب ويتشنج ويصدّق افتراءات «رشدى»، التى كانت سبباً فى قرار وزارة الأوقاف بنقله لعمل إدارى، إنه «الفتوة» الذى حرّض مرات ومرات على إهدار قدسية الكنائس وهدمها (باعتبارها ليست من بيوت الله)، واغتيال الأقباط واستحلال أموالهم وأعراضهم وممتلكاتهم لأنهم كفار (حتى لو قال إن الكفر بمعنى الإنكار)، لكن للأسف «النيابة العامة» لم تتحرك ضده وهى المحتسب عن المجتمع ضده، رغم أنه كان يعمل إماماً لمسجد السيدة نفيسة. وقد قامت وزارة الأوقاف بالتحقيق معه فيما نشرته إحدى الصحف المستقلة، بشأن علاقة «رشدى» بشباب جماعة الإخوان «الإرهابية المحظورة»، أو بالتحقيق فى علاقته مع «حازم صلاح أبوإسماعيل» عبر الصور المنشورة لهما على مواقع التواصل الاجتماعى ولم نعرف نتيجة التحقيق.. أليس «رشدى» موظفاً بالدولة يجب على «النيابة الإدارية» محاسبته!.
هذا ما شجع «رشدى» على أن يستل سيف أسياده العثمانيين ويتهجم على مصر'> جيش مصر العظيم، قائلاً: «الجيش الذى انتصر فى أكتوبر لم يكن فيه مُخَنَّثون يبغضون أوطانَهم وجُيوشَهم ويمجدون الصهاينة ويُقَدِّسون المُحْتَلَّ ويُبَرِّرون أفعالَه على صفحاتِ فيس بوك وغيره، كان -ولا زال- رجالاً من طرازٍ فريدٍ وطنى مؤمنٍ. الجيش الذى سَيجعلُ اليهودىَّ مختبئاً وراء الحجر والشجر لن يكون فيه مُتَصَهينون.. سيكون فيه رجالٌ يُحِبُّون الموتَ كما يُحِبُّ المُتَصَهينون الحياةَ. الجيش الذى سيفتح القسطنطينية مرةً أخرى فى آخر الزمان بعدما فَتَحها السلطان المُعَظَّمُ الفاتحُ رحمه الله.. لن يكون فيه أولئك السَّلْبيُّون الذين يقولون لا علاقةَ لنا بشأنِ غيرِنا من العربِ والمسلمين.. كلُّ بلدٍ تُواجِه مصيرَها بنفسِها فلن نُقَاتِلَ نيابةً عن أحد.. أؤكِدُ لكم: لن يكون فيه هذه النماذجُ المُنْهَزِمة المُبْغِضَةُ للوَحدةِ والتعاون بين العرب والمسلمين»!!.
كان لا بد أن يحال «رشدى» فوراً إلى محاكمة عسكرية، فقد تطاول على مصر'> جيش مصر العظيم الذى لا تزال دماء شبابه تروى سيناء ووصفهم بلفظ لا يصح نشره «ثانية» فى محاولة خسيسة لرفع معنويات التكفيريين من إخوانه فى سيناء، وقام بالتحريض على دولة تربطنا بها اتفاقية سلام، (رغم مناهضتى للتطبيع)، فى محاولة لتخفيف الضغط عن إخوانه التكفيريين بسيناء.. وهو يعلم جيداً أن من «يبغضون أوطانَهم وجُيوشَهم ويمجدون الصهاينة ويُقَدِّسون المُحْتَل) هم أهله وعشيرته من الجماعة الإرهابية التى قال مرشدها مهدى عاكف: «طظ فى مصر».. ونفس جماعته هى التى عقدت صفقة مع الأمريكان لتأجير «سيناء» كوطن بديل للفلسطينيين.
أما الصهاينة الذين يقدسون الاحتلال فهم أسيادك الأتراك الذين يدعمون الاقتصاد الإسرائيلى وكانوا أول من اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وجماعتك التى غازلها المعزول «محمد مرسى» قائلاً فى رسالته لشيمون بيريز: «يا عزيزى وصديقى العظيم.. لدى شديد الرغبة فى أن أطور علاقات المحبة بين البلدين»!.
نعم كان لا بد أن يتعامل الجيش المصرى مع إسرائيل «معلوماتياً وأمنياً» ليدخل بطائراته ودباباته إلى مناطق «منزوعة السلاح» ليسحق الإرهاب فى سيناء.. فلن يبقى من «أهلك وعشيرتك» من تلجأ إليهم ولهذا تفهمنا مغازلتك لتركيا!.
لقد حاول «رشدى» إلصاق تهمة «المُتَصَهينون» بكاتبة تبارك التطبيع مع إسرائيل، وأغفل أنها كتبت للرد عليه ولم تكتب قبله.. كتبت بعد أن رأت انبطاحك للأتراك وكأنك أحد «غلمان آل عثمان»!.
السؤال الآن: من يحمى «عبدالله رشدى»؟.. وهل المتحدث الرسمى للأزهر أقوى من الدولة، ولماذا يصمت الجميع على تزويره بالقول بأنه «دكتور» رغم أنه كاتب على صفحته بالفيس بوك أنه «باحث فى شئون الأديان والمذاهب بالأزهر الشريف».. وهل الأزهر الشريف يصدر لنا «بلطجى» وكأننا فى حارة بلا دستور أو قانون تحتاج لـ«فتوة» لردع المخافين فى الرأى؟
هل يعيش «رشدى»، ومن يحمونه، فى دولة محتلة جيشها جيش غزاة... وينتظر الأزهر لكى يستعيد دولته ليحكمها أسياده العثمانيون.. حاكموا «عبدالله رشدى» حتى لا تضيع دماء الشهداء، ويختلط علينا الوطنى بالخائن، ويلتبس الحق بالباطل حتى فى الدين.
نقلا عن الوطن