سليمان شفيق
رامي كامل نموذج لجيل مصري مسيحي يبحث عن الهوية
ثار القبض علي الباحث الحقوقي رامي كامل القلق والمخاوف في اوساط الشباب خاصة المسيحيين الاقباط ، بل وطالعنا ايضا القلق من حكماء من المفكرين المصريين الاقباط ، مثلما كتب كمال زاخر: "ظننا أن الحجر أهم من البشر، ففقدنا خارطة الخروج"
(رامي كامل احد نشطاء الملف القبطي القي القبض عليه فجر اليوم....
الحوار والشفافية مفاتيح سلام الوطن) . غابت الاحزاب، واختفي المجتمع المدنى قسرياً، وتراجعت مؤسسات بناء الوعى، الأدب والفن والإبداع، وظننا أن الحجر أهم من البشر، ففقدنا خارطة الخروج...
لكن التاريخ سيواصل مسيرته، ويضعنا جملة اعتراضية في سياقه".)
ويكتب النائب د عماد جاد : "قليل من الامن ، كثير من السياسة"
( قرار اعتقال رامي كامل، الشاب الوطني الغيور والناشط الحقوقي النقي، قرار صادم ، تداعياته السلبية على شباب الاقباط وعلى صورة النظام المصري في عيون الاقباط ولدى اقباط المهجر والمنظمات الدولية، لا يمكن حصرها، رامي ناشط حقوقي وساعدني شخصيا في حل مشكلة دير وادي الريان وكان معي طوال خطوات الحل من زيارة الراهب المحبوس في قسم يوسف الصديق بالفيوم الى المشاركة في الحوار مع اعضاء الدير للتخلي عن وضع يدهم على المحمية وتحقيق الطرح الذي قدمه لي المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزاء آنذاك، استعنت برامي كامل وشخصيات اخرى لها مصداقية في الوسط القبطي والكنسي، وكانت لنا حوارات منتظمة واقتنع بالتحول الى العمل السياسي
فجأة يتم اعتقاله فتختلط الاوراق ويوضع من يراهن على الاصلاح من داخل النظام في مأزق شديد، قلنا ونقول ونكرر يا عالم " قليل من الامن ، كثير من السياسة، قرار يتخذه الامن يضع النظام في مأزق لا داعي له، افرجوا عن رامي كامل ما لم يكن لديكم دليل ، واؤكد انه ليس لديكم اي دليل، على مخالفة رامي للقانون)
وكتب المهندس والعالم ماهر عزيز:"نموذج حقيقي للقبطي الوطني المستحق للتكريم"
(رامي كامل شاب مصري مثقف وقارئ وباحث مدقق حاصل علي ليسانس الحقوق فاتسعت ثقافته للتمكن من المسائل القانونية الي جانب المعرفة بمعناها الشامل... وشأن كل المثقفين الحقيقيين يحمل هموما عامة عديدة أولها هموم وطنه وثانيها هموم ما صار يطلق عليه تاريخيا بالقضية القبطية.. لكن القضية القبطية تبلورت لديه علي نحو أخرجها تماما من طابعها الفئوي الي جوهرها الوطني الذي يصهر الكل في واحد وصارت لديه قضية وطن يتطلع من خلال تفكيك تعقيداته الراهنة بمقتضي الغزو اللاحضاري الذي تعرض له وشطره كما بسيف باتر في صميم تماسكه وقوته وبأسه.. يتطلع الي استعادة وجوده الموحد القوي الشامخ علي أسس الكفاية والعدل والمساواة و الإنسانية..
في هذا الإطار مارس رامي كامل نشاطه علي كل من المستويين الفكري والعملي بنفس العمق والغزارة والهمة في العلن والنور تحت سمع وبصر كل أجهزة الدولة ما جعله معروفا للكافة.. مكرسا نفسه للقضية القبطية باستقامة وشفافية ووطنية مكينة
بمقتضي هذا النشاط كان رامي كامل معروفا جدا للأجهزة الأمنية جميعها ، وطالما دعي الي لقاءات ونقاشات من المختصين بالأجهزة كلها في تفهم وتعاون وتنسيق وتقدير متبادل ومحبة...
المذهل جدا في الأمر حتي الان أن رامي كامل كان موجودا وحاضرا أمام الجميع ومعهم طوال الوقت فلماذا وكيف يحدث ما حدث ؟
أفرجوا عن رامي كامل عاجلا لأنه نموذج حقيقي للقبطي الوطني المستحق للتكريم والحماية لأجل وطنيته وإخلاصه لبلده.)
وكتب المحامي نبيل عزمي : "لانقبل التدخل الاجنبي في الشأن المصري":
(رامي كامل مصري حتي النخاع ومحب لبلده وباحث في الملف القبطي يسعي للمواطنه ابن الدوله والنظام وضد أهل الشر ولانقبل التدخل الاجنبي في الشأن المصري او استغلال الخلاف الموقت ونرجوا الالتزام لان الشباب هم المستقبل حتي لو هناك أخطاء لأننا لابد من الاحتواء
والتعلم حتي لو كانت هناك بعض الأخطاء الغير متعمده مصر تستطيع حمايه أولادها من اي خطر يهدد مستقبل الوطن، نثق في الاجهزه والنظام الحريه الرامي كامل)
رامي وشباب ماسبيرو واجيال الثورة الرقمية:
قدمت كتابات هؤلاء الحكماء كمال زاخر ودعماد جاد ودماهر عزيز والمحامي نبيل عزمي كما هي لانني اثق انهم الاقرب الي رامي كامل والي النظام ، وانتظرت ايام بعد القاء القبض علي رامي حتي اتكشف الامر ، ولكن بعد تحويلة الي النيابة ، لا اود التعرض الي الشق القانوني واترك ذلك للمحامين ، ولكني اضم صوتي الي صوت الحكماء والشباب بالمطالبة بأدراك ان اشكالية رامي كامل هي اشكالية جديدة لجيل جديد جيل الثورة الرقمية والاتصالات والعلانية والبحث عن الهوية ، منذ فترة طويلة اتابع عن كثب نضالات حركات الشباب القبطي خاصة اتحاد شباب ماسبيرو ، مجتمعين ومنفردين، وبحكم دراستي ادركت ان المواطنين المصريين الأقباط كمكون رئيسي لمكونات الأمة المصرية استطاعوا طوال قرن من الزمان ونيف أن يساهموا في كل الثورات المصر ( 1804_ 1882_1919_1952_ يناير 2011_ 30يونيو2013) كما لم يبخلوا بالعرق والدم في كل حروب القوات المسلحة، ودفعوا أثمانا غاليا من جراء حرق كنائسهم وممتلكاتهم بعد فض الاعتصامات الإرهابية في "النهضة ورابعة" ورغم كل هذه التضحيات لم تتحقق لهم المواطنة الكاملة، ويعود ذلك بالأساس إلى عده عوامل، وفي مقدمتها كما كتب كمال زاخر:
. "غابت الاحزاب، واختفي المجتمع المدنى قسرياً، وتراجعت مؤسسات بناء الوعى ، وظننا أن الحجر أهم من البشر، ففقدنا خارطة الخروج".
ولم يجد هؤلاء الاقباط طوال حقبتين من الزمان سوي الكنيسة يمارسون فيها كل شئ ويدركون الوطنية المصرية من خلال تاريخ الشهداء و"السنكسار" فتلخص الوطن والهوية في الكنيسة ،وراوا وعانوا من انتهازيه قطاع كبير من العلمانيين الأقباط وتسولهم الرضا والنفوذ من جلوسهم في الصفوف الأولي بالكنائس في الأعياد.
ولكن بعد مذبحه ماسبيرو المعروفة ظهرت مبادرات شبابيه مهمة منها اتحاد شباب ماسبيرو الذي عُمد بالدم وارتوى كيانهم بالدموع.. هؤلاء الذين اثبتوا دائما انهم ولاة الدم والمؤتمنين علية ، وفي لحظات فارقة بعد ماسبيرو وقف هؤلاء شبة منفردين امام الاعاصير ، اذكر اول مظاهرة ضد الاخوان كانت من الشباب القبطي بدعوة من شباب ماسبيرو، الاعداد ل ثورة 30 يونيو وصولا للمشاركة الحقيقية لانجاحها ، تكوينهم خلاية أزمة سبقت الجميع دولة وكنيسة ومجتمع مدني في كارثتين كبيرتين :
الاولي بعد الاحداث الدموية التي قادها الاخوان وحلفائهم ضد الوطن والمسيحيين والكنائس بعد فض الاعتصامات الارهابية في النهضة ورابعة ، وكان لي شرف معرفتهم عن قرب ورايتهم يديرون الازمة ويوثقونها ويذهبون في بطولة الي موقع الاحداث حتي المنيا ودلجا في وقت كان من يذهب من الممكن ان تكون التكلفة حياتة .
والثانية : في ازمة "تهجير" الارهابيين للاقباط العرايشة الي الاسماعيلية سبق هؤلاء الشباب الجميع، وحركوا الجميع في جبهة وطنية متحدة وجمدوا تناقضاتهم مع الجميع ،واداروا الخلافات في احترام متبادل ورؤية وأرضية مشتركة تجمع بين طياتها الاحتفاظ بحق، ومن ثم
صارت «ماسبيرو»، وهى نقطة التحول الدراماتيكى فى علاقة الأقباط والكنيسة بالدولة، بعد أن تناثرت أشلاء 23 قبطياً تحت عجلات الآليات العسكرية، وجاهد الأقباط بدعم من الكنيسة ليحصلوا على حقوقهم السياسية، وهو ما عُرف بـ«المقاومة المكتومة»، ولكن مع قرب اعتلاء الإخوان لكرسى السلطة، رحل «البابا شنودة الثالث» الذى سيطر علي اغلب هؤلاء النخب الجديدة الشبابية وشكل وجدانهم ، وفى ظل المرحلة الانتقالية التى كانت تعيشها الكنيسة، كان الأقباط يبلورون ائتلافاتهم وحركاتهم السياسية، يحاولون أن يلعبوا دوراً مؤثراً على المسرح السياسى، أراد الأقباط أن يصبح لهم صوت وقرار، وهو ما منحه لهم الأنبا تواضروس الذى صار «البابا تواضروس الثانى»، فى نهاية عام 2012، ليعلن أن الكنيسة مؤسسة روحية، وأن الأقباط أحرار فى تحديد مصيرهم السياسى، ولا علاقة للكنيسة بالسياسة، لترفع اليد رسمياً عن الأقباط، ويشهد عام 2013، الانقلاب الحقيقى للأقباط أو «الخروج الكبير». «30 يونيو».. إذا كان هذا التاريخ يمثل للمصريين شيئاً، فإنه يمثل للمصريين الأقباط، تاريخ «الخروج الكبير".
رامي كامل نموذج من هؤلاء الثوار الخدام ،ابناء "الليتورجية والنضال الليتورجي الروحي" والعلانية والثورة الرقمية ، يجمعون بين الهوية الوطنية والهوية الكنسية ،بين الاصالة الكنسية والابوية وبين الحداثة وثورة الاتصالات ، ومن ثم هم في اشد الاحتياج للنظام الابوي المتمثل في الاب الكنسي المتجسد في قداسة البابا تواضروس الثاني ، والي الابوة الوطنية المتمثلة في تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي ، نحن بحاجة لحوار وطني كنسي في مؤتمر متخصص يمكن للجنة العلاقات العامة بالمجمع المقدس للكنيسة الارثوزكسية ان تتبناة ، وفي حضورالبابا تواضروس والرئيس السيسي ، لاعادة الروح الي هؤلاء، واعتقد انني لا ادعوا الي طائفية لان الدستور يتحدث عن التمثيل القبطي ، في المجالس النيابية ، من أجل تمكين الاقباط من البناء الاجتماعي والسياسي ، والا سوف نفتح ثغرات لامخرج منها ،ويتحقق مخاوف كمال زاخر في " ففقدنا خارطة الخروج"؟ وكما قال د عماد جاد :" قليل من الامن كثير من السياسة".
الحرية لرامي كامل ولكل من لم يرفع سلاح ضد الدولة مهما اختلف معها ، اقول قولي هذا واستغفر الله لرامي ولي ولكم ، ومن له عينان للنظر فليقرأ .