كتبت - أماني موسى
كشف د. محمد طه، الاستشاري النفسي، أن هناك علاقة معقدة بين الأكل والحالة النفسية، فقديمًا كان الإنسان يأكل لكي يعيش، والآن أصبح هناك أسباب أخرى، فتجد بعض الناس بتاكل عشان تنبسط أو عشان تجتمع أو عشان تحب، فأصبح للأكل معاني ووظائف نفسية أخرى للأكل.
مصابي الاكتئاب يعانون من اضطرابات الشهية والوزن
وأضاف في لقاءه مع الإعلامي عمرو عبد الحميد ببرنامج "رأي عام" المفدم عبر شاشة TEN، أن الأكل يؤثر على الحالة النفسية والحالة النفسية تؤثر على الأكل، فمصابي الاكتئاب يصابون بتوتر واضطرابات في الأكل، فأحيانًا مصاب الاكتئاب تُسد نفسه عن الطعام، وآخر يحدث له فتح شهية، فيأكل بشهية مفتوحة جدًا وكأنه شكل من أشكال الأذى النفسي لنفسه.
الشيكولاتة الغامقة تزيد من إفراز هرمون السعادة
وتابع، هناك أكلات تشعر الناس بالسعادة مثل الشيكولاتة الغامقة التي تزيد من نسبة السيرتونين "هرمون السعادة"، لافتًا إلى أن العلوم النفسية الآن بها قسم "علم نفس الأكل" وهذا العلم نشأ من مجموعة ملاحظات بسيطة جدًا، مثل أن الإنسان يأكل أكثر وهو يأكل وسط مجموعة من أن يأكل بمفرده، ومنها أن أكلنا بدأ يتأثر بالإعلانات، بإضاءة المكان الذي تتناول فيه طعامك.
فقدان الشهية العصابي يشعر المريض بوزن غير وزنه الحقيقي
وهناك قسم بعلم الأمراض النفسية يسمى "أمراض الأكل"، منهم مرض فقدان الشهية العصابي، حيث يعاني المريض من شعور بأنه بدين عل الرغم من أن وزن الجسم يكون أقل من الطبيعي، حيث يكون المريض هنا استقباله لوزن جسمه مختلف عن الواقع والحقيقة، فتكون الفتاة رفيعة جدًا ولكنها ترى أنها بدينة جدًا.
السيدات يعانين من اضطرابات الطعام أكثر من الرجال
وهناك مرض عكس فقدان الشهية العصابي ويسمى نهم الأكل العصبي، حيث يعاني المريض من أنه يتناول الكثير من الطعام، ثم يقوم بالقيء لإفراغ كل ما أخذه من طعام، ولفت طه إلى أن السيدات يعانين أكثر من الرجال من اضطرابات الطعام.
وعن سبب ذلك قال طه، بأن السيدات يتم حصرهن من قبل المجتمع في عدة مفاهيم متعلقة بشكل الجسد المثالي، ومن ثم هن الأكثر عرضة للإصابة باضطرابات الطعام والشهية.
المهن المعرضة للظهور يصابون بالأكثر بأمراض الأكل واضطرابات الشهية
وأشار إلى أن الأميرة ديانا كان لديها فقدان الشهية العصابي، وأوضح أن الناس المعرضين للظهور يعانين بالأكثر من اضطرابات الطعام، حيث تجد الممثلين والمذيعين وغيرهم ممن تتطلب مهنتهم الظهور أمام جمهور، حريصين على الحفاظ على وزن معين، ولذا قد يعانين أصحاب هذه المهن من أمراض الشهية وخاصة فقدان الشهية العصابي، لأن الطعام بالنسبة لهم قد يتسبب في خسارة وظيفتهم.
تغير الشهية أولى أعراض الاكتئاب
وأضاف د. طه، أن الاكتئاب هو أحد أبرز الأمراض التي يتغير وزن المريض بها، فأولى الأعراض لوجود الاكتئاب هو تغير الشهية والوزن، بالزيادة أو النقصان، كذلك التوتر والقلق يؤثران على الشهية.
لماذا نستيقظ ليلاً لنأكل؟
وعن الاستيقاظ ليلاً لتناول الطعام، قال د. طه أنه مرض متعارف علبيه حيث يقوم الشخص بالاستيقاظ في منتصف الليل ليأكل بشراهة، ثم يشعر بالذنب، وهناك مرض "نوبات الأكل" حيث يعاني الشخص من نوبات يشعر فيها بشراهة في الشهية ويليها أيضًا شعور بالذنب.
الجسم المثالي أسطورة مفيش حاجة اسمها جسم مثالي
وشدد د. طه أن ما يسمى الجسم المثالي هو مجرد أسطورة، مفيش حاجة اسمها جسم مثالي، في حاجة اسمها جسم صحي، والجسم المثالي قد يكون سجن بالنسبة لبعض الناس، مشيرًا إلى أن المجتمع والأسر والسوشيال ميديا والإعلام رسخوا هذه الفكرة.
وأوضح أن هناك ما يسمى بمعنى الأكل، أي ماذا يمثل الأكل بالنسبة للشخص؟ فبعض الأشخاص المكتئبين يعاني من فقدان شهية للحياة والعمل ومن ثم فقدان شهية للأكل، والبعض الآخر من مصابي الاكتئاب يعانون من إفراط بتناول الطعام، وهؤلاء يعانون من احتياج عاطفي، احتياج للحب، احتياج للقبول، احتياج للاهتمام، ولا يوجد لديه إنسان أو أشخاص يسددون هذا الاحتياج، فيلجأ إلى ملئ هذا الاحتياج بتناول المزيد من الطعام، أي أنه بمثابة تعويض نفسي عن طريق الأكل باعتباره العنصر المتاح.
وأكد على أن العلاقة الجيدة بين الإنسان وجسده أولى عوامل نجاح "الدايت"، فلا بد أن تحب جسدك وتقبله ومن هنا تبدأ رحلة فقدان الوزن، لكن لو حد كاره نفسه وجسمه وعمل كذا دايت مش هينجح، علاقتي بجسمي بتفرق في شكلي والدايت هينجح ولا هيفشل.
الأكل العاطفي
أوضح د. طه أن الأكل أحيانًا لا يكون لسد جوع جسدي، ولكن لسد جوع عاطفي، أو لسد جوع نفسي، فهناك بعض الأشخاص لديهم احتياج عاطفي أو نفسي شديد مثل شخص يعاني من الوحدة، أو الفقد أو خارج من صدمة عاطفية، ومحتاج حب واهتمام وقبول، ولا يوجد مصدر لإشباع هذا الاحتياج، فيلجأ للأكل كعنصر متاح بديلاً عن البشر لتسديد الفراغ أو الجوع العاطفي.
وأحيانًا يكون من معاني الأكل هو الغضب، فالبعض حين يشعر بالغضب يتجه للأكل، وبدلاً من أن يخرج طاقته السلبية للخارج يوجهها للداخل ويقوم بإيذاء نفسه، أو انتقام لا تعرف أن توجهه لأصحابه فتوجهه لنفسك.