يحمي الخليج

لا أعرف بالضبط، منذ متى أصبح الخليج العربي قاصر يحتاج للحماية؟ ومنِ منْ؟ الكل يتوهم أنه حامي الخليج، بن سلمان يظن نفسه هكذا، فيسلح جيشه بأسلحة لا يستطع إذا ما حشد كل جيشه أن يستخدمها في آن واحد، ويشتري صفقات بنصف تريليون دولار وأكثر، كذلك الإماراتيون يفعلون نفس الشيء، بتكلفة أقل، هكذا يفعل القطريون، إذ يجمعون على أرضهم أربع جيوش بأربع قواعد، أولهم الأمريكي الأقدم والأقوى، ثانيهم التركي والإيراني، وهما قريبان في زمن التواجد والقدرات، ثم يأتي بعدهم القطري الذي يتمركز في أقصى التقديرات بكل مرتزقته في قاعدة واحدة، قطر الأخرى تظن أنها تحمي الخليج، كل جيش من الجيوش الثلاثة الأخرى تحمي الخليج. 

 

يصرح أردوغان أنه يحمي الخليج، لا أعرف كل هذا حقيقي أم حلم، بل كابوس أعيشه حين أرى تلك المنطقة النفطية في المقام الأول، والمعبر التجاري لناقلات البترول وما شابه من الشرق للغرب والعكس ومن الخليج لخارجه والعكس، تحتشد كل حشود العالم لتحميها لكن يبقى السؤال منِ منْ تحمون الخليج؟ أردوغان بالأولى يجب أن يجيب، هل هو يحمي الخليج من إيران الحليفة له ولقطر صديقته، إذن فهو في صف السعودية التي طالما عاداها وأسمى شارع قنصليتها باسم ذبيحها جمال خاشقجي، أم يحمي الخليج من السعودية، وهو أمر يبدو منطقي، لكن تزول منطقيته فور نظرنا للعلاقات الأمريكية السعودية، والتواجد الأمريكي في الأرض السعودية ذلك التواجد القديم في تاريخه، والمستحدث في إمكاناته، ناهيك عن صفقة الأسلحة الأكبر، ومع العلم البسيط بأن أمريكا وتركيا دولتان في حلف الناتو، مع الفارق في القيمة والمكانة، إلا أنهما يبدو أنهما حليفتان، يعني لي هذا درب من الخيال، هل أردوغان يحمي الخليج من السعودية التي تحلبها أمريكا وتتحالف معها وتصدر لها السلاح رغم أنف الكونجرس، أردوغان مس من جن خبل يجعله يصرح تصريحات عنترية ليظهر في مظهر البطل الشعبي في عين شعبه أو في عين مُريديه، ولكنه لا يدرك ماذا يقول وإن كان هذا صحيح أنه يحمي الخليج فليقل لنا منَ منْ يحمي الخليج؟ ومع من؟

 

إذا كانت تصريحات أردوغان تحمل معنى، فلا تحمل سوى أن الجميع يتسابق على الأكل من كعكة الخليج، تلك الكعكة التي لا تنضح إلا نفط وتفيض أموال على من يحميها سواء كان الدافع قطر أو السعودية أو الإمارات، الكل يدفع حتى إيران تدفع برغم فشلها الاقتصادي حتى ولو كان دفعها هذا من دماء شعبها الذي تقمعه في ثورته على نظامها الفاشي.

 

المختصر المفيد ادعاء البطولة نهج الأنظمة الفاشية القمعية المدعية النجاح.