مصر دائماً ولادة، وفى أحلك الظلمات والصعاب لا بد أن تجد بصيصاً من نور وشعاعاً من أمل وسط ركام الإحباطات والمعوقات، عمر الحلفاوى باحث صيدلى مصرى ذهب للدراسة فى كندا واقترب من حل واحدة من أخطر المشكلات الصحية التى حيرت العالم، ألا وهى التغلب على مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، والتى باتت كارثة تهدد العالم كله، بدأ عمر البحث والتقط الخيط وذللت له الجامعة فى كندا كل الصعاب، وهذا هو الدرس الذى لا بد أن يُستوعب، تهيئة المناخ للباحث هى الطريق للتحضر والتقدم، مهما صرفنا فنحن قد ربحنا، هذا هو ملخص لقاء وتقرير لمجلة كندية علمية مع الباحث المصرى الذى اقترب من نوبل (عمر الحلفاوى)، يقول التقرير: قد يبدو هذا وصفة لفيلم ناجح من الخيال العلمى، لكنه ليس كذلك. إنه ما يركز عليه د.عمر الحلفاوى، كل يوم فى معمله، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن حقبة ما بعد المضادات الحيوية، التى يمكن أن تكون فيها الإصابات الشائعة والإصابات الطفيفة قاتلة، بعيدة كل البعد عن أن تكون خيالاً مروعاً. بدلاً من ذلك، إنها إمكانية حقيقية للغاية للقرن الحادى والعشرين.
يهتم د.الحلفاوى بمعرفة كيف تقاوم بعض البكتيريا المضادات الحيوية واكتشاف علاجات جديدة لمعالجة هذه المشكلة العالمية.
وقال «الحلفاوى»: «يعتبر اكتشاف المضادات الحيوية، الذى تم منذ ما يقرب من 100 عام، أحد أهم الاكتشافات فى التاريخ لأنه مكّن الناس من الحصول على هذا النوع من التقدم الشامل فى مجال الطب». «يعتبر الناس هذا أمراً مسلماً به ولا نقدر ما لدينا، والآن نحن معرضون لخطر فقدانه جميعاً إذا لم نعالج المشكلة عن طريق إجراء بحث جاد».
يركز مختبر الدكتور فالفانو، حيث يكمل الحلفاوى زمالة ما بعد الدكتوراه، على بكتيريا Burkholderia cenocepacia، وهى بكتيريا مقاومة للغاية للمضادات الحيوية وتسبب مشاكل خطيرة لدى المرضى الذين يعانون من نقص المناعة، مثل المصابين بالتليف الكيسى، بحث الحلفاوى فى كيفية توصيل هذا الخلل المعين بمقاومته غير العادية للميكروبات للبكتيريا الأخرى الأقل ضرراً فى كثير من الأحيان.
خلال تدريب الدكتوراه، اكتشف الحلفاوى تفاعلاً جديداً بين البكتيريا المرتبطة بمقاومة المضادات الحيوية. ووجد أن Burkholderia cenocepacia يمكن أن يحمى البكتيريا الأخرى التى يمكن علاجها عادة بالمضادات الحيوية.
«سوف يرسل الخلل الكبير إشارات وبروتينات صغيرة ومواد كيميائية صغيرة إلى البكتيريا الأخرى وقد وصفت هذه المعلومات»، «عند القيام بذلك، وجدت آلية جديدة لمقاومة المضادات الحيوية، وهو ما واصلت عمله فى زمالة ما بعد الدكتوراه».
وأضاف الحلفاوى أن هذا الاكتشاف لا يقتصر على Burkholderia cenocepacia - فقد اختبروا بكتيريا أخرى وشاركوا جميعاً فى البروتين الذى أظهر آلية المقاومة هذه.
فى الأصل من الإسكندرية، مصر، بدأ الحلفاوى بدايته فى العلوم الصيدلانية. بعد أن عمل صيدلياً محلياً لبضعة أشهر، التحق بقسم الأحياء الدقيقة الصيدلية فى جامعة الإسكندرية كعضو هيئة تدريس، لقد جاء إلى كندا مع زوجته وابنته البالغة من العمر ست سنوات فى عام 2010، ويستكمل منصبه التدريبى ومنح الزمالة منذ ذلك الحين، وقال: «بالطبع كان المجىء إلى هنا بمثابة تحول كبير، لكننى شعرت أن المختبر وطب شوليش للطب وطب الأسنان كنت فيه موضع ترحيب كبير». «منذ البداية، شعرت وكأننى فى المنزل - كان الانتقال سلساً للغاية، وكان هناك الكثير من المتدربين الدوليين الذين يعملون حولى».
فى حين أنه يتمتع بالاستقلالية والتركيز على البحوث التى تأتى من إكمال زمالة ما بعد الدكتوراه، فإنه يتطلع إلى أن يكون قادراً على التدريس مرة أخرى.
وقال: «منذ بداية حياتى المهنية فى الأوساط الأكاديمية، أتيحت لى دائماً فرصة التدريس». «أعتقد أن التفاعل مع الطلاب مُجزٍ وممتع، وأتطلع إلى القيام بذلك مرة أخرى فى المستقبل».
نقلا عن الوطن