الأقباط متحدون | "تاريخ البطاركة" مجلد يروي قصة مصر بعيون ساويرس بن المقفع
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٥٦ | الاثنين ٦ فبراير ٢٠١٢ | ٢٨ طوبة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٦٢ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

"تاريخ البطاركة" مجلد يروي قصة مصر بعيون ساويرس بن المقفع

محيط- كتبت: سميرة سليمان | الاثنين ٦ فبراير ٢٠١٢ - ٠٩: ٠٤ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة بمقر جناحها بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في سراي "3" ندوة وحفل توقيع لكتاب "تاريخ مصر من خلال مخطوطة تاريخ البطاركة" الذى حقّقه وأعده وقدّم له الكاتب عبد العزيز جمال الدين عن مخطوطة ساويرس بن المقفع، والموسوعة تقع في عشرة أجواء ويبلغ عدد صفحاتها 6000 صفحة.

شارك فى اللقاء الناقد طلعت رضوان والكاتب الصحفى خالد السرجانى والشاعر جرجس شكرى، كما تحدث عبد العزيز جمال الدين عن أهمية الكتاب وتاريخه، بحضور رئيس الهيئة الشاعر سعد عبد الرحمن، وأدار اللقاء الشاعر صبحى موسى مدير النشر بالهيئة.

كانت الهيئة قد أصدرت الكتاب فى بداية العام الميلادى الجديد ومواكبا للدورة الحالية لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، حيث حقق الكتاب مبيعات تجاوزت ستمائة نسخة فى الأسبوع الأول من المعرض.

يُقدم هذا الكتاب التحقيقَ العلمى لواحدة من أهم المخطوطات التاريخية النادرة التى تعرض تاريخ مصر بعين مؤرخ مصرى قبطى هو ساويرس بن المقفع، وهى مخطوطة تتبع تاريخ توالى آباء الكنيسة المصرية إلا أنها فى خلال تتبعها قدمت واقع تاريخ مصر منذ الاحتلال الرومانى فى القرن الأول الميلادى وحتى حكم الخديوى عباس فى أوائل القرن العشرين.

هذه المخطوطة التى بدأها ساويرس بن المقفع وتوقف فيها عند الخليفة المعز لدين الله الفاطمى، ثم توالى على العمل بها بعد موته مؤرخون آخرون بتكليف من الكنيسة المصرية كان الغرض المبدئى هو كتابة تاريخ البطاركة، الذي حسب المحقق لم يكن مفصولا عن تاريخ مصر كلها عما مر بها من أحداث سياسية واقتصادية واجتماعية، فكانت المحصلة حقبة متكاملة من تاريخ مصر بتفاصيلها وثناياها منذ دخول العرب إلى مصر وحتى بدايات القرن العشرين.


أكد المحقق والمؤرخ عبدالعزيز جمال الدين أن التاريخ يحوز اهتمام المصريين جميعاً، باعتبار أننا أقدم الشعوب التي كتبت التاريخ، فالتاريخ المصري القدي كان يضم شخصيات المقاومة الوطنية، ويعلي من شأن المقاومة التي تفني أعداء الوطن، قائلاً أن مصر هي التي أبدعت أدب المقاومة في العالم.

يواصل: المخطوطة حكت التاريخ المصرى بعين ووجهة نظر مؤرخ مصرى قبطى هو "ساويرس بن المقفع" عن كل شىء فى مصر وقتها كيف كان المصريون لحظة دخول العرب والإسلام؟ تفاصيل الحياة والأوضاع الإجتماعية – كيف تلقى المصريون هذا الدخول وكيف تعاملوا معه؟ مامدى الحرية التى تمتع بها الأقباط تحت حكم السلطة الإسلامية؟ كيف بعد دخول شق من المصريين فى الإسلام تعامل المسلمون والأقباط؟ بل وكيف انتشر الإسلام فى مصر؟.

تميز المؤرخ "ساويرس بن المقفع" فى إيراد التفاصيل الحية عن غيره من المؤرخين المسيحيين من مصر وغيرها وانفرد تاريخه بالكتابة عن ثورات المصريين وتوسع فى رصدها تماما مثلما توسع فى الكتابة عن الاسكندرية "مقر البطريركية" أو الإسكندرية العظمى كما يسميها، لكن كل تلك الخيوط فى إطار نسيج أوسع وأغنى هو نسيج الحياة فى مصر كلها.

وتأتى الأهمية الخاصة لذلك العمل كما يشير محققنا الى أن المؤرخ قد أرخ لتاريخ مصر كلها من خلال الكنيسة وآبائها فى ظل الحكم الإسلامى، وصبر المحقق حتى وصل إلى المخطوطة الكاملة فى "المتحف القبطى"، ونسختها المصورة فى "المكتبة الوطنية بباريس"، ليضع بين أيدينا هذا العمل لأول مرة محققا ومطبوعا باللغة العربية متفوقا بذلك حتى على الأوربيين الذين عرفوا المخطوط وقدموه منقوصا من خلال المستشرق الفرنسى "يوساب"، الذى نشره فى باريس 1713م تحت عنوان "بطاركة الإسكندرية" لكنه لم يتمكن من ترجمة كل ما في المخطوط لكثافة ما حواه من معلومات عن الكنيسة المصرية وما يتعلق بالعلاقة بين الحكام المسلمين والأقباط.

عاش ساويرس فترة مايسمى "عصرالولاة" الذى يبدأ بدخول العرب إلى مصر وينتهى بقدوم "أحمد بن طولون"، ومن ثم يرصد لحظة تاريخية فى عمق التاريخ المصرى مبيناً كيف انتقلت مصر من التبعية للخلافة إلى الإستقلال الذاتى، ملقيا مساحة من الضوء الساطع على الكيفية التى جرت بها الأمور فيما بين البطاركة المصريين، وكذلك علاقة البطاركة بالنوبة والحبشة، وشمال افريقيا والشام، وكيف كانت مصر تعيش الرخاء والقحط والوباء والمجاعات وكيف سلك الناس تشبثا بالحياة أو تحايلا على ظلم الحكام وجورهم.

لقد شارك مؤرخون آخرون فى رصد وتسجيل تلك الحقبة لكن "ساويرس" تميز عنهم فيما يتعلق أولا بموقع المصريين فى ظل الحكم الإسلامى، ومدى وحدود الحرية الدينية وحرية الشعائر والاحتفال بالأعياد وبناء وتجديد الكنائس والأهم كيف انتشر الإسلام فى مصر بدقة تصل إلى حد تقديم ارقام عن عدد الذين تحولوا إلى الدين الإسلامى.

ويقول المحقق أن المخطوطة تشير لمقاومة المصريين دخول العرب بلادهم في البداية .

وتعرض "ساويرس" إلى سياسة السلطة الإسلامية بشأن الأديرة والكنائس مشيرا إلى أن الأقباط شغلوا مناصب هامة فى ظل الحكم الإسلامى خاصة فيما يتعلق بالوظائف المالية والإدارية، مستثنيا عهد "الحاكم بأمر الله" .

وأشاد المؤرخ بعهد الفاطميين الذى صار فيه جميع مقدمى المملكة والناظرين فى دواوينها وتدبير أمورها من النصارى.

كذلك ينفرد "ساويرس" فى رصد تفاصيل مبدأ "الجزية" وتطبيقاته عبر فترات الحكم المختلفة والدور الذى لعبته الضغوط الإقتصادية وموقف العرب منذ البداية في تأييد الكنيسة اليعقوبية مقابل "الملكانيين" أتباع الملك البيزنطى، كذلك كان موقف "الأرثوذكس المصريين" أصحاب البلاد ما بين الجزية والخراج المفروض من قبل العرب الداخلين إلى مصر وأيضا موقف الشعور الوطنى المصرى انذاك الى الحروب الصليبية ونظرة "ساويرس" الى فكرة الحروب الصليبية.

ويرجع المؤرخ عبدالعزيز جمال الدين سر اهتمامه بهذا المخطوط، لأنه دليل على وحدة هذا الشعب، وأن التاريخ المصري واحد، لا يُقسم إلى إسلامي وقبطي وحديث وغيره، وكذلك بسبب الإهمال الذي تعرض له هذا المخطوط من كافة المؤسسات خاصة أنه يضم معلومات غير متاحة في كتب التاريخ الأخرى.

مثل الحديث عن ثورة البشمور واستمرار الثورات المصرية منذ العصر البطلمي، ولأن اسم المخطوط هو "البطاركة" فقد أوحى ذلك للبعض بأنه يكتب التاريخ الكنسي، لذلك تم إهمال المخطوط.

وأكد المؤرخ أن هناك تشابه كبير بين الحضارة القبطية والحضارة المصرية القديمة، ويكفي أن فكرة الرهبنة المتجذرة في العقيدة المسيحية هي فكرة فرعونية كانت تهدف إلى ترك الوادي وتعمير الصحراء لطرد الإله ست وتعمير مصر، مشيراً إلى أن الديانة المسيحية حين ظهرت، كانت الأديرة تتخذ مقراً لمقاومة الرومان.

من جانبه امتدح طلعت رضوان رخص سعر الموسوعة 52 جنيهاً فقط، بعد أن وصلت الموسوعة بأجزائها إلى 700 جنيه لدى دور النشر الخاصة.

من جانبه قال جرجس شكري أن الدور الحقيقي للمؤسسات هي أن تقدم مثل هذا النوع من الإصدارات، بدلاً أن تكون إصداراتها للترضية والمجاملات فقط.

يواصل: الكتاب هو عن 117 بطريرك آخرها هو البابا شنودة، ويشرح الكتاب لماذا حدث الخلاف بين البابا شنودة والرئيس الراحل السادات، وذلك بسبب معارضة البابا لمعاهدة كامب ديفيد، وهو ما حدث مع كيرلس الخامس حين اختلف مع الاحتلال البريطاني، مؤكداً أن تاريخ البطاركة هو جزء من تاريخ مصر.

وأشار الشاعر سعد عبدالرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة أن إنجاز الموسوعة إنجازاً ينضم إلى صدور كتب مثل تاريخ ابن خلدون، وتاريخ التعليم في مصر، والقاموس الجغرافي، وتايخ العرب قبل الإسلام، وغيرها من الإصدارات، قائلاً أن الهيئة ستصدر تاريخ الجبرتي قبل انقضاء العام الجاري.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :