الأقباط متحدون | لقد طال " المخاض" يامصر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٤١ | الثلاثاء ٧ فبراير ٢٠١٢ | ٢٩ طوبة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٦٣ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

لقد طال " المخاض" يامصر

الثلاثاء ٧ فبراير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم : نسيم عبيد عوض


لقد أجمع الكل أن الولادة ستتم فى أوائل 2011 ‘ وبالفعل ظهرت الأعراض فى 25 يناير ‘ ووقف العالم على أطراف أصابعه فى إنتظار المولود الجديد ‘ وفى 11 فبراير أى بعد 18 يوما بدأ المخاض ‘ لقد أتفق المعالجين ‘ أن هناك مولودا جميلا قويا ‘ سيخرج للوجود فى مصر ‘ مولود سيكون إسمه حرية ‘ لأنه سيتربى بين أحضان مجتمع راقى طاهر ينعم بالمحبة والسلام ‘ بين ابوين يتكفلون برعايته فى بيت آمن ‘حر ‘ لا يعوزة شئ ‘ الجيران يحبونه ويتكالبون على تهيئة جو الإستقرار والهدوء والإطمئنان ‘ حتى ينتعش المولود وينمو فى حياة بهيجة صافية تمنحة كل الوسائل حتى يخرج منتميا لبلده ومجتمعه الذى قدم له كل تعليما حديثا وعلاج وغذاء مع الحب والسلام.

ولكن هيهات منذ أكثر من عام مضى والأم مصر فى مخاض دائم ‘ حتى هدها التعب والألم ‘ فالمولود فى رحم مصر مخنوقا طوال عقود طويلة رافضا الخروج لدنيا ليس فيها سلام ولا إستقرار ‘ مجتمع يأكل بعضه بالفساد والتعصب والفتن والخراب والظلم والبغضة والكراهية والرياء ‘ وكلنا نتعجب الى متى يستمر هذا المخاض ‘ الوطن يحترق من أوله لآخرة ‘ الباقى من شباب مصر محطم تماما ‘ آلاف المصابين ما بين عجز جزئى وكلى ‘ آلاف فقدوا عيونهم‘ والمئات يعالجون خارج مصر من آثار الخرطوش ‘وآلاف سيعيشون وبأجسامهم مئات الشظايا ‘ والباقى مرميا فى أروقات المستشفيات العمومية يبحثون عن علاج ‘ والباقى من شباب مصر يعيش وسط دماء قتلى الشوارع والميادين ‘ ينامون داخل خيم من بقايا خرق باليه يصنعون داخلها كل مايحلوا لهم ‘ نحن أمام شباب مصرى خرج من شرنقة الخوف ‘ الى شوارع بلده يحلم بأنه سيحرركل شبر فيها ‘ لن يعودوا لديارهم إما قتلى او قتلة ‘ ولدينا خمسة ملايين من أطفال الشوارع يعبثون فيها دعارة ومخدرات ونهب وسلب وتخريب ‘ ولدينا ملايين بالعشوائيات يتم تإجيرهم لأى عمل حتى القتل والحرق مقابل مئات الجنيهات ‘ يعودون بها لبيوتهم يصرفونها على الكيف والمزاج والى يوم جديد فى خراب مصر.

رجال الحكم الذين حكموا مصر قرابة نصف قرن يوروثون الحكم ‘ خلعوا فقط الرئيس ‘والأولاد والأحفاد والرتب العسكرية الكبيرة وباقى الحكام قابعون فى وظائفهم ومحلاتهم ‘ سواء بالقوات المسلحة أو بالإدارة المدنية ‘ حكومة ‘قضاء ‘ جامعات ‘ مؤسسات وهيئات ‘ حتى قواعد مصر الإقتصادية مازالت ملكا للمتآمرين ‘ وباقى بنوك وشركات البلد كله مازال تحت قبضة العهد البائد ‘ إدارة المحافظات والمحليات كلها يديرها رجال لا يريدون خيرا لمصر‘لهم مكاتبهم ولأهلها ولأبنائها ولشعبها مصالح أخرى كلها تتعامل معهم بالرشوة والفساد.

خبراء النظام السابق الموجودون خلف الجدران يحطمون الحياة السياسية لمصر ‘ وبأسلوب فى غاية الذكاء وبمعرفة خبراء مثل المستشار طارق البشرى وزميله صبحى صالح ‘ومستشارين بالمئات الذين خططوا لصالح جماعة الإخوان ‘ولكن فى الحقيقة كانو يخربون البلد كله ‘لأن تخريب الحياة السياسية كماخططوا لها قد يوقع مصر فى قاع الفوضى والفتنة والضياع أو تحت حكم وهابى أو طالبانى ‘ أو حرب أهلية بين شعبها يأكلون بعضهم حتى يأمن رجال الحكم أنهم خرجوا بغنائمهم سالمين ‘ ولكن الثمن سيكون غاليا قد يأخذ الوطن لأعوام من الخراب يحتاج الى معجزات ترمم المكسور وتجبر المشروخ ‘ ولكن سيكون المقابل الخنوع لدولة قريبة أو بعيدة .

قالوا إنتخابات حرة فكسبتها التيارات الإسلامية ‘ وتجمع مجلس شعب مفكك ومنقسم على نفسه ‘ لأن أعضاؤه من فقهاء الدين وجهلاء السياسة ‘ وأغلبهم دخل المجلس لتحقيق أجندات سابق الإتفاق عليها مع رجال القوة الموجود خلف الستائرأو خلف العمائم ‘ وهاهو الشباب الثائر يرفضهم ‘ وحتى الشعب الذى إنتخبهم يرفضهم‘ والمثقفون أيضا يكرهونهم ‘ والمقابل هرج ومرج فى الحياة السياسية ‘ ورسم ديمقراطية شكلية وحراك سياسى مشبوه ‘ وقد يكون علاج ذلك ثمنا باهظا من الأرواح والخسائر‘ والشارع المصرى الظاهر فيه الآن ‘ خراب وحرائق وقتلى وإجرام وسطو ونهب وسلب وخطف ‘ وضرب الشعب بالقنابل الغازية ورصاصات حية ‘ ولا أحد يستطيع إيقافه ‘ ولا سلطة قوية تقدر على إسكاته ‘ فالغوغاء فى الشوارع وهو أصلا الدار الآمنة لهم ‘ والشباب سيستمر فى ثورته خارج بيوته ومدارسه وجامعاته ‘ لأنه إختنق من أكاذيب وأخلاقيات فاضحة ‘ وحرمان مادى وجنسى وإنفتاح على عالم الغرب والحرية المنعم عليهم بها ‘ والنتيجة بين ذلك وتلك الفوضى والضياع للمجتمع كله ‘ لأنه بعد فترة غير قصيرة سيسقط إقتصاد البلد وسيخرج الجوعى فى الشوارع ‘ وهذا هو المخاض الطويل ‘ ونقول لمصر يستحسن أن يبقى المخاض لمدة أطول حتى يخرج جنينيا معافيا وصحيحا فى مجتمع واضحة المعالم فيه ليعيش وسط أهله وأحباؤه هنيئا سعيدا‘ فى جو يستنشق فيه هواء نقيا ‘ يجتمع حوله الجميع بالحب والهدوء والسلام ‘ولحين تحقيق ذلك‘ لك الله يامصر العالم وحدة ماسيحدث على هذه الأرض الطيبة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :