سليمان شفيق
زيارات سرية قطرية للسعودية وصمت مصري
زار وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بزيارة غير معلنة للعاصمة السعودية، في وقت يرى فيه مراقبون أن هناك مؤشرات على اتجاه الأزمة الخليجية نحو الانفراج، وقالت مصادر إن الوزير القطري التقى بمسؤولين سعوديين بارزين الشهر الماضي، ولم يتضح ما إذا كان قد أجرى حوارا مباشرا مع ولي العهد محمد بن سلمان.
وذكر أحد المصادر أن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التقى بمسؤولين سعوديين بارزين الشهر الماضي، وهي الزيارة الأرفع منذ مايو عندما حضر رئيس الوزراء القطري القمة العربية في مكة.
ولم يتضح إن كانت الزيارة قد شملت لقاء مباشرا مع الحاكم الفعلي للمملكة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وكانت صحيفة وول ستريت جورنال هي أول من أعلن نبأ تلك الزيارة
وقال السناتور الأمريكي كريس مورفي إن زيارة الوزير "خطوة مهمة تظهر انفتاح الجانبين على الحوار". وأضاف لرويترز خلال زيارة للبحرين "على الأقل.. أعتقد أن السعوديين مخلصون في محاولتهم التوصل لسبيل للمضي قدما".
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية والصلات التجارية مع قطر في يونيو 2017 متهمين إياها بدعم الإرهاب وهو ما نفته الدوحة واتهمت دول الجوار بمحاولة التعدي على سيادتها، وحاولت الكويت والولايات المتحدة التوسط لحل الخلاف الذي أضعف جهود واشنطن الرامية للتصدي لإيران.
13 مطلبا لحل الأزمة
وقال المصدر الأول "الولايات المتحدة والكويت حريصتان على حل ذلك (الخلاف) والمساعدة في إعادة بناء الثقة في الخليج".
وحددت الدول التي قاطعت قطر 13 مطلبا لحل الأزمة من بينها إغلاق قناة الجزيرة القطرية وإغلاق قاعدة عسكرية تركية والحد من الصلات مع إيران وقطع العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين.
وقال مسؤول قطري بارز لدى سؤاله عن الزيارة إن الدوحة "ترحب بكل فرصة لإنهاء الحصار المفروض، عبر الحوار الصريح والاحترام المتبادل لسيادة كل دولة".
ولم يرد مكتب الاتصالات الحكومي بالسعودية على الفور على طلب للتعليق. وكان عادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية قد أبلغ الصحافيين قبل أيام بأن الرياض ما زالت تنتظر رد الدوحة على المطالب.
وتحاول السعودية، التي تضررت سمعتها بواقعة قتل الصحافي جمال خاشقجي العام الماضي، تحسين صورتها العالمية مع توليها رئاسة مجموعة العشرين.
وقال مسؤولان غربيان "لرويترز": إن جهودا أولية تبذل فيما يبدو بشأن مصالحة داخلية حول قطر.
وبدأت بطولة كأس الخليج لكرة القدم في قطر يوم الثلاثاء بحضور فرق من الإمارات والسعودية والبحرين في مؤشر على ما يبدو على تحسن العلاقات.
وقال دبلوماسي من إحدى دول الخليج العربية إن من المتوقع عقد قمة إقليمية أوائل الشهر القادم في الرياض قد تضع الأساس لتحسين العلاقات وهو أمر بات الآن مرجحا أكثر من أي وقت مضى. وأضاف الدبلوماسي "نرى أن قبلات الخليج (بالأنوف) تقترب.
اين مصر ؟:
حول ذلك يكتب عبد الباري عطوان في صحيفة "راي اليوم "، وتحت عنوان :"اين مصر من المصالحة الخليجية ؟":
(أنّ الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب، ومِثلما قالت قناة “الحرّة”، هو الذي يُشرِف شَخصيًّا على الجُهود الدبلوماسيّة المَبذولة للتّقريب بين دولة قطر والدول الخليجيّة الثّلاث المُقاطِعة لها، وأنّ هذه الجُهود وصَلت إلى مرحلةٍ مُتقدّمةٍ، وعبّر عن هذه المسألة بشكلٍ أوضَح الجنرال ديفيد غولدفين، رئيس هيئة الأركان الأمريكي في خِطابه أمام معرض الطّيران في دبي، عندما حثّ دول الخليج على تَوحيد قُدراتها العسكريّة في ظِل احتِدام التوتّر مع إيران.
ويضيف عطوان : وأكّدت وِكالة الصّحافة الفرنسيّة نقلًا عن مصادر خليجيّة أنّ وَفدًا قَطريًّا رَفيعًا سيَصِل في الأيّام القليلة المُقبلة إلى الرياض، ولم تستبعد مصادرنا أن يكون برئاسة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير الخارجيّة، وفي إطار الاجتماع التّحضيري لوزراء خارجيّة دول مجلس التعاون الذي يسبق عادةً القمم الخليجيّة وللتّحضير لها.
ويشيرعطوان : الي الزّيارة المُفاجئة التي قام بها الأمير خالد بن سلمان، نائب وزير الدفاع السعودي، ووليّ وليّ العهد غير المُعلن، لمسقط واجتماعه بالسّلطان قابوس، وقد يكون الهدف من هذه الزّيارة مُزدَوج، المُصالحة الخليجيّة أوّلًا، وحرب اليمن ثانيًا، بالنّظر إلى التّقارير المُؤكَّدة حول لِقاءات سِريّة سُعوديّة حُوثيّة في العاصمة العُمانيّة.
ويتوقف عطوان امام المُشاركة المُفاجئة للدول الخليجيّة الثّلاث المُقاطِعة لدولة قطر في دورة الخليج الكرويّة 24 التي ستُقام في الدوحة يوم 26 من شهر نوفمبر الحالي وحتى السادس من ديسمبرالمُقبل، وتأكيد تقارير إخباريّة أنّ الطّائرات التي ستُقِل المُنتخبات المُشاركة ستَطير مُباشرةً إلى الدوحة، وربّما يتم أيضًا رَفع الحَظر كُلِّيًّا الذي تَفرِضه دول المُقاطَعة على شركات طيَرانها في هذا الإطار، والسّماح لها بنقل آلاف المُشجّعين مُباشرةً دون المُرور عبر مطارٍ ثالث.
ويشيرعطوان الي الهُدوء غير المسبوق في أجهزة الإعلام الخليجيّة على جانبيّ الأزَمة، وتوقّف كُل الحمَلات الإعلاميّة، سواءً على شاشات التّلفزة أو في وسائل التواصل الاجتماعي، وبعد عامين ونصف العام تقريبًا من السُّباب والشَّتائِم.
ويلفت عطوان النظر الي احياء دولة الكويت لوِساطتها وجُهودها لترميم البيت الخليجي، وتنقيته من الخِلافات بعد فترةٍ من الهُدوء، حيث أرسل الشيخ صباح الأحمد وزير خارجيّته الشيخ صباح الخالد، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجيّة للعاهل السعودي قبل أُسبوع.
وينتهي عبد الباري عطوان بالقول :"في ظل هذا التكتّم بشقّيه الخليجيّ والمِصريّ لا نملك أيّ إجابة، ولكن هُناك مُراقبين يرفَعون الكارت الأحمر ويُحذِّرون من الغَضب الرسميّ المِصريّ، أو القفز عن دور مِصر ومكانتها، فإذا لم تكُن هذه المُصالحة شاملةً، فإنّ أزَمات عديدة ستنفجر، وستُغيِّر الكثير من المُعادلات السياسيّة في المِنطقة...)
بالطبع ورغم ما كتبة عبد الباري عطوان ، وما تحاول ان تنشرة رويترز والاعلام الامريكي والغربي الا ان زيارة الرئيس السيسي الاخيرة للامارات والنتائج الكبيرة التي حدثت تؤكد أن مصر علي الخط تعرف وتترقب وتنتظر الاجابة علي ال 13 سؤال الشهيرة ، خاصة وان الحالة الخليجية السعودية لا تستطيع تخطي مصرفي ظل احداث العراق ، واليمن .